يتصاعد سوق السيارات الكهربائية في العالم بشكل متسارع جدًا، حيث تحظى هذه النوعية من السيارات، التي يقول محبوها إنها صديقة للبيئة، برواج واسع خلال هذه الفترة. وقد بدأ استخدام هذه السيارات يتوسع عربيًا أيضًا، في دول عديدة، من أبرزها الأردن. في هذه المقابلة يحاور ألترا صوت أحمد أبو رداد، وهو خبير في مجال السيارات الكهربائية ورئيس جمعية السيارات الكهربائية التعاونية في الأردن، للحديث عن ذلك كله.
متى وكيف بدأ تعلقك بعالم السيارات الكهربائية وإيمانك بأهمية نشر الوعي بشأنها؟
بدأت بالبحث عن السيارات الكهربائية قبل 3 أعوام، واشتريت أول سيارة كهربائية بعدها بفترة بسيطة، وبعد استخدامها لفترة قصيرة تعلقت بها. قيادة واستخدام السيارات الكهربائية يختلفان قليلًا عن سيارات الاحتراق الداخلي. عزمها كبير وقيادتها ممتعة جدًا، موفرة بشكل كبير، وتريحك من عناء الصيانة المستمر وفوق كل هذا صديقة للبيئة. وبعد الاستفادة من كل هذا أحببت أن أنشر هذا الخير إلى الآخرين.
هنالك حضور قوي للسيارات الكهربائية عالميًا، هل لك أن توجز لنا أهمّ الأسباب التي ساهمت في ذلك مؤخرًا؟
المستقبل للسيارات الكهربائية، هذا أمر لا يختلف عليه الكثيرون. لأن لها فوائد كثيرة تتعدى مصلحة الفرد، مثل كفاءة تحويل الطاقة إلى حركة أفضل بثلاث إلى أربع مرات من مركبات الاحتراق الداخلي. وهذا يساعد الدول على ترشيد استهلاك الطاقة، وأيضًا من الممكن توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة. أغلب دول العالم المتقدم تدرك أهمية وخطورة الاحتباس الحراري والآثار البيئية الأخرى من المركبات التقليدية، لذلك شرعت قوانين تشجع على اقتناء مركبات كهربائية، كالإعفاءات الجمركية والضريبية، ولكن هذا لم يكن كافيًا لانتشار السيارات الكهربائية بسبب ارتفاع تكلفة تصنيع البطاريات في ما مضى، حيث كانت تكلفة تصنيع 1 كيلو واط/ساعة 1000 دولار في 2010، ولكن مع التطور العلمي وكفاءة التصنيع أصبحت التكلفة حوالي 300 دولار، ويتوقع أن تنخفض بشكل كبير خلال الأربع سنوات القادمة، وهذا ساهم بشكل كبير بانتشار السيارات الكهربائية.
اقرأ/ي أيضًا: صناع السيارات الألمان يستثمرون في الصين.. باب مستقبل السيارات الكهربائية
يُلاحظ من يزور الأردن وجود إقبال على السيارات الكهربائية، ويقال إنها الأولى عربيًا في استيرادها. ما تفسير ذلك، وما هي أبرز التخوفات التي يشيع الحديث عنها أردنيًا فيما يتعلق بهذا النوع من السيارات؟
الأردن أول دولة سمحت بإدخال السيارات الكهربائية عربيًا، وأعفتها من الجمارك. وهنالك حاجة ملحة لها بسبب تدني مستوى الدخل وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، كل ذلك لعب دورًا في انتشارها في الأردن، بالإضافة إلى مستوى الوعي والثقافة العالي لدى الشعب الأردني.
يظن كثيرون أنه إذا اقتنيت سيارة كهربائية سينتهي بك المطاف بالانقطاع في منتصف الطريق بشكل متكرر
بالنسبة للتخوفات، كما هو الحال مع كل شيء جديد، تكثر الشائعات المغلوطة. مثلًا يظن الكثير أنه إذا اقتنيت سيارة كهربائية سينتهي بك المطاف بالانقطاع في منتصف الطريق بشكل متكرر، بسبب قصر المسافة المقطوعة في الشحنة الواحدة. ولكن هذا نادرًا ما يحدث. المسافة كافية للاستخدام داخل المدن وعبر المدن القريبة. وهنالك طرق صحيحة لاستخدمها تسهل ذلك.
ومن الشائعات أيضًا أن خرابها كثير أو أنه لا يوجد خبرات كافية لصيانتها، وهذا كذلك غير صحيح. المركبة الكهربائية هي نصف مركبة هجينة. والمركبات الهجينة موجودة منذ عشرين عامًا وصيانتها سهلة ومتوفرة.
كانت هنالك مبادرة من قبلك وبعض الشباب المهتمين في الأردن لتأسيس جمعية خاصة بالسيارات الكهربائية، هل يمكن أن تقدم لنا تعريفًا سريعًا بالجمعية وأهدافها؟
هنالك عقبات أمام انتشار السيارات الكهربائية في الأردن، تهدف الجمعية إلى إزالة تلك العقبات والعمل على التوعية بأهمية وفوائد السيارات الكهربائية.
من تلك العقبات على سبيل المثال قلة نقاط الشحن على الطرقات، ومشروع تركيب نقاط شحن غير مجد اقتصاديًا بسبب ارتفاع تكلفة التأسيس وقلة العائد، وهو محدد من هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، لذلك تسعى الجمعية إلى تأسيس نقاط شحن عن طريق منح ومساعدات من جهات مختلفة وبعمل غير ربحي من أعضائها. وأيضًا نقدم الخبرات والمشورة إلى كل الجهات المهتمة بتركيب نقاط الشحن في منشآتها الخاصة.
ومن أهداف الجمعية أيضًا تنظيم تركيب نقاط الشحن المنزلية، لتكون مطابقة للمواصفات الآمنة. وأمور كثيرة أخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
جنرال موتورز وهوندا.. شراكة تُبشّر بثورة في عالم السيارات الكهربائية
خطط عملاقة.. فورد تستثمر 11 مليار دولار في السيارات الكهربائية