الفحص التقني للسيارات من أهم الإجراءات التي تفرضها تشريعات الدول بهدف معاينة المركبات والتأكد من مدى موافقتها لعدة معايير أمنية منها وبيئية، بينما الهدف من ذلك ضمان سلامة السائقين والركاب والمركبات.وغالبًا ما يتعلق فحص المركبات بأجزاء رئيسية مثل، فحص المحرك وأنظمة الرؤية الجانبية والخلفية وإطارات المركبات، والتحقق من عدم وجود أية تسربات في السوائل.
ويتم تشديد بعض المعايير خلال الفحص التقني للسيارات في بعض الدول، مثل ضرورة استخدام إطارات شتوية في المناطق التي تشهد تساقطًا للثلوج. كما يمتد الفحص الدوري للسيارات إلى الأوراق الخاصة بالسيارة، مثل رقم اللوحة ورقم الهيكل وموديل السيارة ولونها، إضافةً للوثائق الخاصة بالسائق، وأهمها رخصة القيادة، وكذلك وجود تأمين صالح على المركبة والسائق.
عادةً ما يتم فحص المركبات ضمن مراكز معتمدة من قبل الدولة.وغالبًا ما يستغرق فحص المركبة يومًا واحدًا.
الفحص التقني للسيارات متى يجرى وأهم المعايير
تختلف المدة التي يجب بعد إتمامها إجراء الفحص التقني للسيارات على حسب كل بلد، فمثلًا في السعودية يجب فحص المركبة الجديدة الخاصة بعد مرور 3 سنوات من الترخيص لها بالسير، وبعد انقضاء هذه المدة يتم فحصها مرةً واحدةً كل سنة.
وفي قطر تفحص المركبة كل سنة، وذلك بعد مرور 3 سنوات على أول تسجيلٍ لها، بينما في الإمارات يجري فحص المركبة الجديدة بعد 3 سنوات من تسجيلها، من ثم يتم فحصها كل سنة، بينما يجري فحص المركبات الخاصة التي يصل عمرها 3 سنوات أو أكثر كل سنة.
وتختلف التشريعات الناظمة لتسجيل فحص المركبات، سواء في المدة التي يتوجب فيها الفحص التقني للسيارات، أو في التعامل مع السيارات المستعملة أو الأجنبية، أو تلك المركبات التجارية والثقيلة أو غيرها.
وعادةً ما يتم فحص المركبات ضمن مراكز معتمدة من قبل الدولة. بينما غالبًا ما يستغرق فحص المركبة يومًا واحدًا. خاصة مع سرعة إجراء الفحص، وذلك عبر استخدام تقنيات حديثة تتحقق من أي عطلٍ أو شيء يخالف الشروط العامة لتسجيل المركبات.
أهم المعايير عند إجراء الفحص التقني للسيارات
هنالك العديد من المعايير التي يُعتمد عليها عند فحص المركبات، ومع أنها قد تختلف من مركبةٍ لأخرى، أو من بلد لآخر، لكن توجد بعض المعايير التي تشترك بها معظم التشريعات التي تنظم إدارة المرور والمركبات، وهي وفق ما يأتي:
-
فحص المحرك وأجزاء المركبة الأساسية
من أهم إجراءات الفحص التقني للسيارات هي فحص كتلة المحرك ، والأسطوانات والمكابس، ووعاء الزيت، وشمعات الإشعال، وعمود الحدبات، وغيرها.
-
فحص كهرباء المركبة
وهنا يتم فحص بطارية السيارة إن كانت ضعيفة أم لا، إضافةً إلى أنظمة الإغلاق الكهربائي، وفحص دوائر الكهرباء, وغيرها.
-
فحص نظام الوقود في المركبة
مثل اختبار نظام ضخ الوقود، وإجراء فحص على كل من حاقن الوقود والصمّام والفلتر والمضخة، وقياس انبعاثات العادم، وغيرها.
-
فحص أنظمة الرؤية والإضاءة
ويقصد بأنظمة الرؤية والإضافة. الفحوصات التي تركز على الإضاءة الأمامية والخلفية والجانبية والضبابية وغيرها، إضافةً إلى المرايا الخلفية والجانبية.
ويجب الانتباه في هذه الحالة من عدم استخدام التظليل أو الملصقات على المرايا أو الزجاج الأمامي أو الخلفي أو الجانبي. ففي بعض الحالات يعتبر سببًا في عدم نجاح الفحص الدوري للمركبة.
-
فحص نظام التوجيه في المركبة
سواء كان نظام التوجيه الميكانيكي أو الكهربائي أو الهيدروليكي، فإن الفحص يشمل نظام التوجيه بأجزائه، مثل عجلة القيادة والروافع والمفاصل ومحاور العجلات وغيرها.
كما يتم فحص المكابح ومدى انحراف العجلات للتحقق من مدى مطابقة المعايير المطلوبة في المركبة.
-
فحص أحزمة الأمان والمنبهات ورشاشات المياه
ويقصد بذلك إجراء فحص على معيار الأمان المحقق في المركبة، مثل وجود أحزمة الأمان ورشاشات المياه للزجاج الأمامي والمنبه والمثلث التحذيري الذي يضيء في حال تجاوزت درجة حرارة المحرك نسبة الأمان.
وتعتبر فحوصات الأمان من أهم المعايير التي يجري التدقيق عليها، فهي تتعلق بشكلٍ مباشر بمدى أمان السائق والركاب، وهي ما تدعو بعض الشركات إلى سحب مركباتها وخسارة مبالغٍ ضخمة أحيانًا بسبب أعطال فنية تتعلق بالأمان، كما حصل مع شركة تسلا في عام 2021. حيث سحبت ما يقارب 475 ألف مركبةٍ بسبب مشاكل تتعلق بالسلامة.
-
فحص نظام التحكم بالانبعاثات في المركبة
يعد نظام التحكم بالانبعاثات من أهم معايير الفحص التقني للسيارات، حيث يجري فحص هذا النظام للتأكد من فعاليته، خاصة أن معظم السيارات تعتمد على الوقود، أي أن محركاتها تعمل بنظام الاحتراق الداخلي، مما يسبب انبعاثات تؤدي إلى تلوث الهواء.
-
فحص السوائل في المركبة
مثل التحقق من وجود أية تسربات في الزيوت والسوائل الأخرى، وهو من أهم إجراءات الفحص التقني للسيارات، كما توجد طرق بسيطة لاختبار إن كان هناك تسرب أم لا، مثل استخدام مصباح مخصص للكشف عن أي تسرب في الخراطيم.
نصائح مهمة قبل فحص السيارة
هنالك عدة إرشادات ونصائح من الجيد مراعاتها من قبل أصحاب المركبات الذين اقترب موعد فحص مركباتهم، وهي وفق ما يلي:
- يجب التحقق من أضواء السيارة، بما في ذلك الأضواء الأمامية والخلفية وإشارات الانعطاف والتأكد من أنها تعمل بشكلٍ جيد.
- يجب الانتباه من وجود أي كسر في زجاج السيارة، فهو يسقط الفحص التقني للسيارات، خاصة أنه يمس في معيار الأمان.
- من الأشياء الشائعة التي تسقط السيارات خلال الفحص، هي تركيب تظليل. أو وضع ملصقات تمنع الرؤية عبر الأسطح الزجاجية، وفي حال كان التظليل موجود، فيجب ألا يتجاوز نسبةٍ معينة، مثلًا في السعودية يجب ألا يتجاوز 30%.
- تعتبر المرايا الجانبية من أهم الأجزاء التي يتم فحصها فإن كان فيها خدوش أو ملصقات تمنع الرؤية، فقد تفشل السيارة في الفحص الدوري.
- يعتمد البعض من السائقين خصوصًا إن لم يكن لديهم دراية كبيرة في المركبات، على إخضاع المركبة لفحص عند أحد المختصين قبل أن يأخذها للفحص الدوري، وذلك للتأكد من عدم وجود أية موانع قد تسبب مشكلة عند الفحص.
- التأكد من سلامة الهيكل القاعدي للسيارة "الشاسيه" فأي خدش أو لحام أو كسر فيه يؤدي إلى فشل اجتياز المركبة للفحص.
- من الإجراءات التي يجب الانتباه لها هي نسبة الكربون في العادم، ففي حال كانت مرتفعة أو كان هناك دخان كثير ناتج عند تشغيل المركبة ففي هذه الحالة لا تجتاز الفحص.
بالنهاية ينصح دائمًا بإجراء فحص تقني دوري للمركبات من أجل تحقيق السلامة أكثر من أن يكون الهدف هو اجتياز الفحص الدوري للمركبة، حيث إن بعض الأعطال قد تتطور مع مرور الوقت، وبالتالي قد تحصل مشكلة ليست بالحسبان، مثل عطل يصيب المركبة في منطقة خالية، أو حصول مكروه على الطريق العام بسبب عطل ما مما قد يسبب في حصول كارثة.ويفضّل أن يتم فحص المركبة كل مرور 6 أشهر، خاصة إن كانت المركبة قديمة بعض الشيء، وتحصل فيها أعطال متكررة.
وتقول تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2023 إن "هناك حوالي 1.19 مليون وفاة سنويًا ناجمة عن حوادث مرورية". بينما تؤكد أن تحسين الطرق ساهم في تقليل نسبة الوفيات بشكلٍ طفيف مقارنةً بين العام الماضي وما سبقه من أعوام.