توِّجت رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد"، للكاتب الليبي محمد النعّاس، بـ "الجائزة العالمية للرواية العربية" في دورتها الخامسة عشرة، وذلك خلال حفل أقيم في العاصمة الإماراتية مساء أمس الأحد، الثاني والعشرين من أيار/ مايو الجاري، بحضور الكتّاب الذين وصلت أعمالهم إلى القائمة القصيرة للجائزة.
اعتبر رواد مواقع التواصل أن تسريب عنوان الرواية الفائزة قبل الإعلان الرسمي هو نتيجة طبيعية لسوء إدارة الجائزة والفساد المستشري في أروقتها
صدرت "خبز على طاولة الخال ميلاد" عن داري "رشم" و"مسكيلياني" منتصف العام الفائت، وهي أولى روايات محمد النعّاس الذي يُعتبر أول روائي ليبي وثاني أصغر روائي يفوز بالجائزة، وفقًا لما جاء في بيانها الذي نُشر على موقعها، وأشار إلى أن النعّاس أنجز الرواية خلال ستة أشهر في ضوء الحجر الصحي، والمعارك التي دارت في محيط العاصمة الليبية، حيث كان يقيم.
ولفت البيان إلى أن الرواية تعيد: "مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم "الجندر"، وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة"، إذ تتناول عدة قضايا متعلقة بالهوية والجندر، عبر قصة بطلها ميلاد الذي قرر قضاء وقته داخل بيته، والقيام بالمهام التي خص المجتمع المرأة بها، مقابل تولي زوجته مسؤولية إعالة البيت، بعد فشله في أن يكون رجلًا وفق التعريف الشائع للرجولة في مجتمعه.
وفي المقابل، اعتبر الروائي التونسي شكري المبخوت، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، أن الرواية تقوم على: "استعادة تجربة شخصية في ضرب من الاعترافات التي نظّم السرد المتقن المشوّق فوضى تفاصيلها، ليقدّم نقدًا عميقًا للتصورات السائدة عن الرجولة والأنوثة وتقسيم العمل بين الرجل والمرأة، وتأثيرهما النفسي والاجتماعي".
وأضاف المبخوت: "إنها رواية تقع في صلب التساؤلات الثقافية الكونية حول قضايا الجندر لكنها منغرسة، في آن واحد، في بيئتها المحلية والعربية بعيدًا عن التناول الأيديولوجي المسيء لنسبية الرواية وحواريتها".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس، جدلًا واسعًا على خلفية تسريب عنوان الرواية الفائزة قبل نحو ست ساعات من الإعلان الرسمي، الأمر الذي اعتبره البعض نتيجة طبيعية لسوء إدارة الجائزة والفساد المستشري في أروقتها منذ سنوات طويلة، فيما رأى البعض الآخر بأن التسريبات التي حدثت، وهي ليست الأولى، تؤكد من جديد أنها جائزة فاقدة للمصداقية.
تعيد الرواية المتوجة "خبز على طاولة الخال ميلاد" مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم "الجندر"، وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة
يذكر أن لجنة تحكيم النسخة الخامسة عشرة من الجائزة اختارت "خبز على طاولة الخال ميلاد"، من بين 5 روايات أخرى وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة، وهي: "دلشاد" للعمانية بشرى خلفان، و"ماكيت القاهرة" للمصري طارق إمام، و"أسير البرتغاليين" للمغربي محسن الوكيلي، بالإضافة إلى "يوميات روز" للإماراتية ريم الكمالي، و"الخط الأبيض من الليل" للكويتي خالد النصر الله.
وضمت لجنة التحكيم التي ترأسها الروائي التونسي شكري المبخوت كلًا من: الروائية اللبنانية وعضو الهيئة الإدارية لنادي القلم العالمي إيمان حميدان، والأكاديمية والمترجمة البلغارية بيان ريحانوفا، والشاعر والمترجم الليبي عاشور الطويبي، والشاعرة الكويتية سعدية مفرح.