بإعلان الفائز بجائزة "بوكر" البريطانية، التي تُمنح للروايات المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، أُغلق ما يمكن تسميته موسم الجوائز الأدبية الأهم عالميًا، والذي يتضمن جوائز عديدة مثل "نوبل للآداب"، و"غونكور"، وغيرهما.
ومع أن بعضها مُنح لكتّاب غير معروفين لا تتجاوز شهرتهم حدود بلادهم، فاز ببعضها الآخر كتّابٌ معروفون يحظون بشهرةٍ واسعة مثل الياباني هاروكي موراكامي. وفيما يلي، نستعرض الفائزين بأهم الجوائز الأدبية العالمية والعربية لعام 2023.
نوبل للآداب.. جائزة للنثر والمسرح
مُنحت جائزة "نوبل للآداب" لعام 2023 للروائي والكاتب المسرحي النرويجي يون فوسه (1959) تقديرًا: "لمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يعطي صوتًا لما لا يُمكن قوله"، بحسب الأكاديمية الملكية السويدية المانحة للجائزة.
فاز ببعض هذه الجوائز كتّابٌ معروفون يحظون بشهرة واسعة، بينما ذهب بعضها الآخر إلى كتّابٍ غير معروفين لا تتجاوز شهرتهم حدود بلادهم
ووصفت الأكاديمية يون فوسه بأنه: "واحد من أكثر الكتّاب المسرحيين شهرةً وعرضًا لأعمالهم على نطاق واسع في عصرنا". وقالت إن كتاباته: "تمزج بين طبيعة خلفيته النرويجية مع التقنية الفنية – الأدبية".
واعتبرت الأكاديمية أن نثر فوسه، وأعماله الأدبية عمومًا، يكشف: "فقدان الإنسان لتوجهه"، بالإضافة إلى: "القلق الإنساني والتناقض في الجوهر البشري".
الجوائز الأدبية الفرنسية.. هيمنة نسائية
وتوِّج الكاتب الفرنسي جان باتيست أندريا بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته "Veiller sur elle" (أعتني بها) الصادرة عن دار "ليكونوكلاست"، والتي تروي قصة حب تدور أحداثها في إيطاليا زمن الفاشية. وتنافس أندريا على الجائزة مع كلٍ من إريك رينارت الذي كان الأوفر حظًا للفوز بها، وغاسبار كونيغ، ونيج سينّو.
وذهبت جائزة "رونودو"، التي تُمنح بعد الإعلان عن الفائز بجائزة "غونكور" مباشرةً، إلى الروائية الفرنسية آن سكوت عن روايتها "Les Insolents" (الوقحون) الصادرة عن دار "كالمان ليفي"، والتي تروي قصة مؤلفة موسيقية تُغادر العاصمة الفرنسية إلى مكان آخر تعيش فيه بمفردها بهدف إعادة اكتشاف نفسها.
وفاز بجائزة "ميديسيس"، فئة الرواية المكتوبة بالفرنسية، الكاتب الكندي الشاب كيفن لامبير عن روايته "Que notre joie demeure" (فلتستمر فرحتنا) التي تتناول مواضيع عديدة مرتبطة بأحوال فقراء مدينة مونتريال بكندا. أما في فئة الرواية الأجنبية، فقد مُنحت الجائزة مناصفةً لكل من الكاتبتين البرتغالية ليديا جورجي عن روايتها "Misericordia"، والكورية الجنوبية هان كانغ عن روايتها "Impossibles adieux" (الوداع المستحيل). فيما مُنحت جائزة أفضل مقالة أدبية إلى لور مورا عن كتابها "Proust, roman familial" (بروست، رواية عائلية).
وتوِّجت الكاتبة الفرنسية نيج سينّو بجائزة "فيمينا" عن روايتها "Triste tigre"، فئة الرواية الفرنسية، التي تتناول فيها موضوع العنف الجنسي من خلال سرد قصة تعرّضها للاغتصاب من قِبل زوج والدتها في طفولتها. بينما فازت الأمريكية لويز إرديتش بالجائزة في فئة الرواية الأجنبية عن روايتها "La Sentence"، التي تروي فيها قصة امرأة أمريكية من السكان الأصليين تُمضي حياتها متنقلةً بين ماضٍ موحش، وحاضر مُقلق يعج بالعنصرية.
الجوائز الإسبانية.. بين اليابان والأوروغواي
أما في إسبانيا، فقد ذهبت جائزة "ميغيل دي ثربانتس"، التي تُعد أهم وأرقى جائزة في الأدب المكتوب بالإسبانية، إلى الشاعر والروائي الإسباني لويس ماتيو دييس، الذي وصفه وزير الثقافة الإسباني بأنه: "مبتكر عوالم وأراض خيالية".
ومُنحت جائزة "أميرة أستورياس" للأدب للروائي الياباني هاروكي موراكامي، الذي أعادت لجنة تحكيم الجائزة سبب منحها له إلى كونه يتميز بـ"أدب متفرد، وصيت عالمي، وقدرة على التوفيق بين التقاليد اليابانية وإرث الثقافة الغربية في سرد طموح ومجدد"، وقدرته على التعبير عن: "بعض أعظم مواضيع وصراعات زمننا: الشعور بالوحدة، عدم اليقين الوجودي، وحشية المدن الكبرى والإرهاب".
وفازت الشاعرة الأوروغويانية تشيرتشي مايا بجائزة "فيديريكو غارثيا لوركا العالمية للشعر"، بينما كانت جائزة "بلانتا" من نصيب الكاتبة الإسبانية سونسوليس أونيغا عن روايتها "بنات الخادمة".
الفائزون بالجوائز الأدبية البريطانية والألمانية
وفي بريطانيا، حصدت رواية "ملجأ الزمن" للروائي البلغاري غيورغي غوسبودينوف جائزة "مان بوكر الدولية" التي تُمنح للروايات المترجمة إلى اللغة الإنجليزية. بينما ذهبت جائزة "مان بوكر"، النسخة المخصصة للروايات المكتوبة باللغة الإنجليزية، إلى رواية "أغنية النبي" للكاتب الإيرلندي بول لينش.
وذهبت جائزة "جورج بوشنر" الألمانية هذا العام إلى الشاعر الألماني لوتز سلر. في حين نال الكاتب الهندي تونيو شاخينغر جائزة "الكتاب الألماني"، التي تُمنح سنويًا خلال فعاليات "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب"، عن روايته "عصر حقيقي".
الجوائز الأدبية العربية
عربيًا، أعلنت "المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا"، في 13 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، عن أسماء الفائزين بجائزة "كتارا للرواية العربية" في دورتها التاسعة، حيث حصد الجائزة، في فئة الروايات العربية المنشورة، كلٌ من: المصري أشرف العشماوي عن رويته "الجمعية السرية للمواطنين"، ومواطنته رشا عدلي عن روايتها "أنت تشرق أنت تضيء"، والعُماني محمد اليحيائي عن روايته "الحرب".
ونال الجائزة في فئة "الروايات غير المنشورة": المصري رامي رأفت عن روايته "كومَالَا ابن النار.. ورحلته في ممالك الجبارين"، والسوري محمد تركي الدعفيس عن روايته "مدينة يسكنها الجنون"، والجزائري مصطفى بوري عن روايته "البروفات الأخيرة".
وفاز بجائزة "نجيب محفوظ" كلٌ من المصري إبراهيم الفرغلي عن روايته "قارئة القطار"، والفلسطيني حسن حميد عن روايته "ناغوني الصغير. بينما ذهبت جائزة "الطيب صالح"، في فئة الرواية، لكل من: الكاتبة المصرية علياء عبد المولى هيكل عن رواية "الخروج من البئر"، والكاتب السوداني منصور إدريس حسن محمد عن رواية "طحلب أزرق"، والمصري عادل سعد محمد سعد عن رواية "الكحكح وما الدنيا إلا مسرح كبير".
وفي فئة القصة القصيرة، ذهبت الجائزة إلى: الكاتب العراقي ميثم هاشم طاهر عن مجموعته "وشام النمور"، والكاتبة المصرية أميمة عز الدين عن مجموعتها "الموتى لا يستقبلون الصباح"، ومواطنتها أسماء شفيع عبد الهادي عواد عن مجموعتها القصصية "امرأة الحجر".