لم أستطع النظر إلى تشكيل "تحالف إسلامي" جديد ضد "الإرهاب"، والذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية وأنا "مستسلم" للرواية نفسها عن ضرورة التصدي ومقارعة هذا "الغول" الذي يدعون محاربته. صوت ما خفي بداخلي يحثني على الجهر بسؤال أراه مهمًا، ويصنفه آخرون اليوم بأنه "متخلف" ينعتون صاحبه بالمتأخر عن الركب، أين الكيان الصهيوني أو ما يسمى في عرفهم "إسرائيل" من القائمة التي من المفترض أن تكون هذه الأخيرة من يتسيدها عن جدارة واستحقاق؟
تعيش المملكة العربية السعودية حالة تخبط قصوى فتخرج من كارثة لتدخل إلى أخرى في غياب تام للحكمة والتبصر
يا لهذا الصوت الذي يأبى توريطي في أمور كلاسيكية؟ هل أرد عليه وأقول أن الموضوع من المسلمات؟ كيف ستدين المملكة صديقها وحليفها وشريكها الأوثق الذي ربما يكون صاحب الفكرة أو على الأقل تمت استشارته قبل طرحها ؟ وكيف أقتنع أن الوضع تغير وانقلب رأسًا على عقب؟
الآن أصبحت لديهم أولويات أخرى، غير إسرائيل، مثلاً إيران، هي العدو الرئيسي الذي ينبغي الوقوف ضده والتحالف مع من كان يسمى في وقت سابق الشيطان، للتصدي لطموحاتها التي لن تستثني أحدًا، وبالتالي إسرائيل بات من الممكن أو الأصح من "المحبب" أن توضع في خانة "الأصدقاء" وقريبًا "المخلصين"، هذا ما تسعى المملكة وإعلامها إلى إقناعنا به، شئنا أم أبينا، وهي تبذل مجهودًا خرافيًا تشكر عليه في تحديد سلم الأولويات وترتيب "أعداء الأمة والدين"، لكن ماذا عن سؤال القضية "المركزية" للعرب وفلسطين تحديدًا؟
هذا سؤال عتيق، أكل الدهر عليه وشرب لأن الفلسطينيين يعيشون حياة "رغيدة" إلى جانب "جيرانهم" المسالمين وكل من يسوّق لكلام غير هذا فهو مجرد مندس يسعى لتكدير صفو العلاقات وإفساد مخططات المملكة في ضمان أمن الأمة وسلامة أبنائها، لهذا سنعود إلى قرار إنشاء "التحالف الإسلامي" التاريخي الذي سيعيد للشعب السوري حريته كاملة ويخلصه من "الأشرار" المتربصين به ويقتلون أبناءه ليلًا ونهارًا وبشتى الأسلحة وأحدث الطائرات، فهل سيكون هذا "المولود الجديد" أكثر حظًا من "التحالف العربي" في اليمن؟
ما لم يعد غريبًا على القاصي والداني أن المملكة العربية السعودية تعيش حالة تخبط قصوى فتخرج من كارثة لتدخل إلى أخرى في غياب تام للحكمة والتبصر من "قيادة " يميزها التهور والطيش، فكيف ستجبر أمة بكاملها على دفع ثمن هذه "النزوات" التي لا ولن تنتهي إلا بمآسي وكوارث أعظم؟
إقرأ/أيضًا: