يزخر تاريخ كأس العالم بمئات الأرقام القياسية الفردية والجماعية، تمّ تحقيقها وتدوينها على امتداد النسخ الـ 21 السابقة. بعض هذه الأرقام صمد لعقود طويلة وبقي عصيًا على الكسر، من بينها الرقم الخالد للمهاجم الفرنسي جوست فونتين، الذي سجّل 13 هدفًا في نسخة 1958، كأكثر لاعب يسجّل بنسخة واحدة، متخطيًا المجري ساندرو كوسيس الذي سجّل 11 هدفًا في النسخة التي سبقتها. أكثر من اقترب من هذا الرقم لاحقًا كان الألماني جيرد مولر في مونديال 1970 بـ10 أهداف. المفارقة أن اللاعبين الثلاثة لم يتوّجوا بكأس العالم في النسخ المذكورة.
في المقابل فإن بعض الأرقام القياسية كانت تُكسر باستمرار، مثل الهدّاف التاريخي للمونديال الذي انتقل بين عدة لاعبين، من بينهم بوشكاش ثم فونتين فجيرد مولر، وصولًا إلى رونالدو دا ليما في مونديال 2006، قبل أن يكسره ميروسلاف كلوزه في مونديال 2014 بعد وصوله للهدف رقم 16.
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار عشّاق كرة القدم إلى قطر في الشهر القادم لمتابعة الحدث الكروي الأكبر أي كأس العالم، فإن محبّي الإحصاءات والأرقام يترقّبون الأرقام القياسية التي يمكن أن تٌكسر في قطر 2022.
ميسي ورونالدو أمام فرصة لكتابة التاريخ
سيكون ميروسلاف كلوزه مرتاح البال إلى حدّ كبير، فمن الصعب أن يتمكن أحد اللاعبين من تخطي عدد أهدافه التاريخية في مونديال قطر. اللاعبون الأقرب لهذا الرقم هم توماس مولر بثمانية أهداف، لويس سواريز وكريستيانو رونالدو بسبعة أهداف، وليونيل ميسي بستة.
أما الألماني الآخر لوثار ماتيوس، صاحب أكبر عدد من المباريات المونديالية بـ 25 مباراة، آخرها كان في مونديال 1998، فإن رقمه مهدّد بالكسر بحالة واحدة فقط، وهي وصول الأرجنتين إلى الدور النصف النهائي وبالتالي لعب سبع مباريات، ومشاركة ليونيل ميسي بها جميعًا، حيث سيصل البرغوت للمباراة رقم 26.
هناك أربعة لاعبين فقط نجحوا بالتسجيل في أربع نسخ مختلفة من المونديال، هم البرازيلي بيليه، الألمانيان أوفه زلير وميروسلاف كلوزه، والبرتغالي كريستيانو رونالدو. يكفي الدون أن يسجّل هدفًا واحدًا فقط في قطر، ليصبح اللاعب الوحيد بتاريخ المونديال الذي يسجل في خمس نسخ مختلفة، في المقابل فإن ليونيل ميسي هو اللاعب الوحيد الذي صنع هدفًا على الأقل في أربع نسخ مختلفة، وستكون الفرصة متاحة أمامه لرفع الرقم إلى خمس نسخ.
صراع ألماني برازيلي متجدّد
تحتل البرازيل وألمانيا المركز الأول بأكثر الفرق خوضًا للمباراة في المونديال برصيد 107 مباراة لكل منهما. في حال استطاع أحدهما أن يذهب أبعد من الآخر في المسابقة، سينفرد بالرقم القياسي. إذا وصل الفريقان إلى الدور نصف النهائي، سيستمر التعادل بينهما في ظل وجود مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
البرازيل تمتلك أيضًا أكبر عدد من الانتصارات في المونديال على صعيد المباريات بواقع 70 مباراة، وبفارق أربع انتصارات عن ألمانيا. من الناحية النظرية، يمكن لألمانيا تجاوز البرازيل أو معادلتها، ولو أن الأمر يبدو مستبعدًا، بينما تمتلك المكسيك أسوأ سجل خسائر بواقع 77 مباراة، وهو رقم غير مهدد في قطر 2022، ومن الممكن أن يرتفع بحال تعرضت المكسيك لخسارات إضافية.
في مونديال 2010، أصبح الألماني أوتو ريهاجل مدرب اليونان أكبر مدرب بتاريخ المونديال بعمر 71 سنة، و317 يومًا. مدرب الأوروغواي أوسكار تاباريز كان في سن 71 سنة و100 يوم تقريبًا في روسيا 2018، ليبقى الرقم القياسي مع ريهاجل. مدرب هولندا الحالي لويس فان غال هو اليوم تقريبًا بسن تاباريز في 2018، وبالتالي لا خوف مرة أخرى على رقم الألماني.
هل تحلّ عقدة المدربين الأجانب؟
في النسخ الـ 21 السابقة، كان يقود البطل دائمًا مدربون محليّون، بالرغم من أن بعض المنتخبات العريقة استعانت بمدربين أجانب، مثل البرتغال مع المدرب البرازيلي سكولاري في مونديال 2006 الذي قادها إلى المركز الرابع، والسويدي زفين غوران إيريكسون مدرب إنجلترا في نسختي 2002 و2006، وقد خرج منتخب الأسود الثلاثة من الدور ربع النهائي خلالهما. بما أن معظم المنتخبات الكبرى يقودها اليوم مدربون وطنيون، فمن المستبعد أن تُكسر القاعدة في مونديال قطر. تبقى بلجيكا مع الاسباني روبرتو مارتينيز هي الأقرب لكسر هذا الرقم الصعب، ومن بعدها المسكيك مع المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو.