ناشدت منظمات إنسانية السماح بوصول المساعدات إلى السودان، مع حضور خطر المجاعة بشكلٍ متزايد، في ظل تعطيل الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عمل المنظمات الإنسانية ومنع تقديم المساعدات.
وحذّرت 19 منظمة إنسانية عالمية، من بينها 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة من مجاعة وشيكة بالسودان. وفي بيان مشترك نقله موقع "أخبار الأمم المتحدة"، أمس الجمعة، ورد أنّ "زيادة العقبات أمام تقديم المساعدات بصورة سريعة وواسعة النطاق تعني أن مزيدًا من الناس سيموتون".
ودعا البيان "الجيش السوداني كما قوات الدعم السريع إلى حماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واعتماد وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد".
وأوضح البيان، أنه على الرغم من الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، لا يزال عمال الإغاثة يواجهون "عوائق منهجية وحرمان متعمد من الوصول من قبل أطراف النزاع"، وفقًا للبيان المشترك للمنظمات الإنسانية.
من جهته، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" يانس لاركيه، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، أمس الجمعة: إن "المجاعة من المرجح أن تترسخ في أجزاء كبيرة من البلاد، وسوف يفر المزيد من الناس إلى البلدان المجاورة، وسيتعرض الأطفال للمرض وسوء التغذية، وستواجه النساء والفتيات المزيد من المعاناة والمخاطر".
وأكد المسؤول الأممي: أنّ "نحو 18 مليون شخص في البلاد يعانون بالفعل من الجوع الشديد، ويعاني 3.6 مليون طفل من سوء التغذية الحاد"، وأضاف: أنّ "هؤلاء الأطفال معرضون لخطر شديد، لأنهم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 10 إلى 11 مرة مقارنة باليافعين الذين يتلقون ما يكفي من الطعام".
قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا": إن "المجاعة من المرجح أن تترسخ في أجزاء كبيرة من السودان"
وأكد لاركيه على أنّ "التنقلات عبر خطوط النزاع إلى أجزاء من الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان قد توقفت منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر، وأنه في شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل من هذا العام، حُرم ما يقرب من 860 ألف شخص من المساعدات الإنسانية في هذه المناطق".
وأوضح: أن "ظروف توصيل المساعدات سيئة وخطيرة للغاية"، مشددًا على أنّ "عمال الإغاثة يتعرضون للقتل والإصابة والمضايقات، بينما تُنهَب الإمدادات الإنسانية". زيادة على ذلك، أدى إغلاق معبر أدري الحدودي من تشاد إلى غرب دارفور، في شباط/فبراير، إلى خفض إيصال المساعدات في دارفور إلى مستوى "هزيل".
ولفت المسؤول الأممي، إلى أنهم يريدون أن "يجد هذين الجنرالين [البرهان وحميدتي] طريقة لحل خلافاتهما، ليس عن طريق العنف، الذي يقتل ويشوه ويتسبب في اغتصاب مئات الآلاف من الأشخاص في السودان، ولكن أن يفعلوا ذلك بطريقة أخرى"، في إشارة إلى قادة الصراع في السودان، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
بالمقابل، تمكنت شاحنات برنامج الأغذية العالمي من دخول السودان من تشاد عبر معبر الطينة الحدودي. وذكرت الوكالة الأممية أنه تم نقل 1200 طن من الإمدادات الغذائية لنحو 116 ألف شخص في أنحاء إقليم دارفور.
وأكدت ليني كنزلي من برنامج الأغذية العالمي بالسودان: أنّ "القوافل المتجهة إلى وسط دارفور وصلت إلى وجهتها النهائية، في حين أن القوافل المتوجهة إلى 12 وجهة في جنوب دارفور، بما في ذلك مخيمات النازحين في نيالا، لا تزال في مرحلة العبور".
يشار إلى أنّ الأمم المتحدة قد حذرت، منتصف الشهر الماضي، من أن الملايين في جنوب السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي في الأشهر القادمة.
وأوضح المكتب الأممي أن ما يصل إلى تسعة ملايين شخص في جنوب السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، منوهًا إلى تأثر هؤلاء السكان بضغوط متزايدة تسببت بها الحرب في السودان.