17-يوليو-2024
الساحل الشرقي

(Getty) سجل الساحل الشرقي معدلات قياسية في درجات الحرارة

قال موقع "أكسيوس" إن 14 مدعيًا عامًا في ولايات شرق ووسط الولايات المتحدة الأميركية طالبوا بأن تكون موجات الحر ودخان حرائق الغابات مؤهلة لإعلانات الكوارث الكبرى، وذلك في ظل توقّعات بارتفاع درجات الحرارة إلى أرقام قياسية تتجاوز 37 درجة مئوية بقليل خلال الأيام القادمة.

وأوضح الموقع أنّ دائرة الأرصاد الجوية الوطنية حذّرت من "ارتفاع قياسي واسع النطاق لدرجات الحرارة الدنيا"، اليوم الأربعاء ، والذي يمتد من  وادي المسيسيبي السفلي عبر الجنوب والجنوب الشرقي وعلى طول معظم الساحل الشرقي.

وفيما شملت التحذيرات أكثر من 130 مليون شخص، قالت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية في تحديث للتنبؤات: "سيؤدي هذا إلى تفاقم آثار الظروف الحارّة الحالية حيث لا يُتوقع سوى القليل من الراحة ليلًا".

ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق الذي يشهده الساحل الشرقي للويات المتحدة تخطى حاجز معدّلات الحرارة السابقة منذ بدء موجة الحر الطويلة

وذكر "أكسيوس" أن ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق تخطى حاجز معدّلات الحرارة السابقة منذ بدء موجة الحر الطويلة، مشيرًا إلى أن أخر مرة تخطّت فيها درجات الحرارة حاجز الـ38 درجة مئوية كان خلال فترة "قصعة الغبار" في عام 1930.

وارتبطت تحذيرات أو إرشادات أو مراقبة ارتفاع درجات الحرارة بالساحل الشرقي والجنوب والسهول الجنوبية وأجزاء من شمال الحوض الكبير وشمال غرب المحيط الهادئ، في الوقت الذي ضربت فيه "عواصف رعدية قوية إلى شديدة" مرتبطة بموجة الحر مدينة شيكاغو، وأجزاء أخرى من الغرب الأوسط استمرت حتى، أمس الثلاثاء.

ولم تتوقّع الوكالة أن يتم تحطيم المزيد من الأرقام القياسية في ارتفاع درجات الحرارة في السهول الجنوبية، عبر الجنوب والجنوب الشرقي والساحل الشرقي، لكنها أشارت إلى أنه سيظل "يومًا حارًا" لهذه المناطق، في إشارة إلى اليوم الأربعاء.

وأوضحت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية قائلة إنّه: "في حين أنّ الارتفاعات القياسية قد تنخفض، اليوم الأربعاء، فإن الجمع بين يوم آخر من الحر والرطوبة العالية سيستمر في إنتاج ظروف تهدد الحياة".

ووفقًا لتحليل كلايمت سنترال، فإنّ "جزر الحرارة" الحضرية التي يتم إنشاؤها عندما "تمتص" الطرق والمباني ومواقف السيارات والهياكل المماثلة الحرارة ستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة داخل 65 مدينة رئيسية في الولايات المتحدة خلال موجة الحر هذه.

ولا تتوقّع دائرة الأرصاد الجوية أن يكسر ارتفاع درجات الحرارة الأرقام القياسية في الأيام القليلة المقبلة، لكنها تقول إنّ درجات الحرارة ستشهد ارتفاعًا فوق المعدّل من 5 إلى 15 درجة  في الـ65 مدينة، وأضافت بأنه: "لا توجد نهاية متوقّعة لنظام درجات الحرارة فوق المعدّل هذا".

وقالت دائرة الأرصاد الجوية إنّه: "من المتوقع هطول القليل من الأمطار"، بالإضافة إلى هطول: "بعض الأمطار الموسمية المتفرقة والعواصف الرعدية على بعض أجزاء الجنوب الغربي إلى جبال روكي الجنوبية والوسطى"، وأوضحت أنه: "نظرًا للظروف الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة النسبية المنخفضة، ستستمر مخاطر الحرائق في أجزاء كبيرة من الغرب خلال الأيام القليلة المقبلة".

ووفقًا لشركة "ويذر بيل للتحليلات" (WeatherBELL Analytics)، فإن حوالي 227 مليون شخص في الولايات المتحدة سيشهدون درجات حرارة تتجاوز 32 درجة مئوية خلال الأسبوع المقبل.

وأظهرت الدراسات أن تغيّر المناخ، الذي يرجع إلى حد كبير إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز الطبيعي، قد زاد بشكل كبير من احتمالية موجات الحر، مما تسبّب في استمرارها لفترة أطول وأكثر شدّة.

وكان العام الماضي الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث أظهرت بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أنّ عام 2023 كان من بين 19 من أصل 20 عامَا من أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق منذ عام 2000.

سجل الساحل الشرقي أرقامًا قياسية بارتفاع درجات الحرارة (واشنطن بوست)

وفي السياق، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق شمل ولايات فلوريدا، بالإضافة إلى مين، واشنطن، بالتيمور، فيلادلفيا، ومعظم مناطق شرق كارولينا الشمالية وجنوب شرق فرجينيا، مشيرةً إلى أنّه من غير المتوقع أن تشهد الأيام القادمة انخفاضًا في معدّلات درجات الحرارة.

ولفتت الصحيفة إلى وجود تحذيرات بشأن ارتفاع درجات الحرارة – على الرغم من كونها أقل شدّة قليلًا من ناحية الحرارة والرطوبة – تشمل مناطق أكبر، بما في ذلك بوسطن، نيويورك، ريتشموند، رالي، وكارولاينا الشمالية. ونقلت الصحيفة عن وكالة الأرصاد الجوية أنّ موجة الحر التي تضرب الساحل الشرقي قد تكون "خطيرة للغاية وربما مميتة".

وقالت الصحيفة إن الجبهة الباردة ستؤدي، اليوم الأربعاء، وغدًا الخميس، إلى حدوث عواصف رعدية ستعيد درجات الحرارة إلى وضعها الطبيعي، أو حتى أقل من المعتاد في عطلة نهاية الأسبوع، لكنها أشارت أيضًا إلى وجود دلائل على أن الحرارة قد تعود بعد ذلك مرة أخرى إلى الارتفاع.