ما أندر التظاهرات والتكريمات التي أقيمت للروائي الجزائري الطاهر وطار (1936- 2010)، بعد رحيله، رغم أهميته من زاوية كونه واحدًا من النخبة المؤسّسة للرواية المكتوبة باللغة العربية في الجزائر، ومن زاوية كونه من الأوائل الذين بادروا إلى تأسيس جمعية ثقافية، مباشرة بعد فتح المجال السياسي، نهاية ثمانينيات القرن العشرين، هي "الجمعية الثقافية الجاحظية"، فكأنّ المشهد الأدبي الجزائري أراد أن ينسى الجدالات والمعارك التي كان يثيرها في حياته، من خلال نسيانه بعد رحيله.
بادرت "جمعية نوافذ الثقافية" بإطلاق جائزة سنوية في الرواية تحمل اسم الطاهر وطار
اقرأ/ي أيضًا: إطلاق جائزة باسم صادق جلال العظم
في ظل هذا النسيان الذي يسمّيه محبو صاحب رواية "الزلزال" جحودًا، بادرت "جمعية نوافذ الثقافية" بإطلاق جائزة سنوية في الرواية تحمل اسم الطاهر وطار، وتهدف، بحسب رئيس الجمعية رياض وطار، إلى إحياء ذكرى الفقيد، والاعتراف له بجميله على الكتّاب الجزائريين الذين خدمهم على أكثر من صعيد.
ويضيف بأن الجائزة تهدف أيضًا "إلى الاحتفاء بجديد الرواية الجزائرية وبكتّابها الذين يفتقدون إلى جوائز ومسابقات وازنة داخل البلاد، لذلك فهم يهجّرون نصوصهم إلى الخارج حيث تحتفي بها دور النشر والمسابقات الأجنية". وكشف لـ"ألترا صوت" أن من بين أعضاء لجنة التحكيم الروائي وسيني الأعرج والباحثان الأكاديميان مخلوف عامر وآمنة بلّعلى.
لا تحدّد شروط الجائزة الوليدة التي ستشرف وزارة الثقافة على تمويلها عتبة معيّنة للسن، كما لم تحدّد طبيعة النص المشارك، منشورًا أو مخطوطًا، سعيًا من القائمين عليها إلى ترك المجال مفتوحًا للجميع، غير أنها تحصر لغة المتون المشاركة في العربية الفصحى، "إلا ما اقتضاه السياق الفني من اللهجة المحكية"، ويبرّر رياض وطار ذلك: "كان الطاهر وطار مناضلًا من أجل صدارة اللغة العربية في الجزائر، ولاقى بسبب ذلك ما لاقى، ومن غير المعقول أن تتلقى الجائزة التي تحمل اسمه مشاركة بغير اللغة التي أحبها وكتب بها وناضل من أجلها".
هكذا، تنضمّ جائزة الطاهر وطار، إلى نخبة قليلة من الجوائز المهتمّة بالرواية في المشهد الجزائري، منها جائزة عبد الحميد بن هدوقة وجائزة محمد بن أبي شنب وجائزة محمد ديب وجائزة علي معاشي وجائزة آسيا جبّار، وكلها جوائز بقيت محلية بأرصدة مالية زهيدة، ولم يستطع القائمون عليها أن يمنحوها الألق والقدرة على أن تدفع الفائزين بها إلى الضّوء.
اقرأ/ي أيضًا: