اقتحمت شرطة مدينة نيويورك، مساء أمس الثلاثاء، قاعة "هاميلتون" في جامعة كولومبيا بمانهاتن، حيث نفّذ عشرات الطلاب المتضامنين مع قطاع غزة اعتصامًا مفتوحًا عقب فشل المفاوضات مع إدارة الجامعة حول مطالب الطلاب المتمثّلة بسحب الاستثمارات من "إسرائيل" والشركات الداعمة لها، والشفافية في الشؤون المالية للجامعة، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا في الاحتجاجات.
واعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين وقامت بفض مخيمات الاحتجاج بعد نحو أسبوعين من نصبه تضامنًا مع قطاع غزة وتنديدًا بالحرب الإسرائيلية المتواصلة عليه منذ 208 أيام.
وأصدرت رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت مينوش شفيق، بعد وقت قصير على فض الاعتصام واعتقال الطلاب، رسالة طلبت فيها من شرطة نيويورك البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 أيار/مايو الجاري، وذلك: "للحفاظ على النظام وضمان عدم إعادة إنشاء المعسكرات"، وفق زعمها.
طلبت رئيسة جامعة كولومبيا من شرطة نيويورك البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 أيار/مايو الجاري
بدوره، قال متحدث باسم الشرطة إنه تم إخلاء الحرم الجامعي من المتظاهرين في غضون ثلاث ساعات، مؤكدًا اعتقال العشرات منهم.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن مئات من عناصر الشرطة دخلوا الحرم الجامعي مزوّدين بمعدّات مكافحة الشغب. فيما دخل العشرات منهم إلى قاعة "هاملتون"، التي اقتحمها المتظاهرون في وقت مبكر من أمس الثلاثاء وغيّروا اسمها إلى "قاعة هند"، من نافذة الطابق الثاني عبر سيارة مجهزة بسلم.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة اقتياد الشرطة لعشرات المتظاهرين إلى حافلة بعد تقييد أيديهم خلف ظهورهم، وذلك على وقع هتافات الطلاب الذين كانوا يقفون خارج القاعة: "عار، عار!"، و"فلسطين حرة.. حرة".
وقالت الطالبة سويدا بولات، وهي من الطلاب الذين شاركوا في تنظيم الاحتجاجات ومفاوضة إدارة الجامعة: "سوف تكون كولومبيا فخورة بهؤلاء الطلاب في غضون خمس سنوات".
وأضافت أن الطلاب لا يشكّلون خطرًا، داعيةً الشرطة إلى التراجع بحسب وكالة "رويترز"، التي قالت إن بولات كانت تتحدث بينما كان ضباط الشرطة يصرخون عليها ويأمرونها وآخرين بمغادرة الحرم الجامعي.
وأفاد "التلفزيون العربي"، نقلًا عن أحد الطلاب المشاركين في اعتصام جامعة كولومبيا، بأن الشرطة منعت الدخول إلى الجامعة وأقفلت عدة طرقات في محيطها استعدادًا لاقتحامها.
وقال الطالب، واسمه صافي شمعون، إن الجامعة ستعمد إلى طرد الطلاب الذين جرى توقيفهم، لافتًا إلى أن إدارة الجامعة لم تتشاور مع الهيئة التدريسية قبل أن تقرّر استدعاء شرطة نيويورك إلى الجامعة لفض الاعتصام بالقوة.
وكان بعض المتظاهرين قد سيطروا، في وقت مبكر من يوم أمس الثلاثاء، على قاعة "هاميلتون"، أحد المباني التي سيطر عليها الطلاب الأميركيون خلال احتجاجات الحقوق المدنية ومناهضة حرب فيتنام 1968.
وأعلنت مجموعة "CU Apartheid Divest" تغيير اسم القاعة من "قاعة هاميلتون" إلى "قاعة هند"، وذلك: "تكريمًا لهند رجب، الشهيدة الغزية التي قُتلت على يد دولة الإبادة الجماعية الإسرائيلية عندما كانت في السادسة من عمرها"، وفق بيان صادر عن المجموعة، التي أكدت أن الطلاب عازمون على: "البقاء في قاعة هند حتى تذعن كولومبيا لمطالب CUAD الثلاثة: سحب الاستثمارات، والشفافية المالية، والعفو".
وأضاف البيان أن جامعة كولومبيا تعرض: "طلابها للخطر بشكل متكرر من خلال إنشاء دولة بوليسية ذات نقاط تفتيش على الطراز العسكري، وقمع وعزل الطلاب في الحرم الجامعي، واستدعاء شرطة مكافحة الشغب المسلحة للقيام بأكبر اعتقالات جماعية في الحرم الجامعي منذ عام 1968، واستخدام انعدام الأمن الغذائي والتشرد كسلاح في المفاوضات".
وتابع: "لقد أجبرت (إدارة جامعة) كولومبيا المتظاهرين على التصعيد من خلال المساهمة في الإبادة الجماعية مع رفض اتباع معايير السلوك الأساسية التي تجعل التفاوض ممكنًا".
وأكدت المجموعة في بيانها أن سلمية اعتصامها، وأن الطلاب يخاطرون: "بالإيقاف والاعتقال لإنهاء حالة الطوارئ الحقيقية في الحرم الجامعي، وتواطؤ جامعة كولومبيا في الإبادة الجماعية في غزة"، مؤكدةً أن السيطرة على الحرم الجامعي: "هو الرد الوحيد والأخير على مؤسسة لا تلتزم "بقواعدها" ولا بتفويضاتها الأخلاقية".
وجاءت تحركات الطلاب عقب فشل المفاوضات بينهم وبين إدارة الجامعة. وكانت رئيسة الجامعة، نعمت مينوش شفيق، قد قالت في بيان إن المتظاهرين رفضوا إزالة الخيام التي نُصبت تضامنًا مع الفلسطينيين.
وفي أعقاب فشل المفاوضات بين الطرفين، وبسبب رفض الطلاب تفكيك خيام الاعتصام في حرم الجامعة، أعلنت الإدارة أنها ستبدأ بإيقاف الطلاب المعتصمين وحرمانهم من إكمال الفصل الدراسي في وضع جيد.
Scenes in Harlem outside City College of New York where NYPD are beating and brutalizing protestors pic.twitter.com/fZkqPObZlB
— Palestinian Youth Movement (@palyouthmvmt) May 1, 2024