أخيرًا، توصلت التكنولوجيا الحديثة، أو ما يطلق عليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلى اكتشافات تصل مستوى الحياة البشرية، لا بل يجوز القول إنها بدأت تتجاوز الحياة التي نعيشها بشكل متسارع. وما كانت تتحدث عنه هوليوود من دخول الرجال الآليين في حياتنا، صار أمرًا واقعيًا علينا التعايش معه، وتحسس أماكن عملنا، خوفًا من أن نجد أنفسنا نعمل كمساعدين أو موظفين، في شركات يملكها روبوتات.
باتت الاختراعات التكنولوجية تلبي مصالح طبقة كاملة من أصحاب النفوذ
والغريب في الأمر، أن ما يحصل من اكتشافات، لا ينظر إليها على محمل الجد. نظريًا، هي تلبي مصالح طبقة كاملة من أصحاب النفوذ، والأموال المكدسة في مصفحات حديدية، يغذيه ظهور طبقة جديدة من العمال يجعلهم أكثر ثراء، أي أن موجة طويلة ومتداخلة من مصائر الفقر في انتظارنا.
اقرأ/ي أيضًا: يد الله وقبلة الشيطان
فعليًا الحديث قد يطول حول ما يحصل من تغيرات، ومن ضمنها ما نشر منذ أيام، من أخبار تثير الحيرة، ملخصها أن شركة "فوكسكون"، أمرت بتسريح ستين ألف عامل من أصل مائة وعشرة آلاف في أحد مصانعها في الصين، واستبدلتهم برجال آليين، يعملون على تجميع الأجهزة الذكية "أيفون، وغالاكسي"، أي أنها سرحت ما يتجاوز نسبة 50% من مجمل طاقم عملها.
المخرج الأمريكي مايكل باي، قدم في سلسلة "Transformers"، نموذجًا مختلفًا، عندما جعل الرجال الآليين يدافعون عن كوكب الأرض من غزو فضائي، ومثله فعل مخرجون كثر، وممثلين أيضًا، كما حدث مع روبرت داوني جونيور، في أحد أجزاء "Iron man"، عندما استعان بجيش كامل من الرجال الآليين لإنقاذ الكوكب البشري.
في إحصائية تتحدث عن الشركات التي تعمل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بلغ مجموع ما صرفته خمسة وثلاثون شركة تايوانية في العالم نحو ستمائة مليون دولار، وذلك تمهيدًا لجعل الجنس البشري عاطلًا عن العمل، علمًا أن نسبة المسرحين من العمل قابلة للتزايد مع مرور الزمن.
ربما نشاهد في المستقبل القريب فيلم بورنو، أبطاله رجال آليين، حينها لن نضطر إلى الاستماع للتأوهات المصطنعة
في خبر منفصل، ذكر في وسائل الإعلام العربية، أن البروفيسور هنري غريلي، تحدث عن إمكانية اختفاء العملية الجنسية بعد ثلاثين عامًا، مرجعًا السبب إلى أن "عملية الحمل ستتم في المختبرات وسيصبح الجنس هواية قليلة الممارسة، حيث سيختفي دوره الأساس الذي هو التكاثر"، وعلاوًة على ذلك، ربما نشاهد في المستقبل القريب فيلم بورنو، أبطاله رجال آليين، حينها لن نضطر إلى الاستماع للتأوهات المصطنعة، ولن نشاهد غرائز هوليوودية، سيكون أمامنا مشاهد طويلة من الجنس المجاني.
اقرأ/ي أيضًا: نكسة حزيران.. بدء حكم الطغاة وهزيمة الإنسان
ما ورد سابقًا، ليس إلا عينة صغيرة مما وصل إليه العلم من تطور، وبالطبع لا يوجد خلاف على استمرارية العلم بالتطور، والارتقاء أكثر في مصاف العلوم، لأن الجنس البشري في العموم يحتاجها، لكن ليس بالطريقة التي تساعد في القضاء عليه، وهنا جوهر الخلاف.
أي أن الخلاف يكمن في طريقة استخدام هذا التطور، في قراءة سريعة لخبر تسريح العمال، يمكن التقدير أن حجم أجور العمال الشهرية على مدى عام كامل، سيستخدم جزء بسيط منها في صيانة الرجال الآليين، إضافة إلى أنهم يعملون غالبًا بساعة تفوق ساعات العمال الحقيقيين، ومن الممكن ألا يحصلون على أيام راحة، في حين أن مالك الشركة، سيطبق الخطة على باقي أفرع الشركة، وتلحق بقطاره شركات ثانية، هي قراءة سوداوية، لكن ذلك يبدو فاقع الظهور في هكذا تجربة.
في الفترة القادمة علينا توقع المزيد من الاكتشافات الجديدة، طالما أن الطائرات من دون طيار تقصف بين سوريا والعراق، من الممكن أن يجند التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، رجالًا آليين لقتال تنظيم داعش، ومكافحة الإرهاب حول العالم، بينما يزداد رأس المال ويتجمع بيد طبقة واحدة تهيمن على مصاف الخريطة الجغرافية للبشرية.
مع الوقت، ستجد هذه الطبقة نفسها في عزلة تامة عن طبقة كاملة من البشر، هي منذ الآن تفعل ذلك، لكنها مع مرور الزمن، ستبدأ التفكير بالانعزال التام، يكفيها أن تتكاثر فيما بينها، لأن سلالتها ستتابع ما صنعته للقضاء على الجنس البشري، وغالبًا ستصدق تنبؤات أشهر العرافات في العالم، البلغارية فانغيليا باديفا غوشتيروفا، في غزو كائنات فضائية للكوكب البشري، وانتقال الكائن البشري للعيش على كوكب آخر، إلا أن ما يخالف توقعاتها، أن ذلك بدأ منذ الآن يحدث بأياد بشرية.
اقرأ/ي أيضًا: