ظهرت الإكوادور مؤخرا كمنافس قوي على الساحة الكروية في أمريكا الجنوبية، ووضعت نفسها من بين المرشحين دائما لبلوغ نهائيات كأس العالم، بعد أن كانت المنتخب الذي يُنظر إليه كعقبة سهلة التجاوز من قبل كبار منتخبات القارة اللاتينية.
الإكوادور تأهلت إلى مونديال قطر لتسجل المشاركة الرابعة لها في آخر ست نهائيات كأس عالم، وذلك منذ ظهورها الأول في المحفل الكروي العالمي عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. الحضور المتعدد في منافسات كأس العالم خلال الـ 20 عاما الأخيرة، يعكس مدى التطور الذي وصلت إليه الإكوادور في كرة القدم، وتفوقها على منتخبات كبيرة جارة لها في صراع الوصول إلى مونديال قطر 2022، أمثال تشيلي، كولومبيا، والبارغواي.
تأهل مستحق إلى "قطر 2022"
نظام التأهل إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا الجنوبية بسيط جدًا، يتألف من دور واحد تخوض خلاله المنتخبات الـ 10 في القارة مواجهات في ما بينها من ذهاب وإياب، ليتأهل في النهاية أول أربعة منتخبات في الترتيب، والخامس يلعب في الملحق العالمي، فحلّ منتخب الإكوادور في نهاية التصفيات بالمركز الرابع برصيد 26 نقطة، جمعها من 7 انتصارات و5 تعادلات و6 هزائم، وسجل 27 هدفا في 18 مباراة وتلقت شباكه 19.
حضور ضعيف
بلغت الإكوادور نهائيات كأس العالم ثلاث مرات من قبل (2002، 2006، 2014)، لعبت 10 مباريات بالمجمل، انتصرت في 4 وخسرت 5 وتعادلت في واحدة، وسجلت 10 أهداف وتلقت شباكها 11 هدفًا.
في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، لعبت الإكوادور في المجموعة السابعة إلى جانب منتخبات، إيطاليا والمكسيك وكرواتيا، وخرجت من الدور الأول بعد أن حلت رابعة في الترتيب برصيد 3 نقاط، حصلت عليه من فوزها على كرواتيا بهدفين لواحد.
وخلال مشاركتها في مونديال 2006، وقعت الإكوادور في المجموعة الأولى مع ألمانيا المستضيفة وبولندا وكوستاريكا، وفي تلك النسخة قدم منتخب "لا تري" مستوى رائعًا واستطاع الفوز في المباراة الافتتاحية له على بولندا بهدفين دون مقابل، ثم هزم كوستاريكا بثلاثية نظيفة، ليتأهل رسميا إلى دور الـ 16 رغم خسارته أمام ألمانيا في ختام الدور الأول (0ـ3).
وواجهت الإكوادور في دور الـ 16 نظيرتها إنجلترا وخسرت أمامها بصعوبة بهدفٍ دون مقابل، لتودع البطولة بأداء مشرف هو الأفضل لها في تاريخها المونديالي.
أما آخر ظهور للإكوادور في كأس العالم فكان في مونديال البرازيل 2014، وحينها حلت بالمجموعة الخامسة رفقة فرنسا وسويسرا والهندوراس. الإكوادور انهزمت في المباراة الأولى أمام سويسرا بهدفٍ لاثنين، لتعود وتنتصر في الجولة الثانية على الهندوراس بهدفين لواحد، قبل أن تتعادل مع فرنسا في الجولة الثالثة وتخرج من دور المجموعات بعد أن احتلت المركز الثالث بـ 4 نقاط.
الحلقة الأضعف
تشارك الإكوادور في مونديال 2022 في المجموعة الأولى، والتي تضم منتخبات هولندا والسنغال وقطر المستضيف للحدث العالمي. ومن المتوقع أن تواجه الإكوادور صعوبات كبيرة في الدور الأول، واعتبرها البعض الحلقة الأضعف مقابل منتخب "الطواحين" القوي والحاضر دائما في المواعيد الكبرى، والسنغال التي تمر بأفضل أوقاتها على صعيد كرة القدم والمتوجة مؤخرا بكأس إفريقيا للأمم، وكذلك أيضا قطر المتسلحة بعاملي الأرض والجمهور، والتي استعدت بشكل كبير للحضور بشكل مشرف في مونديالها.
في الوقت ذاته فإن الإكوادور ليست بالخصم السهل على الإطلاق، ومشوارها في التصفيات وتقدمها على منتخبات قوية يؤكد ذلك، إضافة إلى تواجد عدد من اللاعبين المميزين في التشكيلة التي ستخوض النهائيات تحت قيادة المدرب الأوروغوياني غوستافو ألفارو، الذي قال لموقع "فيفا" إن المجموعة الأولى ستكون غاية في الصعوبة "سنواجه بطل آسيا، وبطل إفريقيا، وهولندا بقيادة فان خال الحالم بالتتويج بكأس العالم".
تمتلك الإكوادور مع ألفارو منتخبًا صلبًا خطوطه متراصة ومنسجمة، ويتميز بأسلوب لعب سريع يعتمد على فتح الملعب والهجوم من جميع المراكز، مع وجود مهاجم قوي في المقدمة وهو إينر فالنسيا المحترف في فنربهتشه التركي، والذي يُعد الهداف التاريخي للمنتخب بـ 35 هدفا.
ولدى الإكوادور سجل غير مُبشر مع خصومها في المجموعة، حيث سبق لها أن واجهت قطر وديا في 2018 وخسرت بأربعة أهداف لثلاثة، ولعبت أمام هولندا في مناسبتين وديتين انتهت الأولى بفوز "الطواحين" بهدفٍ دون رد في 2006، وحسم التعادل بهدفٍ لمثله اللقاء الثاني عام 2014، ومع السنغال انهزمت في 2002 بهدفٍ وحيد، وفي 2005 بهدفٍ لاثنين.
ومن المقرر أن تفتتح الإكوادور مع قطر مباريات كأس العالم رسميا في 20 تشرين الثاني/نوفمبر القادم، ثم تواجه هولندا في 25 من الشهر نفسه، وتختتم مباريات المجموعة بملاقاة السنغال باليوم الـ 29.