تتفاقم أزمة الجوع بين أكثر من مليوني نازح مع دخول العدوان على قطاع غزة شهره الرابع، ما أثار تحذيرات أممية عديدة من حدوث مجاعة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أشار إلى تفاقم الوضع، إذ يواجه سكان غزة تهديدات بالمجاعة إلى جانب الأمراض وسوء التغذية.
إلى جانب ذلك، قال خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن "إسرائيل" دمرت النظام الغذائي في غزة واستخدمت الغذاء كسلاح، كما أكّدوا أن كل شخص موجود في القطاع يعاني من الجوع، فيما يعاني ربع السكان من الجوع الشديد ويكافحون من أجل العثور على الغذاء والمياه الصالحة للشرب، والمجاعة وشيكة.
كما قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان، أمس الإثنين، إن 400 ألف شخص يواجهون المجاعة في شمال القطاع، بعد نفاد كميات الطحين والأرز، وحمّل إسرائيل وحلفاءها المسؤولية.
وقال البيان: "نعلن عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ ما قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400 ألف مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا موجودين في المحافظة".
وقال المكتب إن محافظة شمال غزة ومحافظة غزة تخضعان لحصار شديد بالتزامن مع استمرار الحرب، حيث يمنع الاحتلال وصول أي مساعدات إلى تلك المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وسُجلت عشرات حالات الإعدام والقتل الميداني التي نفّذها جيش الاحتلال لعشرات المواطنين الذين حاولوا الحصول على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة".
ومنذ أسابيع، خلت الأسواق في مدينة غزة وشمالي القطاع من الطحين، واتجه المواطنون إلى طحن حبوب الذرة والشعير المخصصة لصناعة أعلاف الحيوانات، كما ظهرت صور وفيديوهات تحذر من انتشار عبوات قابلة للانفجار لها شكل المعلبات الغذائية، وأخرى حول السؤال عن جواز أكل القطط، وشكّلت هذه الصور مجتمعةً صورةً مأساوية للوضع الذي وصل إليه القطاع.
1- علف الحيوان يتحول إلى طعام بشري
نتيجة لفرض الاحتلال قيودًا على وصول المساعدات الغذائية، ومنع وصول المواد الأساسية مثل الماء والغذاء والأدوية، يلجأ سكان قطاع غزة إلى استخدام حبوب الذرة والشعير المخصصة للحيوانات لطحنها وصنع الدقيق لإطعام أطفالهم.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر استخدام المواطنين للمطحنة الوحيدة في شمال قطاع غزة، والتي يقارب عمرها الـ100 عام، لطحن الأعلاف المخصصة للطيور والدواب من أجل استخدامها لإنتاج الخبز.
وعلى خلفية ذلك، أكد أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، خلال مؤتمر صحفي في بيروت، أن مواطني شمال غزة يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء اضطرهم إلى طحن علف الحيوانات وتناوله "من أجل البقاء على قيد الحياة".
المجاعة تهدد شمال #غزة والسكان يلجأون إلى طحن أعلاف الحيواناتhttps://t.co/3SbcvKPBHn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 22, 2024
2- معلبات غذائية بصواعق متفجرة
قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بترك مخلفات في بعض مناطق قطاع غزة على شكل علب غذاء، لكنها في الحقيقة تحتوي على صواعق قابلة للانفجار.
اكتُشفت هذه العلب في إحدى مدارس خانيونس، حيث ظن بعض السكان أنها معلبات غذائية، لكنها في الحقيقة تمثل خطرًا على من يقوم بفتحها، حيث إنها قد تؤدي إلى مقتله أو إصابته.
فلسطيني يروي عثور شرطة هندسة المتفجرات في #غزة على عبوات ناسفة على شكل علب طعام تركها جنود الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس pic.twitter.com/KRqSI1zeF9
— TRT عربي (@TRTArabi) January 22, 2024
3- السؤال عن جواز أكل القطط
مع استمرار تردي الأمور المعيشية ووضوح معالم المجاعة، أثار سؤال وجهه بعض سكان قطاع غزة صدمة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، لما فيه من دلالة كبيرة على حجم المعاناة التي يعيشونها، خصوصًا مع معاناة الجوع.
يقول السؤال: "اسألوا لنا يرحمكم الله إذا كان يجوز أكل لحم القطط وطبخه على النار أم لا، ولو أكلنا لحم القطط هل يوجد أعراض جانبية أم لا؟ وهل لحم القطط حرام أم حلال؟".
تغطية صحفية: "هل يجوز أكل لحم القطط"؟ .. سؤال من أهالي شمال غزة يُثير صدمةً واسعةً عبر منصات التواصل مع استمرار المجاعة. pic.twitter.com/tgZXoARmAG
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 22, 2024