24-سبتمبر-2024
اتساع الخلاف

(GETTY) اتساع الخلاف بين بايدن ونتنياهو بسبب الهجوم على لبنان

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الهجوم الجوي الواسع الذي تشنه "إسرائيل" على "حزب الله" في أنحاء مختلفة من الأراضي اللبنانية، والذي يمثل أعنف هجوم منذ عام 2006، أدى إلى اتساع الخلاف بين إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر لديها معرفة بـ"حزب الله"، أن الحزب سرع في الأشهر الأخيرة من الاستعدادات لحرب محتملة مع "إسرائيل".

وكان الجيش الإسرائيلي قد شن هجومًا جويًا واسعًا، فجر أمس الإثنين، استهدف بمئات الغارات قرى ومدن بدءًا من جنوب لبنان وصولًا إلى شرقه، ما أسفر عن سقوط أكثر من 550 شهيدًا وشهيدًا، فضلًا عن إصابة المئات، في حصيلة غير نهائية.

الخلاف يتسع بين بايدن ونتنياهو

وبحسب ما نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، فإن "خطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا في المنطقة لم يكن أكبر مما هو عليه الآن"، وأضافت أنه مع بقاء أربعة أشهر للرئيس بايدن في منصبه، فإن فرص التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يبدو أضعف أكثر من أي وقت مضى.

أدى الهجوم الجوي الواسع الذي شنته "إسرائيل" على لبنان إلى اتساع الخلاف بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين ونتنياهو

ونقلت الصحيفة ذاتها عن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قوله إنه "ينبغي دفع الطرفين (إسرائيل وحزب الله) إلى وقف دورة العنف، وتجنّب حرب أوسع"، مضيفًا أن "هناك طريق للتوصل إلى اتفاق، لكنه متعرج ومحبط ونستبعد أن يقبل الطرفان الآن أي مقترح".

وتضيف "نيويورك تايمز"، أن أفضل أمل لبايدن في الأشهر الأخيرة من ولايته، هو أن يتبنى خليفته صفقة تعترف فيها السعودية بـ"إسرائيل"، وتوافق "إسرائيل" على حل الدولتين الذي من شأنه أن يمنح الفلسطينيين وطنًا حقيقيًا ومكانًا في المجتمع الدولي.

ووفقًا للصحيفة الأميركية، لم يعد خافيًا، أن أعضاء فريق الأمن القومي الأميركي أعربوا عن استيائهم من نتنياهو، فهم يتحدثون الآن بصرحة عن المشادات الكلامية التي شهدتها المكالمات الهاتفية بين بايدن ونتنياهو، أو الزيارات المحبطة التي قام بها وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى "إسرائيل"، والتي حصل خلالها على ضمانات خاصة من نتنياهو، لكنه نقضها بعد ساعات قليلة.

وقال المفاوض في الشرق الأوس، دينيس روس، في مقابلة أجريت معه، أمس الإثنين، إن "جزءًا من المشكلة أن بايدن ونتنياهو لم يتفقا قط بشأن أهدافهما النهائية"، وتابع مضيفًا أن نتنياهو "يصر على قدرته على القضاء على كل تهديد وجودي لإسرائيل".

في المقابل، أشار روس، وهو الآن زميل في معهد واشنطن، إلى أن "بايدن يشدد على تحقيق اتفاق السلام الذي فشل كل القادة الأميركيين في تحقيقه منذ ريتشارد نيكسون"، مضيفًا أن "فن إدارة الدولة يتعلق بمواءمة الأهداف والوسائل. ولا أرى الأهداف أو الوسائل تتحقق في ما تفعله إسرائيل الآن".

وبحسب "نيويورك تايمز"، يصعب الاعتقاد بأن نتنياهو سيتمكن من القضاء على "حزب الله"، تمامًا كما عجز عن القضاء على "حماس"، وتضيف أن الأصعب من ذلك تصور أن نتنياهو سيكون قلقًا بشأن تجاوز بايدن، فهو يعرف أنه "إذا انتخب الرئيس السابق، دونالد ترامب، فإنه ستكون لديه حرية أكبر في متابعة الحرب ضد حماس وحزب الله بالطريقة التي يراها مناسبة".

"حزب الله" سرع من استعداده للحرب

وفي السياق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن كما حدث مع "إسرائيل" في حربها على غزة التي وصلت إلى طريق مسدود، فإنها قد تجد نفسها مجبرة على القتال في جنوب لبنان صمن ساحة يستطيع فيها "حزب الله" استغلال نقاط قوته، وقد يتحول الصراع في المنطقة لمستنقع لـ"إسرائيل"، تمامًا كما حدث في غزة.

وبحسب الصحيفة الأميركية، قال أشخاص لديهم معرفة بـ"حزب الله"، إن الحزب سرّع من استعداده للحرب في الأشهر الأخيرة، وذلك عبر توسيع شبكة الأنفاق، وإعادة تمركز المقاتلين في جنوب لبنان، وتنقل عن قيادي سابق في "حزب الله"، أن جنوب لبنان أصبح "الآن أشبه بخلية نحل"، مشيرًا إلى أن الحزب يملك جميع أنواع الأسلحة التي تملكها إيران.

وتنقل "وول ستريت جورنال" عن محللين عسكريين قولهم، إن "حزب الله" قد يعتمد على التكتيكات العسكرية التي يستخدمها الجيش الروسي في الحرب ضد أوكرانيا، وذلك عبر إطلاق وابل من الصواريخ، وأسراب الطائرات المسيّرة في محاولة لإرباك أو تعطيل دفاعات الجو الإسرائيلية، فضلًا عن ضرب القواعد العسكرية أو الموانئ وشبكة الكهرباء في البلاد.

وقال العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، إلياس فرحات، إنه "يمكن لإسرائيل أن تسبب دمارًا في لبنان، وهذا ليس موضوع نقاش. هناك فجوة في التوازن العسكري. لكن حزب الله الذي يملك أسلحة غير متكافئة أثبت مهارته في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات في عام 2006. إنهم مدربين تدريبًا جيدًا"، بحسب الصحيفة ذاتها.