أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بيانًا جديدًا يوصي بتمديد الفترة الزمنية التي يوصى فيها بالرضاعة الطبيعية إلى عامين على الأقل. التوصية الجديدة تقرّ بأن هذه هي الفترة الأمثل للرضاعة الطبيعية، إلا أنها توضّح في الوقت ذاته بضرورة توفير الدعم للسيدات من أجل تمكينهنّ من إرضاع الأطفال طوال هذه الفترة.
نسبة الأطفال الذي يرضعون حتى عامهم الأول فتبلغ 35 بالمئة فقط في الولايات المتحدة
وبحسب الدكتورة جوان ميك، الأستاذة الفخرية في قسم العلوم السريرية في جامعة فلوريدا الأمريكية في حديثها لنيويورك تايمز فإن السيدات بحاجة إلى تغييرات مجتمعية وسياسية واقتصادية من شأنها أن تساعد في دعم الممارسات الأفضل للرضاعة الطبيعية، مثل تقديم الإجازات مدفوعة الأجر للمرضعات، وتقديم المزيد من الدعم لتمكين الرضاعة الطبيعية في مرافق رعاية الأطفال.
وأكدت الأكاديمية في الوقت ذاته على ضرورة الالتزام بإرضاع الأطفال رضاعة طبيعية لمدى ستة أشهر كحدّ أدنى في جميع الأحوال، وعدم اللجوء إلى الحليب الصناعي والأغذية المكملة قبل هذه الفترة. وقد استشهد القائمون على الأكاديمية بالعديد من الدراسات الحديثة التي تؤكد فوائد الرضاعة الطبيعية مقارنة بالرضاعة الصناعية للرضّع، ومنها الوقاية من انخفاض معدلات التهابات الجهاز التنفسي السفلي والإسهال الشديد والتهابات الأذن وغيرها.
لكن الأكاديمية التي تتمتع بمصداقية عالية في الولايات المتحدة تدعو الآن أطباء الأطفال إلى المساهمة في التوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية لمدة عامين على الأقل، ونصح المرضعات بعدم ترك الرضاعة الطبيعية بعد السنة الأولى، عبر توضيح الفوائد المختلفة لذلك، ولاسيما أن الرضاعة الطبيعية تسهم في خفض مخاطر إصابة الأطفال بمرض السكري من النوع 2.
ويغلب في الولايات المتحدة الاتجاه الذي ينصح بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية حتى عيد ميلاده الأول، حيث يميل الأطباء بعد ذلك إلى التساهل في التوصية بإتمام الرضاعة حتى العامين، وهو ما تعتمد عليه الأمهات لعدم مواصلة إرضاع أطفالهن من الثدي. إلا أن التوصية الجديدة تتسق مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي لطالما أكدت على ضرورة الاستمرار بالرضاعة الطبيعية حتى عيد ميلاد الطفل الثاني على الأقل.
وبحسب الإحصاءات المتوفرة على المستوى الوطني في الولايات المتحدة، فإن 84 بالمئة من الأطفال يبدأون الرضاعة الطبيعية، إلا أن 58 بالمئة منهم يرضعون حتى سن ستة أشهر، و25 بالمئة منهم يحصلون على الرضاعة الطبيعية حصرًا دون الاعتماد على الحليب الصناعي. أما نسبة الأطفال الذي يرضعون حتى عامهم الأول فتبلغ 35 بالمئة فقط، ولا تتوفر بيانات حول الأطفال الذين يحصلون على حقهم في الرضاعة عامين كاملين.
