ألترا صوت - فريق التحرير
قرّرت المديرية الصينية للتحكّم بالسوق تغريم شركة علي بابا، عملاق تجارة التجزئة والدفع عبر الإنترنت، بمبلغ يقارب 8ـ2.7 مليار دولار أمريكي، بسبب ما اعتبرته انتهاكات لتشريع مكافحة الاحتكار. ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن وكالة شينخوا الصينية، قولها إنّ التحقيقات ضد علي بابا، تركّزت على ممارسات الشركة في الطلب من التجار الأعضاء، إجراء عملياتهم التجارية من خلال منصتها فقط. وأشارت الوكالة إلى أن حجم الغرامة تمّ تقديره، ليكون مساويًا تقريبًا لـ4 % من نسبة أرباح علي بابا في العام 2019.
بالإضافة إلى تغريم شركة علي بابا 2.78 مليار دولار أمريكي، أجبرت بكين أكاديمية النخبة للأعمال - هوبان، المدعومة من مؤسس ومالك علي بابا جاك ما، على تعليق قبول طلبات تسجيل طلاب جدد في الجامعة
في إطار الرد على الخطوة الحكومية الصينية نشرت إدارة علي بابا رسالة مفتوحة ظهر من خلالها الانصياع التام من الشركة للقرار الحكومي الصيني، حيث أشارت الرسالة إلى أن الشركة تعاونت مع التحقيق، وهي تقبل العقوبة المفروضة عليها بإخلاص. وقالت الشركة إنها تكنّ الاحترام والامتنان للحكومة الصينية التي ما كان للشركة أن تحقّق إنجازاتها ونموها، لولا التنظيم الحكومي السليم، الدعم، والإشراف والتسامح الذي حصلت عليه.
اقرأ/ي أيضًا: الحكم "المخفف" على قاتل هاجر العاصي يثير غضب الناشطين والمغردين في الكويت
فيما ورد في تغطية متعلقة قدمتها شبكة سي إن إن الأمريكية أن الحملة ضد علي بابا تأتي في ظل تخوّف بكين من الدور المتنامي للشركات التقنية العملاقة في الصين، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على القطاع المالي في الصين لصالح هذه الشركات. فعلى سبيل المثال، تسيطر شركة ANT على أكثر من نصف سوق الهواتف المحمولة في الصين، ويبحث المسؤولون الصينيون اليوم عن طرق لكبح هذه السيطرة. في الوقت الذي عاقبت فيه بكين عددًا من الشركات العملاقة بسبب ما تعتبره سلوكيات احتكارية، من بينها تطبيق التواصل الاجتماعي تيكتوك، فيما تسعى الصين إلى طرح قواعد جديدة تمكنها من التحكم في العمليات داخل مثل الشركات العملاقة.
وكانت صحيفة الفاينانشال تايمز قد أشارت في تقرير لمكتبها في الصين، إلى أن بكين أجبرت أكاديمية النخبة للأعمال - هوبان، المدعومة من مؤسس ومالك علي بابا جاك ما، على تعليق قبول طلبات تسجيل طلّاب جدد في الجامعة، الأمر الذي اعتبره التقرير أنه يأتي في إطار استكمال لسلسلة تشديد السلطات الصينية الخناق على إمبراطورية جاك ما. وقد تمّ تعليق انطلاقة الفصل الدراسي الأول الذي كان مقرّرًا في نهاية شهر آذار/مارس الماضي، وفقًا لأشخاص مقربين من الجامعة، بسبب تعذّر التحاق الطلاب الجدد بعد قرار السلطات الصينية. ورأى تقرير الفاينانشال تايمز أن استهداف جامعة هوبان يؤكد أن الحملة ضد جاك ما تتجاوز شركته، علي بابا، وتمتد لتشمل كل الأنشطة الأخرى التي لديه نفوذ فيها.
ويذكر أن طبيعة العلاقة بين شركة علي بابا، ومؤسسها جاك ما، والحكومة الصينية قد شغلت العناوين الإخبارية أكثر من مرة، أبرزها كانت محطة الحديث عن اختفاء جاك ما مطلع العام الحالي، عندما انقطعت كل الأخبار عنه لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020، ليعود ويظهر في الـ20 من كانون الثاني/يناير 2021، من خلال مقطع فيديو توجّه من خلاله إلى معلمين من الريف الصيني. وقد أثار اختفاؤه يومها الكثير من التكهّنات من قبل المحللين والمراقبين، في ظل الشكوك المتعلّقة بقلق السلطات الصينية حول نشاط شركة علي بابا. وبهذا الخصوص نشرت هيئة الإذاعة البريطانية مقالةً في شهر آذار/مارس 2021، تحت عنوان "لماذا اختفى جاك ما لمدة ثلاثة أشهر؟"، وأشارت المقالة إلى أن السبب في إخفاء جاك ما هو محاولة الصين توجيه رسالة إلى الشركات العملاقة من خلال علي بابا، وإعادة النظر في نهجها لتنظيم أنشطة عمالقة التكنولوجيا، وإطلاق تحقيق لمكافحة الاحتكار في علي بابا. وذكرت المقالة بأن الصين غرّمت 12 شركة تكنولوجيا عملاقة خلال آذار/مارس، بتهم انتهاك قواعد مكافحة الاحتكار، ما يؤشر إلى تصعيد رسمي في قطاع التكنولوجيا بين الدولة والشركات الكبرى.
اقرأ/ي أيضًا:
رئيسة وزراء النرويج تنضم إلى لائحة السياسيين المخالفين لإجراءات الحجر الصحي