بعد قرابة عام من انتشار فيروس كورونا على صعيد عالمي، وما تسبب به من اختلاف في نمط حياة البشرية بمجملها ليتناسب مع ما فرضه الوباء المستجد. وبعد سلسلة من الإجراءات الحكومية المشددة كالحجر المنزلي والإغلاق التام لمدن بأكملها ومنع التجول والسفر وإغلاق أماكن الترفيه والتجمع، وبعد سنة كاملة من الضغوط النفسية بسبب كل ما ذكر أعلاه بعد "صدمة" كوفيد-19، أخذ العديد من الناس يبحثون عن متنفس لمعاودة روتين حياتهم بشكل اعتيادي إلى حد ما. وكان لا بد من البحث عن أفكار جديدة للترفيه، خاصة السفر، في الوقت ذاته تجنب الإصابة بكوفيد-19. هذا الأمر حفز العديد من وكالات السفر والشركات السياحية للتفكير بكيفية "السفر الآمن" واختيار وجهات سياحية جديدة حول العالم، ربما كانت في الماضي منسية أو غير مشهورة إلى حد كبير.
شهدت السياحة تحولًا نسبيًا نحو الجزر الصغيرة بدلًا من المدن الصاخبة، بما في ذلك أيضًا من بحث عن الهدوء بعيدًا عن الضجيج، وتحقيقًا لقواعد التباعد الاجتماعي في ظل جائحة كوفيد - 19
جاءت هذه الخيارات الجديدة لتكون بديلًا عن السفر السياحي إلى المدن الكبيرة المكتظة. وشهدت السياحة تحولًا نسبيًا نحو الجزر الصغيرة بدلًا من المدن الصاخبة، بما في ذلك أيضًا من بحث عن الهدوء بعيدًا عن الضجيج وتحقيقًا لقواعد التباعد الاجتماعي.
اقرأ/ي أيضًا: القطاع السياحي العربي أسير جائحة كورونا لعام 2020
ومن بين ما أصبح يهم المسافر أيضًا تجنب فترة الحجر لمدة 14 يومًا عند سفره مما جعل العديد من الدول تضع لائحة للأماكن الأكثر أمنًا والتي لا تتطلب فترات حجر أثناء الوصول إليها وأثناء الرجوع منها. وهنا 6 وجهات إلى جزر آمنة للسفر في ظل جائحة كوفيد 19.
1- الجزر البرتغالية
لا تتطلب زيارة جزر ماديرا البرتغالية المكوث في الحجر الصحي عند الوصول إليها، لكنها تفرض فحصًا طبيًا للتأكد من عدم الإصابة بفيروس كورونا، فيما كل أماكن الترفيه في الجزيرة مفتوحة من مطاعم وشواطئ وركوب الدراجات والمشي في الطبيعة وكافة أنواع الرياضات.
وتم تحديد جزر ماديرا كونها "منطقة خضراء" من قبل الاتحاد الأوروبي، على اعتبار أنها سجلت أقل معدلات من الإصابة بفيروس كورونا. ويذكر أن البرتغال من أول الدول التي أدخلت نظام التأمين ضد فيروس كورونا. وما ينطبق على جزر ماديرا ينطبق أيضًا على جزر أزورا في البرتغال أيضًا، وهي من الأماكن البرتغالية التي بقيت في المنطقة الخضراء، ويضم الأرخبيل 9 جزر متنوعة يمكن الاستفادة من كافة المرافق السياحية فيها بعيدًا عن قرارات الإقفال. وكذلك الحال في جزر لاغوا البرتغالية.
2. جزيرة المارتينيك
في جزيرة المارتينيك الفرنسية، يمكن ممارسة رياضة التجديف وزيارة الجبال المحاذية للبراكين والسباحة مع الدلافين والتنزه وسط الطبيعة الخلابة للجزيرة. فيما تستمر المقاهي والمطاعم وأمكنة الترفيع باستقبال السياح حتى منتصف الليل. كما أن نسبة الإصابات بفيروس كورونا في الجزيرة أقل بخمسة عشر مرة من تلك المسجلة في دول أوروبا الغربية، لذا تعتبر المارتينيك واحدة من الوجهات السياحية الأكثر أمانًا.
3. جزيرة تاهيتي
تشتهر جزيرة تاهيتي بالسياحة المرتبطة بممارسة رياضة الغطس حيث توجد مجموعة من أجمل الشواطئ وأنظفها عالميًا. تروق هذه الجزيرة لمن يحبون التنزه ورياضة المشي في المسارات الطبيعية وهواة الغوص والرياضات المائية وتعلم فن الطهي. لكن الأهم في ظل الظروف الحالية أن الإصابات بفيروس كورونا طفيفة جدًا، إضافة إلى أن الجزيرة تشتهر بالمستوى الصحي المرتفع فيها، فحالات الوفيات فيها ضئيلة جدًا وتشكل نسبة 3 وفيات من كل مليون نسمة.
4. الجزر اليونانية
تشكل جزيرة كيفالونيا وجزيرة كوكاري وجزيرة كورفو وجزيرة إيكاريا مجموعة من أجمل جزر اليونان ولا تفصلها مسافات كبيرة عن بعضها. ويمكن ممارسة الصيد البحري فيها. كما يوجد العديد من الأنشطة الفنية والأماكن الثقافية لزيارتها. إذ تتوفر هذه الجزر على مزيج من الثقافات الإيطالية والفرنسية والبريطانية بفعل التركيبة السكانية فيها. وتتوفر في هذه الجزر منتجات طبيعية عضوية كثيرة منها زيت الزيتون والعديد من المحاصيل الأخرى التي تدخل في الأطعمة المقدمة فيها. ويشار إلى أن هذه الجزر سجلت أرقام إصابة منخفضة جدًا بفيروس كورونا، على خلاف البر اليوناني الرئيس، وهي قريبة من العاصمة أثينا وتتنوع خدمات الوصول إليها بحرًا وجوًا.
5. جزر المالديف
أعادت جزر المالديف فتح حدودها أمام السياح من كافة الدول شرط إجراء فحوصات طبية قبل 96 ساعة من السفر. وتمتاز جزر المالديف بوفرة المطاعم والفنادق والمنتجعات السياحي. من إحدى المزايا التي توفرها زيارة المالديف التنوع في خيارات الإقامة لناحية الأسعار. وتشهد المالديف على انخفاض حاد في منحنى الإصابات بفيروس كورونا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020، ما جعل الكثير من الدول تدرجها على قائمة الوجهات الخضراء لديها.
6. جزر البحر الكاريبي
في البحر الكاريبي الكثير من الجزر والأرخبيلات مثل باهامس وجامايكا وبورتو ريكو وجزر الدومينيكان وبرمودا وغوادالوب. وفتحت هذه الجزر أبوابها أمام السياح مع تحديد بروتوكولات صحية صارمة لحماية الزائرين. لكن هذه الإجراءات ليست موحدة فكل جزيرة من الجزر في المنطقة الكاريبية قد وضعت شروطًا خاصة يجب على الزائر التقيد بها. كما تتوفر في هذه الجزر خيارات سياحية واسعة، إذ يمكن أن تكون الرحلة السياحية فيها مخصصة لأغراض ثقافية وتراثية والتعرف على المعالم التاريخية والمباني الكثيرة فيها من الحقبة الاستعمارية، كما يمكن أن تتركز الرحلة على الجوانب المتعلقة بالطبيعة المتنوعة والغنية في جزر البحر الكاريبي، أو على الأنشطة الترفيهية والرياضات المائية التي تتوفر بكثرة فيها.
اقرأ/ي أيضًا:
الملاحة الجوية في زمن كورونا.. تراجع عدد الحوادث وخسائر بالمليارات