في أذربيجان، تأسست أول علامة تجارية للأزياء التكيفية Kekalove Adaptive Fashion عام 2019 وتهدف إلى تصميم ملابس تنسجم خصيصًا مع الأشخاص ذوي الإعاقة. والموضة التكيفية هي الملابس المصممة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة الذين يجدون الملابس التقليدية التي تحمل علامات تجارية يتعذر الوصول إليها أو غير مريحة أو كليهما. وقد حصل تحول في السنوات الأخير، حيث قامت العديد من الشركات بدمج تصميمات الملابس التكيفية في خطوط الأزياء الخاصة بها، بما في ذلك العلامات التجارية العالمية مثل نايك وتومي هيلفيغر بالإضافة إلى العلامات التجارية المحلية.
من المتوقع أن تصل مبيعات الأزياء التكيفية إلى ما يقرب من 400 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026
وفي حوار مع موقع غلوبال فويس، يقول مؤسس شركة كيكالوف، محمد كيكالوف "لقد بدأت التفكير في علامة تجارية لأزياء الإعاقة منذ 3 سنوات، عندما كان عمري 17 عامًا. كنت متشككًا للغاية في البداية، ولم يكن هناك الكثير من المعلومات عبر الإنترنت، عندما كنت أقوم بإجراء بحث. لكن نقص الموارد والمعلومات أصبح مصدر تحفيز وإلهام لي"، ويضيف كيكالوف البالغ من العمر 21 عامًا "شاركت هذه الفكرة مع عدد قليل من الأصدقاء المقربين، الذين شجعوني على البدء في العمل عليها. لقد تطلب الأمر الكثير من العمل لإقناع الشركاء والمستثمرين والمانحين بإمكانيات هذه الفكرة. لقد كانت جديدة جدًا"، ويشير بالقول "لم يفهم الأشخاص التحديات والمصاعب التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، وبالتالي لم يتمكنوا من تخيل الحلول التي نقدمها. لكننا لم نستسلم. استطعنا الالتزام بفلسفة التصميم التكيفي". ويتابع حديثه "ما جئنا به مميز وغير مسبوق، وإنني مندهش من الحاجة إلى هذه الفكرة في أذربيجان وحيرتي لأنها لم تتحقق لسنوات عديدة مضت"، ويضيف "قبل بضع سنوات فقط كنت الشخص الوحيد الذي تحدث عن هذه المسألة، واليوم نقوم ببناء نظام جديد في أذربيجان ".
اقرأ/ي أيضًا: منظمات إنسانية: الجوع يهدّد حياة 2.3 مليون طفل في نيجيريا
كان لدى كيكالوف أسبابه الخاصة لبناء علامة تجارية للأزياء التكيفية. فقد كانت جدته تعاني من إعاقة بصرية مما أثر به، وأثناء نشأته شاهد مصاعب الإعاقة في أذربيجان، وكانت أول فكرة لديه هي مدى فائدة ذلك لجدته. ويشير إلى أن أحد المبادئ الأساسية للعلامة التجارية هو إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في عملية التصميم وأخذ رأيهم في ما يناسبهم من الأزياء وتحديد التفاصيل المختلفة للزي كالألوان والأزرار الأقمشة المستخدمة والموديل وغيرها من التفاصيل.
ومن الأمور اللافتة أيضًا، تشير الطالبة كامالا سلطان إلى أن "البعض يظن أن عروض الأزياء تقتصر فقط على الأشخاص غير المعوقين"، وتضيف "لكن اليوم عالم الموضة أصبح متاحًا لنا وصرنا نجري عروض أزياء للأشخاص المعوقين وأصبح بإمكاننا إظهار جمالنا بطريقة أفضل" بحسب تقرير مصور لقناة الميدان الأذربيجانية.
كما نشرت مجلة VOGUE المختصة بالأزياء تقريرًا جاء فيه بأن الأزياء التكيفية تهدف إلى كسر الحواجز والآراء النمطية التي تهيمن ضمن مجال صناعة الألبسة والأزياء، واعتبرت المجلة أن الأزياء التكيفية أصبحت جزء من حركة لإعادة تعريف كل ما هو جميل والإحتفاء بالأصالة والتفرد. وقالت المديرة التنفيذية لعلامة الأزياء المتكيفة I Am Denim، صوفي كوبر، "يمكن أن يكون شراء الملابس تحديًا بدون إعاقة، لكن تخيل الذهاب للتسوق مع القلق الإضافي المتمثل في معرفة أن معظم الملابس ليست قريبة من التصميم لتلبية احتياجاتك"، وأضافت "يجب ألا يشعر أي شخص بالنسيان أو الاستبعاد من شيء بسيط مثل العثور على ملابس عصرية تناسبهم وتجعلهم يشعرون بالرضا".
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يوجد 650 مليون شخص معاق على مستوى العالم، أي ما يقرب من 10% من إجمالي سكان المعمورة. ومن المتوقع أن تصل مبيعات الأزياء التكيفية إلى ما يقرب من 400 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026. وكانت علامة تومي هيلفيغر قد أطلقت عام 2017 مجموعة من الملابس للأشخاص ذوي الإعاقة. شملت المجموعة المسماة Tommy Hilfiger Adaptive ملابس للبالغين والأطفال، مع إغلاق مغناطيسي سهل، وأطراف قابلة للتعديل والتوسيع، وأقمشة صديقة للحواس، وملابس جلوس للأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة.
وقال مؤسس تومي هيلفيغر "لطالما كانت الشمولية وإضفاء الطابع الديمقراطي على الموضة في صميم الحمض النووي لعلامتي التجارية"، وأضاف "سنستمر في البناء على هذه الرؤية، وتمكين البالغين ذوي القدرات المختلفة للتعبير عن أنفسهم من خلال الموضة". كما استثمرت علامة نايكي في الأحذية القابلة للتكيف، حيث قدمت أحذية رياضية بدون أربطة تسهل على الأشخاص ذوي الإعاقة ارتداءها، وذلك بحسب مجلة VOGUE الأمريكية.
أما مجلة فوربس فتناولت المسألة في تقريرها من زاوية النضال الذي يقوم به الأشخاص ذوي الإعاقة من أجل أن يصبحوا "مرئيين" في المجتمع الذي يضيق الخناق عليهم ولا يأخذ احتياجاتهم في عين الاعتبار. وأشارت المجلة في تقريرها إلى الأخطاء التي وقعت فيها العلامات التجارية حيث أنتجت ملابس للأشخاص المعوقين لكنها في الوقت ذاته حرمت مجموعات كبيرة منهم من الوصول إلى هذه الأزياء بسبب سعرها المرتفع وبالتالي ظلت حكرًا على فئة محدودة. وتابعت المجلة في تقريرها سرد الأخطاء كمثل عدم إفساح المجال للأشخاص المعوقين المشاركة في عملية التصميم أو في عملية التسويق، كما أن بعض العلامات التجارية لا تمتلك الموارد الكافية من أجل تحمل تكلفة تسويق يضمن الشمولية للجميع، وكذلك ضمان الكرامة والاستقلالية والراحة.
اقرأ/ي أيضًا:
سلسلة أحداث تنشط التفاعل عبر وسم "التطبيع خيانة"
دراسة تحليلية تشير إلى تزايد مخاطر الفيضانات حول العالم بفعل تغير المناخ