ألترا صوت – فريق التحرير
صدر مؤخرًا العدد الأول من مجلة "أرابِسك: حبكات من الأدب والثقافة العربية"، وهي دورية نصف سنوية تصدر باللغة الإيطالية عن دار "Puntoacapo"، وتديرها الروائية الجزائرية المقيمة في إيطاليا أمل بوشارب.
تسعى مجلة "أرابِسك" إلى بناء مسارٍ جديد يوسِّع أُفق عملية تلقِّي القارئ الإيطالي للمنجز الأدبي العربي
تُعنى المجلة التي تُعتبر الأولى من نوعها في المشهد الثقافي الإيطالي، بالتعريف بالأدب والثقافة العربية في إيطاليا، عبر: "مقاربةٍ رصينة موضوعية بعيدًا عن الأجندات الاستشراقية المهيمنة وخطابات الاستلاب"، وفقًا لماء جاء في بيان بوشارب على صفحتها الشخصية في موقع فيسبوك.
اقرأ/ي أيضًا: رواية "المئذنة البيضاء".. السيرة التي يستحقها مسيح دجّال
كما وتسعى أيضًا إلى بناء مسارٍ جديد يوسِّع أُفق عملية تلقِّي القارئ الإيطالي للمنجز الأدبي العربي، من خلال تقديمه بوصفه منجزًا فنيًا وإبداعيًا بالدرجة الأولى، يُقرأ ضمن آفاقٍ جمالية وإبداعية بمعزلٍ عن المنظور الجيوسياسي المحدود، الذي لطالما حدد شكل ومسار عمليات القراءة والتلقِّي والتقييم أيضًا.
وبحسب الناقدة والأكاديمية الإيطالية يولاندا غواردي، أستاذة الأدب والثقافة العربية في جامعة "ماتشراتا" الإيطالية، وأحد المساهمين في العدد الأول من المجلة؛ تختلف "أرابِسك" عن بقية الإصدارات المتخصصة بالثقافة العربية في إيطاليا، في طبيعة إدارتها، حيث ترى أن: "الإصدارات الخاصة بالثقافة العربية عادةً ما يديرها غربيون".
وتضيف غواردي: "حتى وإن تم استكتاب بعض الأسماء العربية من داخلها، فإن إدارة العملية بأسرها من قبل غربيين، يجعل الأمر برمته يندرج ضمن النسق الكولونيالي المعتاد، والذي يكون فيه "الأبيض" هو من يحدد معايير القول والكتابة فيما يخص الثقافة العربية".
وتشير الناقدة الإيطالية إلى أن الوضع مع "أرابِسك" سيتغيَّر تمامًا، حيث سيكون "الأبيض" هذه المرة هو من يخضع للجنة قراءة تفحصها عين عربية، الأمر الذي من شأنه قلب المعادلة وتغييرها بشكلٍ كامل. وتضيف: "اختيار آخر يصب في ذات الوجهة غير النمطية لهذه السلسلة هو العمل مع مستعربين لا ينتمون بالضرورة للدائرة المؤسساتية الغربية للأكاديميا، وهو ما يثبت أن منظور "الاستبلشمنت"، الأكاديمي ليس هو المنظور المعرفي الوحيد الذي يمكن أن يقدِّم معرفة موثوقة، وباعتقادي هذين هما الملمحين الأهم في هذه السلسلة".
اشتمل العدد الأول من "أرابِسك"، على مجموعة من المقالات متعددة المواضيع والاتجاهات، منها: "قصة العرب: حب وحضارة"، للكاتب والمترجم السوري يوسف وقاص، و"البوقالات الجزائرية: نساء يبسطن سيطرتهن على الشعر" ليولاندا غواردي، و"ألف ليلية وليلة بوصفها عالمًا مسرحيًا" لسيلفيا ريغون، و"بقلاوة: نساء، فن وهندسة" لناديا روكيتي.
تُعنى مجلة "أرابِسك" التي تُعتبر الأولى من نوعها في المشهد الثقافي الإيطالي، بالتعريف بالأدب والثقافة العربية في إيطاليا
وتضمن العدد أيضًا في باب "سرد"، المعني بترجمة أهم الأعمال السردية العربية إلى اللغة الإيطالية، فصلًا من رواية "الديوان الإسبرطي" للكاتب الجزائري عبد الوهاب العيساوي، وقصة ليوسف بعلوج بعنوان "خاتم ناني السحري"، جاءت مرفقة بمقدمة نقدية تناولت فيها مترجمتها سارة لامبيرتي تطور أدب الطفل في العالم العربي، بالإضافة إلى مختارات من مجموعة الشاعر الفلسطيني نجوان درويش "كرسي على سور عكا"، نقلتها إلى الإيطالية فالنتينا بالاتا.
اقرأ/ي أيضًا: "غرفة مثالية لرجل مريض".. طبعة جديدة
أما في باب "سينما"، فقد تضمن العدد دراسة بعنوان "هل سيتكلم مستقبل السينما باللغة العربية؟ سيناريوهات، آراء، وآفاق جديدة" لسيمونا تشيللا. فيما خُصِّص باب "فنون تشكيلية"، للإضاءة على تجربة الفنانة الجزائرية باية محي الدين، من خلال دراسة للباحثة في شؤون الثقافة والفن التشكيلي فلافيا مالوزاردي. بينما اشتمل باب "حوارات"، على حوارين مع الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، والروائي الإيطالي ماسيمو كارلوتو.
اقرأ/ي أيضًا:
كتاب "يوميات أكرم زعيتر".. شاهد عيان على تاريخ ملتهب
"أنثروبولوجيا الفقه الإسلامي".. التعليم والأخلاق والاجتهاد الفقهي في الأزهر