لم يقتصر العدوان الإسرائيلي على قصف المباني السكنية وما يدّعي أنها أهداف عسكرية في عدد من المناطق اللبنانية، بل دمّرت غارات طيران الاحتلال البنية التحتية واستهدفت شبكة المياه، ما حوّل الحصول على المياه صالحة للشرب إلى أزمة حقيقية.
نزوح أكثر من مليون شخص -من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان بالإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية - إلى مراكز إيواء ومنازل في بيروت، ومناطق من محافظتي جبل لبنان والشمال، سبب ضغطًا على المؤسسات المسؤولة عن توزيع المياه، ففي السابق كان كل فرد يتلقى 25 لترًا من المياه يوميًا. لكن اليوم قدرة مؤسسة المياه في بيروت وجبل لبنان لا تزيد عن 130 ألف متر مكعب يوميًا، أي أقل بنسبة 42 % عن المعدل الذي كانت تؤمّنه المؤسسة.
القصف الإسرائيلي المستمر يعرقل خدمات المياه والصرف الصحي في أنحاء البلاد، ويزيد خطورة تفشي الكوليرا، خصوصًا بين الأطفال والأشخاص المعرضين للخطر
ونشطت خلال الأزمة شركات خاصة وموزّعو مياه، وارتفع الطلب حتى صار البيع بالحجز مسبقًا، ما وضع الأسر والشركات تحت ضغط متزايد. كما أدى تهالك شبكات توزيع المياه وفترة الشح الموسمية إلى تقنينٍ إضافي في عملية التوزيع، في وقت يتواصل فيه القصف الإسرائيلي الذي دمر شبكات المياه والبنية التحتية.مما جعل المؤسسات المسؤولة عن توزيع المياه في لبنان تقف أمام تحد كبير لتأمين الكميات المطلوبة للأحياء السكنية ومراكز الإيواء. كما جاء في تقرير لـ"التلفزيون العربي".
🎥 الاحتلال يدمر أبنية في #ضاحية_بيروت_الجنوبية. pic.twitter.com/FDpKLKXAY9
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 22, 2024
من جهتها، أكدت "اليونيفيل"، في بيان، أن "القصف الإسرائيلي المستمر يعرقل خدمات المياه والصرف الصحي في أنحاء البلاد، ويزيد خطورة تفشي الكوليرا، خصوصًا بين الأطفال والأشخاص المعرضين للخطر". وأعلنت "اليونيفيل" نفاد المياه في بلدة ميس الجبل، بعد أسابيع من عدم إعادة التزود بها، مع صعوبات في الوصول إلى مواقع قرب الخط الأزرق.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية عبّرت عن مخاوفها من تعرض النازحين لخطر الإصابة بالكوليرا، بعد اكتشاف أول حالة إصابة بهذا المرض المعدي في محافظة عكار أقصى شمالي لبنان.
وطالب مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بتفعيل خطة استجابة لتعزيز المراقبة وتتبع المخالطين وأخذ عينات من المياه. وخلال حديثه للصحفيين في جنيف، قال المسؤول الأممي إن السلطات الصحية اللبنانية أطلقت حملة تطعيم فموي في آب/أغسطس الماضي، استهدفت 350 ألف شخص. لكن "الحملة الصحية توقفت بسبب تصاعد العنف".