09-نوفمبر-2023
العدوان على غزة

الأونروا: " 70 % من سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين، ويعيش معظمهم في ظروف مروعة" (أحمد حسب الله/Getty)

 

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلفًا آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا مهولًا في المساكن والبنى التحتية للقطاع المحاصر منذ سنوات طويلة. 

في محاولة لنقل جزء من الصورة في غزة الآن وتقريبها من القارئ في كل مكان ولأن الأرقام ذات تعبير مكثف عند الكثيرين، نقدم لكم 5 أرقام تعكس حجم الألم والفقد والدمار الذي لحق بغزة وأهلها.   


  • أكثر من 10 آلاف شهيد

في آخر أرقام وزارة الصحة في غزة، المعلنة مساء الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أدى القصف الإسرائيلي للقطاع إلى استشهاد أكثر من 10 آلاف شخص، تحديدًا 10812، من بينهم 4412 طفلًا و2918 إمرأة و667 من كبار السن إضافة إلى 26905 مصابين، وذلك دون التعرض لأرقام المفقودين إلى حد الآن تحت أنقاض المباني المهدمة. 

عدد الشهداء في العدوان على غزة لا مثيل له بالمقارنة بالحروب السابقة التي شُنت على القطاع أو بحروب أخرى ومن أسباب ذلك شبهات استعمال أسلحة محرمة دوليًا من قبل الاحتلال

وعدد الشهداء في العدوان على غزة لا مثيل له بالمقارنة بالحروب السابقة التي شُنت على القطاع أو بحروب أخرى معاصرة كالحرب الروسية الأوكرانية وغيرها. ومن التفسيرات التي أوردتها تقارير دولية هي شبهات استعمال أسلحة محرمة دوليًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي. 

 

عدد الشهداء يتجاوز 10 آلاف في غزة

استشهاد أكثر من 10 آلاف شخص من بينهم 4412 طفلًا و2918 إمرأة (إياد بابا/أ.ف.ب)

 

  • طفل يُقتل كل 10 دقائق  

يتعلق هذا الرقم بمقتل طفل كل 10 دقائق في غزة حاليًا. والرقم ليس مبالغًا فيه بل هو معلن عنه من عدة منظمات حقوقية دولية، إذ أكدت منظمة "أنقذوا الطفولة"، في منشور على صفحتها الرسمية بموقع إكس، يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن طفلًا يُقتل كل 10 دقائق في غزة، في انعكاس لفظاعة القصف على القطاع وجرائم الاحتلال التي حوّلت القطاع المحاصر إلى ما يشبه "المقبرة للأطفال"، والوصف استخدم من عدة منظمات دولية أيضًا.

مقتل طفل كل 10 دقائق في غزة حاليًا وفق منظمة "أنقذوا الطفولة"، في انعكاس لفظاعة القصف على القطاع وجرائم الاحتلال التي حوّلته إلى ما يشبه "المقبرة للأطفال"

وبالعودة إلى أرقام وزارة الصحة في غزة التي تشير، بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى استشهاد 10812 شخصًا من بينهم 4412 طفلًا، يمكن استنتاج أن من بين كل 5 شهداء، هناك طفلين على الأقل يُقتلان في غزة، وهذا دون احتساب الأطفال العالقين تحت الأنقاض.

تعليقًا على عدد الأطفال الشهداء الكبير، كانت صحيفة "الواشنطن بوست" قد وصفت ذلك، في إحدى مقالاتها، بالقول "تبدو غزة وكأنها فقدت جيلًا بأكمله". وكنا قد تابعنا شهادات عديدة، صوتًا وصورة، للوضع المتدهور الذي تصل فيه هذه الأجساد الصغيرة البريئة والمتعبة والتي حملت في مناسبات عديدة إصابات مروعة. 

صحيفة "الواشنطن بوست": "تبدو غزة وكأنها فقدت جيلًا بأكمله"

في سياق متصل، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في منشور لها على إكس: "في المتوسط، يُقتل طفل ويصاب اثنان بجراح كل 10 دقائق خلال الحرب"، وتابعت: "حماية المدنيين في أوقات النزاع ليست طموحًا أو مثلاً أعلى.. إنه التزام والتزام تجاه إنسانيتنا المشتركة.. المدنيون -أينما كانوا- يجب أن يتمتعوا بالحماية.. إنهم ليسوا هدفًا".

وفي وقت سابق، تحديدًا في بيان صدر في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتبرت منظمة "إنقاذ الطفولة"، أن عدد الأطفال الذين استشهدوا بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق العدوان "تجاوز العدد السنوي للأطفال الذين قتلوا في مناطق النزاع في العالم منذ عام 2019".

ولا تتوقف تأثيرات العدوان بالنسبة للأطفال على فقدان أعداد ضخمة منهم أو فقدانهم لأهاليهم وأحبابهم إذ تنعكس المشاهد والأصوات والعنف والصدمات على نفسية الأطفال في غزة، الذين كانت وضعيتهم النفسية متدهورة وتعاني عديد الاضطرابات حتى قبل العدوان وفق تأكيدات المنظمات الحقوقية التي تعنى بالطفولة، من مما يوحي بحجم الانعكاسات على الأجيال القادمة.  

 

  • تدمير أو إتلاف 45% من الوحدات السكنية

هل تعلم أنه وبعد شهر تقريبًا منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة، تم تدمير أو إتلاف حوالي 45 في المائة من الوحدات السكنية في القطاع؟.. كان هذا ما كشفه المقرر الخاص المعني بالسكن اللائق بالاكريشنان راجاغوبال، حين صرح مساء الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على قناة العربي أن "الهجمات الإسرائيلية منذ شهر على أهداف في قطاع غزة قد تسببت بتدمير أو إتلاف 45% من جميع الوحدات السكنية في القطاع"، محذرًا أن التدمير يؤدي إلى "تكلفة هائلة في الأرواح البشرية طبعًا".

المقرر الخاص المعني بالسكن اللائق: "الهجمات الإسرائيلية منذ شهر على أهداف في قطاع غزة قد تسببت بتدمير أو إتلاف 45% من جميع الوحدات السكنية في القطاع"

وقال الخبير الأممي المستقل، في ذات المقابلة التلفزيونية، إن القصف الإسرائيلي واسع النطاق والممنهج للمساكن والبنية التحتية المدنية في غزة يرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وإنه أمر يحظره القانون الدولي بشكل صارم".

 

 

وأوضح "تنفيذ الأعمال العدائية مع العلم أنها ستؤدي بشكل منهجي إلى تدمير وإتلاف المساكن المدنية والبنية التحتية، مما يجعل مدينة بأكملها غير صالحة للسكن للمدنيين هي جريمة حرب"، وفق تعبيره.

وتابع أن "الشقق السكنية وكذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف ومخيمات اللاجئين لا يمكن أن تكون أهدافًا عسكرية"، مشددًا على أنه "لا يمكن لأي حق في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي أن يغطي هذه الهجمات".

وتعرض ذات المتحدث للأمر الذي وُجه بإخلاء شمال قطاع غزة، معتبرًا أنه "صدر رغم غياب مأوى أو مساعدات مناسبة للنازحين، مع قطع المياه والغذاء والوقود والدواء ومهاجمة طرق الإخلاء والمناطق التي يقال إنها "آمنة"  مما شكل انتهاكًا قاسيًا وصارخًا للقانون الدولي الإنساني".

 

 

  • 70% من سكان غزة أصبحوا نازحين

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الاثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن 70 % من سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين، ويعيش معظمهم في ظروف مروعة". وأوضحت تمارا الرفاعي، مديرة العلاقات الخارجية في "الأونروا"، في بيان، أن "1.5 مليون شخص نزحوا قسرًا من غزة، إذًا، نحن نتحدث عن 70% من الأشخاص الذين نزحوا بعيدًا عن منازلهم"، وفق تعبيرها.

الأونروا: " 70 % من سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين، ويعيش معظمهم في ظروف مروعة"

وتابعت أن "ما يقرب من نصف النازحين (717 ألفًا) يقيمون في 149 منشأة تابعة للوكالة في كافة محافظات غزة الخمس، بما في ذلك في الشمال، وأكثر من 557 ألف نازح يقيمون في 92 مرفقًا في مناطق الوسط وخان يونس ورفح".

وأضافت "كان ما يقرب من 160 ألف نازح يقيمون في 57 مدرسة تابعة للأونروا في منطقتي الشمال وغزة حتى 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن تصدر السلطات الإسرائيلية أمر إخلاء"، مشيرة إلى  أن "الأونروا" غير قادرة على الوصول إلى هذه الملاجئ لمساعدة أو حماية النازحين وليس لديها معلومات عن احتياجاتهم وظروفهم.

 

 

في ذات البيان، وصفت "الأونروا"، الظروف في منشآتها المكتظة بأنها "غير إنسانية ومتدهورة"، وحذرت من أنها "معرضة لخطر التحول إلى أزمة صحية عامة بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي"، مشيرة إلى أن "ملاجئ الأونروا سجلت آلاف الحالات من التهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والإسهال والجدري المائي".

وقالت "الأونروا" إن تحلل الجثث تحت المباني المنهارة وسط جهود إنقاذ محدودة يثير مخاوف إنسانية وبيئية". وأضافت أن "أحد مرافق الأونروا، وهو مركز تدريب خان يونس، يستضيف حاليًا أكثر من 22 ألف نازح، وتبلغ المساحة للشخص الواحد أقل من مترين".

مع العلم أن نزوح الفلسطينيين من شمال قطاع غزة انطلق منذ أيام بعد توسع القصف العنيف الإسرائيلي هناك وسافروا أميالًا طويلة سيرًا على الأقدام في نزوح جماعي متزايد اضطروا له وهو يذكرهم بحملات التهجير القسري التي طالتهم سنة 1948 وما يعرف بـ"النكبة".

ونشرت وسائل إعلام دولية ومحلية مقاطع فيديو ومشاهد لمجموعات من الأشخاص ضمت حتى النساء والأطفال والمسنين والمعاقين في طريقهم عبر شارع صلاح الدين، وهو أحد الطريقين السريعين بين شمال وجنوب غزة، على طول ممر الإخلاء الذي أعلنه جيش الاحتلال.

 

النزوح القسري في غزة

 

التهجير القسري

1.5 مليون شخص نزحوا قسرًا من غزة صور (محمد عابد/أ.ف.ب)

 

  • قصف 39 منشأة صحية و36 سيارة إسعاف

أكدت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعرض المرافق الصحية في غزة، لـ108 هجمات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وورد في ذات البيان "تسببت تلك الهجمات في مقتل 512 شخصًا وإصابة 654 آخرين، وإلحاق أضرار بـ39 منشأة صحية و36 سيارة إسعاف". ودعت، في سياق متصل، إلى "حماية المدنيين وخدمات الرعاية الصحية بشكل فعّال".

الصحة العالمية: تعرضت المرافق الصحية في غزة لـ108 هجمات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي وهو ما ألحق أضرارًا بـ39 منشأة صحية و36 سيارة إسعاف

مع العلم أن القصف الإسرائيلي على غزة استهدف بشكل خاص ولافت، خلال الأسبوعين الأخيرين، المستشفيات ومحيطها، كما تعرضت خدمات الإسعاف في القطاع لمخاطر واستهداف في أكثر من مناسبة لدرجة عجزها عن القيام بدورها في مناسبة عديدة وكانت صور نقل الجثث والجرحى بالجرافات من الأكثر تعبيرًا عن تأزم الوضع. 

 

قصف إسرائيلي للمستشفيات في غزة

 

قصف إسرائيلي للمستشفيات في غزة

تعرض المرافق الصحية في غزة، لـ108 هجمات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع (محمود حمص/أ.ف.ب)

 

هكذا تعيش غزة على وقع قصف إسرائيلي مكثف منذ أكثر من شهر لم يراع لا الأطفال ولا المستشفيات والمنشآت الصحية ولا مساكن المدنيين ولا حتى قافلات وطرق النازحين وطال العدوان الإسرائيلي الجميع وكل المرافق الحياتية في القطاع  المحاصر أساسًا منذ 17 عامًا وتبين الأرقام المدرجة أعلاه بعض أوجه هذا العدوان. 

وفي الأثناء، تتواصل التحذيرات محليًا ودوليًا من استمرار الوضع الكارثي في القطاع، الذي صار يفتقد للمياه الصالحة للشرب بنسبة تزيد عن 90%، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الذي أعلن، الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أن القطاع أصبح "منطقة منكوبة". ووصف متحدث المكتب سلامة معروف، في بيان، الوضع، قائلًا "تعاني غزة جراء الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال بالقتل والقصف والمجازر، وأيضًا جراء تداعيات حرب التجويع والعقاب الجماعي وإطباق الحصار تمامًا بمنع كل الإمدادات الأساسية".