يحيي اللبنانيون عيد الأضحى هذا العام، وهم يعيشون أزمة اقتصادية خانقة، تترافق مع استمرار الشلل الحكومي نتيجة للخلافات السياسية، والتخوف من تدهور الوضع الأمني في ظل التوترات التي تعيشها المنطقة.
ينقسم المسلمون اللبنانيون كعادتهم في الاحتفال بالعيد، بسبب اختلاف مرجعياتهم الدينية في تحديد يوم العيد
وينقسم المسلمون اللبنانيون كعادتهم في الاحتفال بالعيد، بسبب اختلاف مرجعياتهم الدينية في تحديد يوم العيد، بين من يتّبع السعودية ومن يتبع المراجع المحلية والعراقية والإيرانية، علمًا بأن عيد الأضحى يعتبر مناسبة إسلامية جامعة من حيث المبدأ، حيث تحتفل فيه كل الطوائف المسلمة في لبنان بما فيها طائفة الموحدين الدروز التي لا تتشارك باقي المسلمين كل أعيادهم.
اقرأ/ي أيضًا: في سوريا.. الأضحية حاضرة رغم الحصار والغلاء!
عادات وتقاليد مرتبطة بعيد الأضحى
وكما في العديد من الدول العربية، يُسمى العيد الأضحى في لبنان بالعيد الكبير، لأن عطلته تمتد لأربعة أيام، فيما يُسمى عيد الفطر بالعيد الصغير وعطلته ثلاثة أيام.
يشتري اللبنانيون ثيابًا جديدة لأولادهم استعدادًا للعيد، ويحضّرون حلوى المعمول التي تُوزع صبيحة العيد. وتختص بعض المناطق اللبنانية بمأكولات محددة ذلك اليوم، فمثلًا، في طرابلس شمال لبنان، يتم تحضير ورق العنب المحشي ليلة العيد ويتناولونه صباحًا، حيث تمًل رائحته أرجاء المدينة. أما أهل بيروت فيكون غداءهم غالبًا هو الملوخية أو "المغربية" يوم العيد.
ولأن العيد مرتبط بالأضاحي بشكل أساسي، فإن عددًا كبيرًا من العائلات في القرى والجبل، يجتمعون يوم العيد للتضحية ثم الشوي، فيملأ دخان اللحم المشوي الأرجاء.
يستيقظ اللبنانيون صبيحة العيد باكرًا جدًا، يذهبون لزيارة المقابر، ثم يقصد الرجال المساجد لتأدية صلاة العيد، ويستمعون لخطبة العيد من إمام المسجد.
يتبادل الأهل والأقارب الزيارات ويقدمون المباركات والتمنيات بالخير والصحة، ويحصل الأطفال على العيديات، إضافة إلى قطع الحلوى، وتحضر النساء أنواعًا مختلفة من الحلوى وتقوم الأسر بتبادلها في ما بينها.
ويقصد عدد من الاهالي المطاعم والمقاهي خلال أيام العيد، يتناولون الطعام ويدخنون النارجيلة، فيما تنصُب البلديات والجمعيات المراجيح والألعاب للأطفال، وتكثر النشاطات الترفيهية والفنية، كما يتم تزيين المساجد والشوارع بالزينة والشموع، وتعلٌق اللافتات المرحبة بالعيد، وتلك التي تتمنى الحج المبرور والسعي المشكور لحجاج البيت الحرام.
مظاهر العيد لم تعد كم كانت في السابق
ثورة الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي، حدّت بشكل كبير من مظاهر العيد التقليدية، فبات الناس يعايدون بعضهم من خلال الرسائل والمنشورات عوضًا عن الزيارات العائلية، ولم يعد الأطفال يتحمسون كثيرًا لفكرة زيارة أقربائهم بل يفضلون قضاء أوقاتهم أمام شاشات هواتفهم.
كما أن الاجتماعات العائلية بدأت تنحسر إلى حد ما، في ظل تفكك الروابط الأسرية مع الوقت، وغياب السلطة الأبوية التي كانت سائدة في السابق.
فيما تكاد تنقرض الأغاني والأهازيج المرتبطة بالعيد، والتي تعد جزءًا من الذاكرة الشعبية الجماعية، والتي كان أبرزها ترديد الأطفال في يوم وقفة عرفة: "بكرا العيد ومنعيّد.. ومندبح بقرة السيد".
أزمة اقتصادية
بالرغم من تزامن عيد الأضحى مع العطلة الصيفية، واكتظاظ البلد بالمغتربين اللبنانيين الذين يمضون إجازتهم في لبنان، فإن الوضع الاقتصادي السيء يرخي بظلاله ويؤثر بشكل واضح على الحركة التجارية.
يرخي الوضع الاقتصادي السيء بظلاله، ويؤثر بشكل واضح على التجارية في لبنان، حتى في مواسم الأجازات والأعياد
ويتذمر أصحاب المحلات والمؤسسات التجارية من التراجع الكبير في المبيعات هذا العام، وعزوف الناس عن شراء الكثير من الأصناف المرتبطة بالعيد، نتيجة للأزمة الاقتصادية، خاصة مع تزايد الحديث عن "أيام سوداء" قادمة على المستوى المالي، والشكوك حول صمود سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي.
اقرأ/ي أيضًا: