23-سبتمبر-2024
حركة نزوح

ألسنة الدخان تتصاعد جراء الغارات العنيفة التي تستهدف جنوب لبنان (رويترز)

قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الجوية العنيفة التي يشنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على معظم مناطق جنوب لبنان منذ صباح، اليوم الاثنين، أدت إلى سقوط 274 شهيدًا وشهيدة، وإصابة أكثر من 1024 آخرين، في حصيلة غير نهائية، فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي إقفال المؤسسات التعليمية، اليوم الاثنين وغدًا الثلاثاء، في كافة الأراضي اللبنانية.

وفي التفاصيل، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تصريحات صحفية في أعقاب الغارات المستمرة على لبنان: "توعدت بتغيير ميزان القوى على الجبهة الشمالية وهذا تمامًا ما نقوم به"، مضيفًا: "نحن لا ننتظر التهديد بل نستبقه في كل مكان وجبهة"، زاعمًا أن جيش الاحتلال يقوم بتدمير "آلاف الصواريخ الموجهة إلى المدن الإسرائيلية".

من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانييل هاغاري، اليوم الإثنين، إن جيش الاحتلال سيهاجم "قريبًا عمق البقاع، حيث يتم تخزين الأصول الاستراتيجية لحزب الله داخل المراكز السكانية" وفق تعبيره، وأضاف مدعيًا "هذا تحذير موجه لسكان القرى في سهل البقاع: ابتعدوا فورًا".

ارتفاع عدد الشهداء جراء الغارات الجوية العنيفة التي تستهدف جنوب لبنان إلى 274 شهيدًا، وإصابة أكثر من 1024 آخرين، في حصيلة غير نهائية

وكان جيش الاحتلال قد شن في وقت سابق، اليوم الإثنين، أكثر من 300 غارة جوية استهدفت قرى وبلدات على نطاق واسع في جنوب لبنان، في موجة قصف وصف بالأعنف منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وسط مخاوف من أن يؤدي تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان إلى نشوب حرب إقليمية في المنطقة.

"اليونيفيل" يغادر جنوب لبنان

في المقابل، قال "حزب الله"، في بيان، إنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل في جيش الاحتلال، ‏ومخازنها اللوجستية في قاعدة "عميعاد" ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة "رفائيل" في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ.

وقالت وسائل إعلام عبرية، إن صفارات الإنذار دوت في الجولان وصفد ومحيط الناصرة، وأظهرت مقاطع فيديو متداولة محاولات دفاعات "القبة الحديدية" اعتراض رشقات صاروخية استهدفت مواقع في صفد والجليل في شمال الأراضي المحتلة.

وأكد النائب عن "حزب الله"، علي فياض، أنه "ليس العدو فقط من دخل مرحلة جديدة بحسب تعبير (وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف) غالانت، وإنما أيضًا المقاومة دخلت مرحلة جديدة، والميدان هو الذي سيعبّر عن هذه التطورات من حيث يحتسب العدو ومن حيث لا يحتسب".

وأضاف فياض أن "العالم سيُفاجأ بأن هذه المقاومة بُنية مؤسساتية وتكوين عقائدي، قادر على تجديد ذاته تلقائيًا، وقادر على الاستمرار بفاعلية زائدة، وأن المجريات الميدانية من حيث الفاعلية والكثافة والحضور، هي التي ستؤكد قدرة المقاومة على تجاوز ما حصل من استهدافات".

ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصدر في "اليونيفيل"، أن القوة الأممية طلبت من موظفيها وعامليها المدنيين مغادرة الجنوب اللبناني مع عائلاتهم، وذلك في ظل التطورات الأخيرة، والتصعيد الخطير الحاصل عسكريًا حفاظًا على أرواحهم، مشددًا على أن العسكريين في "اليونيفيل" مستمرون بشكل عادي في عملهم ومهامهم اليومية.

وأضاف المصدر أن "التطورات الأخيرة خطيرة جدًا والتصعيد الحاصل هو الأعنف منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وما يحصل اليوم دقيق وحساس جدًا، ولا يسعنا سوى إعادة تكرار نداءاتنا إلى جميع الأطراف بالتهدئة وتفادي الحسابات الخاطئة التي تجر المنطقة كلها إلى وضع كارثي، والتذكير بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي لوقف إطلاق النار وبشكل سريع".

حركة نزوح كبيرة من جنوب لبنان

إلى ذلك، أعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني، عباس الحلبي، إقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية والتقنية الرسمية والخاصة، اليوم الاثنين وغدًا الثلاثاء، في جميع محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبية، وذلك نظرًا إلى تطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظات المذكورة.

وعاد الحلبي لاحقًا إلى إعلان "وقف الدروس في محافظات بيروت وجبل لبنان والشمال وعكار، على أن يشمل وقف الدروس أيضًا الجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة في المناطق اللبنانية كافة يوم غد الثلاثاء"، داعيًا "جميع المسؤولين عن المؤسسات التربوية والجامعية إلى متابعة بيانات الوزارة بهذا الخصوص".

ونقل "العربي الجديد" عن أوساط حكومية لبنانية، أن الحكومة اللبنانية بدأت تسجل "حركة نزوح من مناطق في جنوب لبنان كانت تعد آمنة ونقطة للنازحين للتوجه إليها من القرى والبلدات الحدودية، منها صيدا وصور، إلى مناطق في بيروت والمتن وجبل لبنان"، وأضافت أن "بعض النزوح سجل أيضًا من الضاحية الجنوبية لبيروت في اليومين الماضيين".

وأوضحت المصادر ذاتها قائلة: "وضعنا في الحسبان هذا السيناريو ورفعنا الجهوزية، وهناك سعي لفتح مراكز إيواء جديدة لاستقبال الأعداد الوافدة، ونحاول جمع المعلومات لمعرفة الأعداد الدقيقة التي نزحت وإلى أي مناطق، خصوصًا أن الغالبية اتجهت إما للسكن مع أقرباء لها أو عمدت إلى استئجار منزل للمبيت فيه".

من جانبه، قال منسق لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية، وزير البيئة اللبناني، ناصر ياسين، إن وزارة الداخلية تجري اجتماعًا "لتنسيق عمليات فتح المدارس ومراكز النازحين ومراكز واستيعاب النازحين في المناطق والأمور الآن مفتوحة، وقد تم تفعيلها بشكل كبير".

وأكد الوزير اللبناني أنه "سيكون هناك تنسيق مع المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية، وكل الوزارات تعمل لمتابعة الاحتياجات المعينة بشكل دقيق"، مشيرًا إلى أن "هناك مدارس تم فتحها في جبل لبنان وصيدا وصور، وليس لدينا إحصاء دقيق لعدد النازحين حتى الآن".