أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" يوم أمس، الاثنين 7 كانون الثاني/ يناير، عن قائمتها الطويلة لدورة عام 2019، والتي ضمّت 16 رواية كانت قد صدرت في الفترة بين تمّوز/ يوليو 2017، وحتّى حزيران/ يونيو 2018.
من بين الأسماء التي ضمّتها قائمة البوكر 2019، هناك اسمان سبق وأن وصلا إلى قوائم الجائزة مرّتين
اقرأ/ي أيضًا: البوكر.. دعوة إلى المراجعة
القائمون على الجائزة ذكروا أنّ الأعمال الـ 16التي وصلت إلى قائمتها الطويلة، جرى اختيارها من بين 134 عملًا روائيًّا جرى ترشيحهُ للجائزة. أما القائمة، فجاءت كالتالي:
- "نساء بلا أثر" (دار رياض الريس) للروائيّ اللبنانيّ محمد أبي سمرا.
- "مي: ليالي إيزيس كوبيا" (دار الآداب) للروائيّ الجزائريّ واسيني الأعرج.
- "سيدات الحواس الخمس" (المؤسّسة العربية للدراسات والنشر) للأردنيّ جلال برجس.
- "بريد الليل" (دار الآداب) للبنانية هدى بركات.
- "رغوة سوداء" (دار التنوير) للإريتري حجي جابر.
- "مسرى الغرانيق في مدن العقيق" (دار الساقي) للسعودية أميمة الخميس.
- "غرب المتوسط" (المؤسّسة العربية للدراسات والنشر) للمغربيّ مبارك ربيع.
- "شمس بيضاء باردة" (دار الآداب) للأردنية كفى الزعبي.
- "أنا وحاييم" (دار ميم/ دار مسكيلياني) للجزائريّ الحبيب السائح.
- "صيف مع العدو" (منشورات ضفاف/ الاختلاف/ مجاز) للسورية شهلا العجيلي.
- "الوصايا" (الكتب خان) للمصريّ عادل عصمت.
- "النبيذة" (دار الجديد) للعراقية إنعام كجه جي.
- "بأيّ ذنب رحلت؟" (المركز الثقافي للكتاب) للمغربيّ محمد المعزوز.
- "إخوة محمد" (دار الذاكرة) للعراقية ميسلون هادي.
- "الزوجة المكسيكية" (دار الشروق) للمصرية إيمان يحيى.
- "قتلت أمي لأحياء" (دار رياض الريس) للبنانية مي منسى.
دورة أُخرى لم تُحقِّق أي مفاجآت على صعيد الأعمال والأسماء معًا. وباستثناء بعض الأسماء الجديدة، هناك أسماء لا تزال تتكرر في قوائم الجائزة عامًا بعد آخر. وإن حدث وأن غابت لدورةٍ أو أكثر، فإنّها لا تلبث أن تعود في دوراتٍ أُخرى. وفي حال غابت، فإنّ هناك أسماء أُخرى تنوب عنها.
هكذا، يكون الأمر أقرب إلى عملية تناوب لهذه الأسماء لا أكثر. فمن بين الأسماء التي ضمّتها قائمة 2019، هناك من بينها اسمان سبق وأن وصلا إلى قوائم الجائزة مرّتين، بينما وصلت 4 أسماء أخرى لمرّة واحدة. هذا الحضور، أو التكرار الذي يبدو أنّ الجائزة تتقصّد افتعالهُ منذ انطلاقتها، يحدث لأسبابٍ لا علاقة لها بالجدارة أو الاستحقاق وغيره. فمن بين قرابة 92 عملًا وصل إلى قوائم الجائزة منذ انطلاقتها، هناك ما يُقارب 37 عملًا لأسماء مُكرّرة، منها من وصلت أعماله لأربع مرّات، ومنها ثلاثة أيضًا، لتصير أسماء مكرّسة ودائمة الحضور في أروقة "البوكر" التي من المفترض أن تقدّم للقارئ العربيّ ليس أعمالًا جديدة لأسماء معروفة، إنّما أعمال جديدة لأسماء مغمورة، ما معناهُ أنّ مهمتها الأساسية تكمن في اكتشاف الأسماء الجديدة، لا اللجوء إلى الأسماء الشهيرة والمعروفة في الأوساط الثقافيّة العربيّة.
في تاريخ البوكر سقطات متكرّرة منها شبهات فساد، إضافة إلى خدمة أجندات مُختلفة، سياسيةً وشخصية
هذا الأمر، كما ذكرنا سابقًا، لا يدخل ضمن نطاق الاستحقاق والجدارة، كما يؤكّد الكثير. بل ضمن مسعى الجائزة في حيازة ثقة القرّاء العرب، باعتبار أنّ هذه الثقة تتلاشى دورةً وراء أُخرى. وبالتالي، يظنّ القائمون على جائزة "البوكر" أنّ وجود أسماء كبيرة ومشهورة ضمن قوائمها، من الممكن أن يُكسبها، عربيًا، ثقةً أكبر، ويُحسّن من صورتها ويجمّلها في الوسط الثقافيّ العربيّ. إنّهم ببساطة يستغلّون هذه الأسماء في منح الجائزة روحًا جديدة، أو إعادة إحيائها بعد سقطاتها المتكرّرة التي دوّنت في تاريخها الذي بات مليئًا بالفساد وخدمة أجندات مُختلفة، سياسيةً كانت أو غير ذلك.
اقرأ/ي أيضًا: اقتصاد البرستيج: الجوائز في العالم العربي
في هذا السياق، هناك ما يبدو أنّ الجائزة تقصّدت افتعاله في دورتها هذه، وهو وصول روايات لـ 7 كاتبات إلى قائمتها الطويلة، ما يُعدّ رقمًا قياسيًا في تاريخ الجائزة، إذ لم يحدث وأن ضمّت قوائم الدورات السابقة رقمًا كهذا إطلاقًا. الأمر الذي يراه البعض لم يأتي من باب الصدفة إطلاقًا. وككلّ الدورات السابقة، لم تعد تحظى "البوكر" باهتمام القرّاء العرب كما حلمت، ولا يبدو أنّ عدد من كان ينتظر إعلان قوائمها في السنوات السابقة لا يزال على حاله الآن.
اقرأ/ي أيضًا: