شكل تحطم الطائرة الروسية "توبوليف- 154"، صباح اليوم الأحد، خسارًة جديدة تُضاف لخسائر الحكومة الروسية، التي تلاحقها منذ تدخلها العسكري والسياسي في سوريا، بعد فقدانها عشرات المقاتلين في الجيش الروسي، الذين يقاتلون على الأراضي السورية إلى جانب قوات النظام، بالإضافة لخسارات سلاح الجو الروسي، والعتاد العسكري الذي استولى عليه مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة "تدمر" الأثرية بريف حمص الشرقي.
شكل تحطم الطائرة الروسية "توبوليف- 154"، خسارة جديدة تُضاف لـخسائر الحكومة الروسية، التي تلاحقها منذ تدخلها في سوريا
وكالات أنباء روسية عديدة، تحدثت عن أن الطائرة التي كانت تقل 91 راكبًا متجهين إلى سوريا، قتلوا جميعًا، مرجحين تحطمها في جبال إقليم "كراسنودار"، بعد وصولها من مطار "تشكالوفسكي" إلى مدينة "سوتشي" للتزود بالوقود، قبل أن يفقد مراقبو الجو الاتصال بها بعد إقلاعها بسبع دقائق، بحسب ما ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية.
اقرأ/ي أيضًا: نهاية نهاية الحرب الباردة
وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، وفق مقطع فيديو نشره موقع "روسيا اليوم"، أن "الطائرة كانت متجهة إلى قاعدة حميميم في سوريا وعلى متنها 68 موسيقيًا من فرقة ألكساندروف (العسكرية)، بمن فيهم المدير الفني للفرقة فاليري خليلوف، وتسعة صحفيين من القنوات التلفزيونية".
وأشار الناطق الروسي أن "الموسيقيين كانوا يخططون لإقامة حفلة بمناسبة عيد رأس السنة أمام العسكريين الروس الذين يؤدون خدمتهم في قاعدة حميميم مساء اليوم الأحد"، لافتًا أن من بين الركاب، رئيس إدارة الثقافة التابعة لوزارة الدفاع الروسية، أنطون غوبانكوف، والناشطة الاجتماعية الروسية، يليزافيتا غلينكا، المعروفة بـ"الطبيبة ليزا"، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية روسية عن وجود ضباط من الجيش الروسي برتب عالية، كانوا على متن الطائرة التي وجد حطامها في البحر الأسود، بينهم قائد الشرطة العسكرية الروسية في وزارة الدفاع، الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي.
ويأتي تحطم الطائرة الروسية، بعد أيام قليلة من نشر الجيش الروسي، لمئات من الشرطة العسكرية في مدينة حلب، التي تمكن النظام السوري والميليشيات الأجنبية الممولة من إيران، وبدعم روسي غير محدود من استعادة السيطرة عليها، والسجال داخل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، المرتبط بتزويد المعارضة السورية المسلحة، بصواريخ نوعية مضادة للطائرات.
وتحاول روسيا جاهدة، عبر وسائل إعلامها الرسمية، التستر على حجم الخسائر التي تلقتها قواتها في سوريا، منذ إعلان تدخلها رسميًا في الـ30 من أيلول/سبتمبر 2015، إذ تشير تقارير صادرة عن صحف عالمية متعددة، أن روسيا فقدت أكثر من مائة جندي روسي خلال المعارك، إن كان ضد قوات المعارضة السورية، أو تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي فرض عليها تواجدها في مدينة "تدمر" قتاله.
وكانت أكبر خسارة تلقتها روسيا في سوريا منذ تدخلها رسميًا، تمثلت باغتيال سفيرها في أنقرة، أندريه كارلوف، والذي يعتبر من المقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أثناء زيارته لأحد المعارض الفنية، بعنوان "روسيا كما يراها الأتراك"، عندما تلقى نحو 8 رصاصات من الخلف، فارق على إثرها الحياة.
اقرأ/ي أيضًا: الأمم المتحدة تصوت على محاسبة مجرمي الحرب في سوريا
ويعتبر الهجوم الذي شنه مقاتلو تنظيم الدولة على مطار "تيفور" العسكري بريف حمص، وسط سوريا، في أيار/مايو الفائت، من أكبر الخسائر التي تعرض لها الجيش الروسي، من جانب العتاد العسكري، حيثُ قالت شركة "ستراتفور" الأمريكية، المختصة بالشؤون الاستراتيجية والاستخبارية، إن صورًا التقطت عبر الأقمار الصناعية، تظهر تدمير أربعة مروحيات روسية هجومية، و20 شاحنة عسكرية، إضافة لتعرض طائرة من طراز "ميغ 25" للأضرار.
يعتبر الهجوم الذي شنه مقاتلو داعش على مطار "تيفور" العسكري بريف حمص، من أكبر الخسائر التي تعرض لها الجيش الروسي
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد في منتصف آذار/مارس الفائت، أن العملية العسكرية في سوريا تحتاج "تكاليف معينة"، لافتًا إلى أنه تم توفيرها من ميزانية "أموال وزارة الدفاع المدرجة لعام 2015"، وأنهم قاموا "بإعادة توجيه هذه الموارد المالية لتمويل الوحدات (الروسية) في سوريا".
وتقول تقارير لمراكز أبحاث غربية، إن كلفة التدخل الروسي في سوريا بدءًا من عام أيلول/سبتمبر 2015، بلغت أكثر من 500 مليون دولار أمريكي، فيما تحدثت الباحثة في معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، آنا بورشفيسكايا، في منتصف أيار/مايو الفائت، أن تكلفة التدخل الروسي في سوريا، تبلغ 4 ملايين دولار يوميًا، وهو ما يقارب إحصائية مدير مركز أبحاث "شبكة القيادة الأوروبية"، لوكاس كوليسا، الذي قال إنها تبلغ نحو 3,3 مليون دولار يوميًا، فيما رجح خبراء أن تتجاوز تكلفة التدخل الروسي في سوريا للعام الجاري أكثر من ثلاثة مليارات دولار.
وكانت روسيا تعرضت لخسارة كبيرة، خلال الشهر الجاري، عندما استطاع تنظيم الدولة استعادة السيطرة على مدينة "تدمر"، وفرض حصار على مطار "التيفور" العسكري، الذي يعتبر من القواعد الجوية البارزة التي يستخدمها سلاح الجو الروسي في عملياته العسكرية ضد معاقل المعارضة السورية، وسط تأكيد عديد الجنرالات الروس عدم تمكن القوات الروسية المتواجدة في القاعدة العسكرية داخل المدينة من سحب معظم المعدات العسكرية.
اقرأ/ي أيضًا: