ألترا صوت - فريق التحرير
أصدر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" حديثًا، العدد السابع والثلاثون من مجلة "تبيُّن"، وهي دورية فصلية محكّمة تصدر مرة كل ثلاثة أشهر، وتُعنى بالدراسات الفلسفية والنظريات النقدية، وتسعى إلى الحفاظ على تراث عربي نقدي يعود عهده إلى فترة النهضة الحديثة.
تضمن العدد السابع والثلاثون من دورية "تبيُّن" خمس دراساتٍ تناولت جوانب مختلفة من تجربة الفيلسوف النمساوي لودفيغ فتغشتاين
خُصص العدد الجديد من "تبيُّن"، للفيلسوف النمساوي لودفيغ فتغنشتاين (1889 – 1951) وفلسفته، واشتمل على دراسات: "طريفة في مجالها، نحسب أنها تقدّم تناولًا حديثًا وشاملًا لجوانب متنوعة من فلسفته"، بحسب ما جاء في مقدمة إسلام دية، المحرر الضيف، الذي أشار أيضًا إلى أن الباحثين المشاركين في العدد، قد حرصوا على: "أن يُفيدوا مما توافر من الترجمات والدراسات العربية، من أجل البناء على الأبحاث السابقة وتوجيه البحث نحو مسارات علمية واضحة، تشجع الباحث العربي على وصل عمله بجهود من سبقه وفتح آفاق جديدة لم تر النور بعد".
اقرأ/ي أيضًا: جريدة "المبتدأ".. الهوية المشتتة لجيل الألفية الفلسطيني
تضمن العدد خمس دراسات، ناقش عبد الرزاق بنور في الدراسة الأولى "فتغنشتاين: شكل لغة، شكل حياة"، مساهمة لودفيغ فتغنشتاين في التأسيس للتداولية اللسانية، حيث لا وجود لفهم متبادل خارج تجربة المجموعة اللغوية المتشكلة، بالإضافة إلى موقفه تجاه مسائل مختلفة، مثل اللغة، وفلسفة العلوم اللغوية، واللغتين العادية والواصفة، والتفلسف والجنون، والمرض، والشاعرية، ومفهوم "شكل الحياة"، وغيره.
ويحاول رجا بهلول في دراسته "فتغنشتاين والسلوكية المنطقية"، تحديد موقع فتغنشتاين التاريخي في الفترة التي شهدت تبلور التوجه السلوكي في علم النفس والوضعية المنطقية في الفلسفة، في الثلث الأول من القرن العشرين. قبل انتقاله باتجاه تحديد أطروحات السلوكية المنطقية، وعرض الاعتبارات التي تدعو إلى القول بسلوكية فتغنشتاين، وتلك التي تنفيها.
وتحت عنوان "نظرية الصورة لدى فتغنشتاين: في ما يمكن أن يقال"، تناول موريس عايق نظرية الصورة لدى الفيلسوف النمساوي مثلما ظهرت في كتابه "رسائل فلسفية – منطقية". وسعى، في السياق ذاته، وعبر محاولة الربط بين التمييز بين ما يمكن قوله وما يمكن الإشارة إليه من جهة، والتصورات المختلفة لمفهوم الحقيقة من جهةٍ أخرى، إلى تقديم ملاحظة تتعلق بالأنماط المختلفة للكلام وإعادة الاعتبار لنظرية الصورة ومعها تصور الحقيقة كتوافق بوصفها فكرة ناظمة لموقع معين، ونمطًا محددًا من اللغة أيضًا، وهي اللغة العلمية.
أما دراسة سومر المير محمود "التفكير مع فتغنشتاين ضد فتغنشتاين. آبل وهابرماس: الكونية من داخل اليومية"، فتسلط الضوء على كيفية استيعاب أفكار لودفيغ فتغنشتاين لدى كارل أوتو آبل ويورغن هابرماس اللذان يتمسكان بعقلانية كونية تتجاوز، بحسب تعبير المؤلف، حدود ما يسمى "اللعبة اللغوية الفتغنشتاينية"، وتقوم على أساسها في الوقت نفسه.
وفي دراسته "فتغنشتاين مدرِّسًا: الخلفية البيداغوجية لفلسفة فتغنشتاين الأنثروبولوجية"، يضيء إسلام دية على السنوات التي عمل فيها فتغنشتاين مدرسًا للأطفال في ريف جنوب النمسا خلال عشرينيات القرن الفائت، ويبحث في أثرها في تحولاته الفكرية، حيث يرى، ومن خلال البحث في الصلات المحتملة بين تجربته مدرسًا وفلسفته اللاحقة، أن تجربته في التعليم تُعتبر مفتاحًا لفهم عدوله عن الوضعية المنطقية، وانعطافه نحو فلسفة ترتكز على الممارسة والاستعمال والعادات.
خُصص العدد الجديد من "تبيُّن" للفيلسوف النمساوي لودفيغ فتغنشتاين، واشتمل على دراسات تقدّم تناولًا حديثًا وشاملًا لجوانب متنوعة من فلسفته
واشتمل العدد السابع والثلاثون من "تبيُّن" في باب "ترجمة"، على ترجمة لدراسة أستاذ اﻷنثروبولوجيا الثقافية في مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك، طلال أسد، المعنونة بـ "النظر في الدين مع فتغنشتاين"، ترجمة حجاج أبو جبر، والتي تستعين بفلسفة فتغنشتاين للنظر في الدين وتوضيح بعض جوانبه، وتسعى إلى تطبيق رؤاه على خلافات أساسية في التقليد الخطابي اﻹسلامي حول الفهم الصحيح لصفات الله وأسمائه المتعارضة في ظاهرها.
اقرأ/ي أيضًا: العدد 37 من دورية "عمران".. دراسات حول الدولة والهيمنة والعشوائيات
أما باب "مراجعات"، فتضمن قراءة في كتاب "فتجنشتاين (وفي اليقين)"، لمؤلفه آندي هاميلتون، قدّمها مروان محمود. فيما اختُتم العدد ببيبليوغرافيا تضم قائمة بأعمال الفيلسوف النمساوي المترجمة إلى العربية، إلى جانب ما أمكن حصره من دراسات علمية بالعربية عنه وعن فلسفته، كتبها باحثون عرب، أو تُرجمت إلى العربية.
اقرأ/ي أيضًا: