24-سبتمبر-2024
يمتلك حزب الله ترسانة صاروخية أكبر مما كان لديه عام 2006 (منصة إكس)

يمتلك حزب الله ترسانة صاروخية أكبر مما كان لديه عام 2006 بعشر مرات (منصة إكس)

في ظل الوحشية الإسرائيلية المتصاعدة في لبنان، يجد حزب الله نفسه في موقف معقد بين رغبته في التصعيد ضد إسرائيل وقوة الردع التي يمتلكها، وبين الضغوط الداخلية والخارجية التي تحول دون تفجير حرب شاملة.

وبحسب تقرير من صحيفة "التلغراف"، يظل الحزب حذرًا من الوقوع في فخ قد ينصبه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في محاولة لجر الولايات المتحدة إلى الصراع. وفي الوقت ذاته، يستند الحزب إلى استراتيجية استنزاف طويل الأمد لإضعاف إسرائيل دون التورط في مواجهة مباشرة قد لا يستطيع الفوز بها.

وجاء في تقرير للصحيفة البريطانية أنه "قد يكون من الحماقة استفزاز الدب الروسي، لكن استفزاز الدب اللبناني يبدو أمرًا مختلفًا". فحزب الله بلا شك هو القوة القتالية الأكبر في العالم، المكونة من جماعات وليس دول، وقد تتجاوز قدراته العسكرية قدرات جيوش العديد من الدول في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان، حيث يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الموجهة بدقة، مثل صاروخ "فاتح 110" الذي يبلغ مداه 300 كلم ومسيرات قتالية تأتي من طهران، قادرة على ضرب أي مدينة إسرائيلية.

حزب الله هو القوة القتالية الأكبر في العالم، المكونة من جماعات وليس دول، وقد تتجاوز قدراته العسكرية قدرات جيوش العديد من الدول في الشرق الأوسط

لكن ردة فعله على العمليات المتتالية التي استهدفت معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت كان "فاترًا إلى حد كبير حتى الآن"، رغم تحذيرات الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، لإسرائيل من أن أي ضربة على معقله ستواجه برشقات صاروخية تصل إلى تل أبيب.

ومع ذلك، أطلق الحزب أعنف الهجمات الصاروخية تجاه إسرائيل، منذ أن بدأ عمليات اسناد المقاومة بغزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، معلنًا أنه في "معركة حساب مفتوح" مع إسرائيل. لكنه تجنب استهداف التجمعات السكانية الإسرائيلية، كما لم يدخل أسلحته الأكثر تطورًا بالمعركة، وتحدث بلغة التهديد وإن بطريقة غامضة عن الرد في وقت غير محدد في المستقبل، وفق ما تقوله "التلغراف".

تتساءل الصحيفة البريطانية أن هذا الرد أقل كثيرًا من إعلان حرب كاملة يتوق إليها مقاتلوه، فلماذا الخجل؟ وبحسبها فإن الإجابة الأكثر وضوحًا هي أن "إيران تعمل على كبح جماح الحزب". بالإضافة إلى أن قيادة حزب الله مترددة أيضًا من تصعيد الصراع لأسباب خاصة بها.

ونقلت "التلغراف" عن الصحفي المقرب من حزب الله، قاسم قصير، قوله إن "بعض هذه الأسباب تتعلق بالرأي المحلي"، وأوضح قصير: "هناك أمران يجب أخذهما في الاعتبار، الأول داخلي، حزب الله يعرف أن لبنان منقسم، وبالتالي فهو لا يريد جر البلاد إلى حرب لا يريدها البعض".

أما السبب الأخر يتعلق بمخاوف الحزب من أن يؤدي دخوله في حرب شاملة إلى الوقوع في فخ نصبه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

ويلفت الصحفي اللبناني، إلى "معرفة حزب الله بأن نتنياهو يحاول جره إلى حرب شاملة على أمل توريط الولايات المتحدة بالنزاع، وإذا وقع في هذا الفخ، فإن أي حرب لن تكون فقط مع إسرائيل، بل وأيضًا مع داعميها الغربيين".

 تشير الصحيفة البريطانية إلى أن الحزب مجهز عسكريًا أفضل مما كان عليه عندما خاض "حربًا دامية"، استمرت 36 يومًا مع إسرائيل عام 2006، فقد كان لدى الحزب في ذلك الوقت 15 ألف صاروخ غير موجه في الغالب، أطلق منها 4 آلاف فقط. ولكن على الرغم من أن لديه الآن ترسانة حجمها عشر أضعاف ما كان لديه من حيث العدد والقوة، فإنه يفضل مواجهة إسرائيل في "صراع منخفض المستوى"، لفترة طويلة "يضعف عزيمتها"، بدلًا من "تفجير قوته النارية الكاملة في مواجهة واحدة، ربما لا يستطيع الفوز بها". وبحسب قصير "إضعاف إسرائيل من خلال حرب استنزاف طويلة، هي، في رأيي، الاستراتيجية التي يفضلها حزب الله".