تتجدّد في ليبيا أزمة الكهرباء خلال هذه الأيام بشكل غير مسبوق، حيث شمل انقطاع الكهرباء مختلف مناطق البلاد من مدينة البيضاء شرقًا إلى الحدود مع تونس غربًا وذلك بالإضافة للمنطقة الجنوبية، وذلك بالتزامن مع ارتفاع الطلب بسبب موجة البرد. وهو ما اضطر رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج لإلغاء مشاركته في منتدى دافوس للأعمال لبحث حلّ هذه الأزمة التي سببت احتجاجات في العاصمة طرابلس.
تتجدّد في ليبيا أزمة الكهرباء خلال هذه الأيام بشكل غير مسبوق، حيث شمل انقطاع الكهرباء مختلف مناطق البلاد
رغم أنها من أكبر منتجي النفط في العالم، تعاني ليبيا من انقطاع مستمرّ للكهرباء، حيث ترتفع ساعات الانقطاع خاصة في فصل الصيف، ولتشتدّ الأزمة مجددًا في هذه الفترة مع موجة البرد التي تجتاح البلاد، وهو ما أثر على عمل المرافق الطبية. وفي هذا الجانب، قال رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر سوالم، إن 17 طفلاً توفوا في مستشفى البيضاء، شرق البلاد، خلال فترة انقطاع الكهرباء، ولا يقل الوضع مأساوية في طرابلس حيث توفيت رضيعة نتيجة انعدام التدفئة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي. وقد أبلغت الشركة العامة للكهرباء في البلاد أن فترات الانقطاع عن العاصمة باتت تصل إلى 12 ساعة يومياً بصفة مستمرّة، فيما بلغت 10 ساعات بمدينة مصراتة.
اقرأ/ي أيضًا: فواتير الكهرباء والغاز تصعق جيوب الجزائريين
وتعود أسباب هذه الأزمة المتجدّدة في ليبيا لمحدودية إنتاج الوقود وسرقة بعض المحطات الكهربائية وتخريبها نتيجة الاشتباكات بين المجموعات المسلحة، بالإضافة إلى تزايد الطلب في أوقات الذروة. غير أن الأزمة الحالية زادت حدّة بعد توقف إنتاج محطة الزاوية، شمال غرب البلاد، والتي تغذي مناطق الجبل الغربي وأجزاء من العاصمة، وذلك بعد غلق محتجين لصمام الغاز الطبيعي ردًا على اختطاف عدد من سكان المدينة على يد مجموعات مسلحة في مدينة ورشفانة المجاورة.
ونتيجة تفاقم الأزمة ومدى أضرارها على المواطنين، أعلنت لاحقًا الأطراف المحلية في مدينتي الزاوية وورشفانة التوصل إلى اتفاق نهائي لإعادة فتح صمام محطة الزاوية، وهو من شأنه استعادة طاقتها الإنتاجية التي تناهز 600 ميغاواط بما يساهم في تخفيف أزمة الكهرباء.
رغم أنها من أكبر منتجي النفط في العالم، تعاني ليبيا من انقطاع مستمرّ للكهرباء، حيث ترتفع ساعات الانقطاع خاصة في فصل الصيف
وفي ذات السياق، أعلن أحمد معيتيق، نائب رئيس حكومة الوفاق، أن إنتاج الكهرباء في ليبيا يبلغ 4500 ميغاوات، يغطي 70 إلى 75 % من الاستهلاك المطلوب، مضيفًا أن هذا العجز يصل لحوالي 1500 ميغاوات، متوقعًا انخفاضه في آذار/مارس المقبل إلى 500 ميغاوات مشروطاً بتنفيذ مخرجات اجتماع روما الأخير الذي أسفر عن اتفاق بتسيير المصرف المركزي أموالاً للشركة العامة للكهرباء لتغطية احتياجاتها وصيانة المحطات. ومن المنتظر، في هذا الجانب، أن تعود محطة مدينة سرت للإنتاج بعد انتهاء المعارك ضد ما يعرف بـ"تنظيم الدولة" حيث أعلنت شركة الكهرباء انطلاق أعمال الصيانة بالمحطة.
اقرأ/ي أيضًا: أزمة كهرباء القدس.. أي دور للسلطة؟
وفي شرق البلاد، أعلنت شركة الكهرباء بداية هذه السنة عن إعادة تفعيل الربط الشبكي الليبي المصري، بقدرة 220 كيلو فولت، لدعم الشبكة الكهربائية الليبية. فيما أُعلن عن انتهاء إصلاح عطب فني بمحطة خط قمينس – القوارشة في الإقليم الشرقي للبلاد.
وتأتي أزمة الكهرباء في البلاد مع تواصل الأزمة السياسية والتي تتمظهر بوجود ثلاث حكومات شرق البلاد وغربها، تدعي كل منها الشرعية، في ظل غياب بوادر لحلّ هذه الأزمة التي لايزال المواطنون الليبيون يدفعون ثمنها.
اقرأ/ي أيضًا:
أطفال الجزائر يقاومون التقشف بخبز "المطلوع"
3 مؤشرات تقرع طبول المعركة الكبرى في ليبيا