أكدت مسؤولة أممية أن معدلات الإصابة بالأمراض المعدية في قطاع غزة مستمرة في الزيادة، في وقت بالكاد تعمل فيه المنظومة الصحية في القطاع بعد ستة أشهر من الحرب الهمجية المدمّرة التي تشنّها "إسرائيل" على غزة.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في مقابلة أجرتها معها وكالة "الأناضول"، إن 10 مستشفيات فقط من أصل 36 في قطاع غزة تعمل جزئيًا، 6 منها تقع في جنوب القطاع، و4 في الشمال.
وذكرت هاريس أن مستشفى كمال عدوان، شمال غزة، يستقبل يوميًا ما لا يقل عن 15 طفلًا مصابًا بسوء التغذية، مشيرةً إلى أن المستشفى نفسه يواجه صعوبة شديدة في تقديم الخدمات لعدة أسباب، بينها نقص المياه والغذاء والصرف الصحي إضافةً إلى المعدات التقنية.
اعتبرت هاريس أن خروج مجمع الشفاء عن الخدمة بمثابة كارثة بالنسبة للوضع الصحي لأهالي القطاع
وفي حديثها عن الأمراض المعدية، لفتت هاريس إلى تسجيل 614 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، و330 ألف حالة إسهال بين النازحين في مراكز الإيواء، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وأشارت إلى رصد 83.500 حالة جرب، و48 ألف طفح جلدي، و7.300 حالة جدري الماء، واليرقان لدى 21.300 شخص. وذكرت، في السياق نفسه، أن حالات الحصبة المشخصة في المراكز الصحية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تُعتبر مثيرة للقلق.
وبينما لفتت إلى وفاة 31 شخصًا، بينهم 27 طفلًا، بسبب سوء التغذية؛ قالت هاريس إن 9 آلاف مريض في غزة بحاجة إلى الإجلاء من أجل تلقي العلاج، بينهم أكثر من 6 آلاف مريض مصاب بصدمات نفسية، و2000 مريض يعانون من أمراض مزمنة خطيرة مثل السرطان.
واعتبرت المتحدثة باسم المنظمة أن خسارة مجمع الشفاء الطبي، الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي وانسحب منه بعد تدميره بالكامل، كارثة بالنسبة للوضع الصحي لأهالي القطاع الذين يعتمدون على هذا المستشفى الذي يُعد الأكبر في غزة، ووصفته بأنه: "قلب نظام الرعاية الصحية في غزة".
وأكدت أن خروج المجمع عن الخدمة: "يزيد العبء على المستشفيات الأخرى وعدد الأشخاص الذين بحاجة للإجلاء لتلقي العلاج خارج غزة"، مشددةً في هذا السياق على ضرورة حماية المستشفيات واحترامها وعدم استخدامها "كساحة معركة".