ألترا صوت - فريق التحرير
قالت الأمم المتحدة إن الدول الأكثر فقرًا ستكون الخاسر الأكبر وستدفع الثمن أكثر من غيرها بسبب جائحة كوفيد-19 التي ستُلحق بالاقتصاد العالمي معدل خسائر يفوق مستوى 10 تريليون دولار أمريكي مع حلول نهاية العام الحالي، بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان. كما أشار تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، إلى وجود علامات وإشارات حول أن المشاكل التي كانت موجودة قبل ظهور الجائحة في الدول النامية، ستظهر مجدّدًا عند نهاية الجائحة، وستكون لا زالت بدون حل. ومع ذلك، توقّع التقرير الصادر عن المؤتمر أن يحقّق الاقتصاد العالمي نموًا بنسبة 4.7 % خلال العام الحالي، بفضل الانتعاش الذي ظهر في أسواق الولايات المتحدة والذي كان أكبر من المتوقع. كذلك توقّع التقرير الذي عقبت عليه وكالة رويترز، أن يستمر التعافي في الاقتصاد العالمي الذي بدأ في الربع الثالث من العام 2020، إلا أنه لا توجد إمكانية تنبؤ بدقّة لما سيحصل، بسبب التفاوت وعدم الثبات فيما يخص انتشار الوباء وطريقة مكافحته.
من المتوقع أن تلحق جائحة كوفيد-19 معدل خسائر بالاقتصاد العالمي يفوق مستوى 10 تريليون دولار أمريكي مع نهاية عام 2021
وكان البنك الدولي قد نشر على مدونته على الإنترنت في شهر كانون الأول/ديسمبر 2020، دراسة أكّد من خلالها أن الدول الأكثر فقرًا حول العالم، والتي تحصل على دعم من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، تحمّلت وطاة تأثير جائحة كوفيد -19 في الأمور النقدية وغير النقدية، أكثر من بقية الدول في العالم.
اقرأ/ي أيضًا: كيف أثرت جائحة كوفيد-19 سلبًا على حقوق المرأة؟
بينما أشارت دراسة البنك الدولي إلى أن قدرة الوصول إلى التعليم تنخفض كلما انخفض الدخل الفردي في بلد ما. وبما أن الدخل منخفض في الدول التي تخضع لبرنامج المساعدات، فإن تأثير الجائحة كان أكبر بكثير على المجال التعليمي في البلدان الفقيرة. وفشلت الكثير من الأسر في إلحاق أبنائها في المناهج التعليمية خلال الجائحة، بسبب غياب الإمكانيات وتكنولوجيا التعلّم عن بعد كما في الدول المتطورة، وترى الدراسة أن التشظي الكبير الذي أصاب المجال التعليمي في هذه البلاد، ستكون له عواقب بعيدة المدى على الرأسمال البشري، والحراك الاجتماعي في المستقبل.
كما تجدر الإشارة إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية كانت قد نشرت دراسة إحصائية قبل أشهر، أكّدت من خلالها أن الدول الفقيرة عانت من جائحة كوفيد-19 أكثر من غيرها، مما أدى إلى عدم المساواة في التعامل مع الجائحة على مستوى العالم. وأظهر المسح الذي شمل 30 ألف شخص في بلدان انتشر فيها الفيروس، أن 69 % من المستفتين من الدول الفقيرة، قالوا إن دخلهم انخفض بسبب الجائحة، في مقابل 45 % من المستفتين من الدول الغنية. كما أكّد الاستطلاع أن الوباء كان له تأثير أكثر حدّة على الناس في البلدان الفقيرة، وفاقم مشكلة عدم المساواة بين الدول الغنية والفقيرة في العالم. ومن ضمن 27 دولة عالجها الاستطلاع، تبيّن أن أكثر الدول التي تضرّر مواطنيها من الجائحة هي كينيا، تايلاند، نيجيريا، جنوب أفريقيا وفيتنام. فيما كانت أقلّ الدول تضرّرًا على مستوى المعيشة والرفاهية، هي أستراليا، كندا، واليابان.
وتركزت معاناة الدول الفقيرة خلال الجائحة، حول ضعف الإمكانيات الطبية واللوجستية، وغياب المشافي والمراكز الطبية، إضافة إلى تدنّي مستوى المعيشة والخدمات الاجتماعية التي تقدّمها هذه الدول. كذلك أفقدت إجراءات الحجر الصحي والإقفال العام جزءًا كبيرًا من مواطني هذه الدول مصادر الدخل الأساسي، بسبب عدم قدرة هذه الدول على تأمين بدائل لهم، بعكس معظم الدول الغنية. وقد استمرت هذه الأزمة وهذا التفاوت بين الدول الغنية والفقيرة عندما تعلّق الأمر بإمكانية الوصول إلى اللقاحات. وقد دفع هذا الأمر مؤخرًا البنك الدولي إلى إطلاق حملة واسعة لمساعدة الدول النامية للحصول على كميات من هذه اللقاحات.
فيما نشر موقع reliefweb المختص خطة عمل البنك الدولي المزمع تنفيذها، وتضمنت تخصيص مبلغ 12 مليار دولار للبلدان النامية لشراء وتوزيع اللقاحات، واختبارات الـPCR، وتعزيز أنظمة الصحة والتطعيم لضمان وصول اللقاحات إلى الجميع. ومن المفترض أن تصل برامج التطعيم الخاصة بالبنك الدولي إلى 40 دولة فقيرة في المدى القريب.
اقرأ/ي أيضًا:
أب سوري يخسر زوجته و13 من أبنائه خلال سنوات الحرب في سوريا
لقاء 9 نساء إيزيديات ناجيات من عبودية داعش بأطفالهن يعرضهن للنبذ والتهديد