أيامٌ قليلة وتستضيف دولة قطر النسخة ال22 من كأس العالم ، وينتظر عشاق المستديرة بفارغ الصبر بداية الحدث الكروي العالمي الذي سيلعب لأول مرة في الشتاء.
ضمًت المجموعة الأولى منتخبات قطر وهولندا والسنغال والإكوادور، حيث يسعى منتخب العنابي لتجاوز دور المجموعات على الرغم من قوة منتخبات مجموعته، إذ يتعين عليه الفوز على الإكوادور والسنغال بطلة أفريقيا، وإلا سيذهب لمباراته الثالثة ضد منتخب الطواحين مطالباً بتحقيق نتيجة إيجابية. فيما يلي سنستعرض منتخبات المجموعة الأولى وحظوظ كل منها في تجاوز الدور الأول.
منتخب قطر
يسعى منتخب العنابي لكتابة تاريخ جديد للكرة القطرية، عبر مشاركته الأولى في كأس العالم، منتخب قطر بدأ استعداداته للمونديال قبل 12 عام، وتحديداً عندما فاز الملف القطري بشرف استضافة العرس العالمي، فقدمت اكاديمية إسباير دورًا بارزًا في تطوير القواعد، حتى الأندية القطرية لم تبخل باستقطاب كبار اللاعبين لصقل المواهب المحلية، فأتت ثمرات النجاح بعد فوز منتخب الشباب بكأس آسيا تحت 19 سنة، والفريق الأول ببطولة غرب آسيا وكأس الخليج عام 2014.
جاء عام 2019 حيث وصل المنتخب القطري إلى هدفه، عندما توًج بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، بمشوار مثالي خضع له أعتى كبار القارة، واعتمد منتخب العنابي على العناصر الشابة التي تابع معها تحضيراته، بمشاركته بالكأس الذهبية، وكوبا أميركا وتصفيات أوروبا.
لا يملك منتخب قطر سجلاً تاريخياً ضد خصومه في المجموعة، فلم يسبق له اللعب ضد هولندا أو السنغال، لكنه يحمل في جعبته مواجهات ودية ضد منتخبات أوروبا وأفريقيا، ففاز على سويسرا وصربيا وروسيا والسويد وسلوفينيا، بالمقابل خسر أمام تركيا وبلجيكا وكرواتيا وويلز وساحل العاج وزيمبابوي ومالي والكونغو، وحده منتخب الإكوادور الذي قابله العنابي ثلاث مرات وحقق فوز وتعادل وخسارة.
سيسعى مدرب الفريق الإسباني فيليكس سانشيز للظهور بشكل جيد، معتمداً على عدد من نجوم الفريق كأكرم عفيف والمعز علي وحسن الهيدوس وبيدرو ميغيل.
منتخب هولندا
يعد المنتخب الهولندي واحداً من أفضل المنتخبات في العالم عبر التاريخ، حيث يمتلك منتخب الطواحين أسلوب لعب خاص بهم، يعتمد على الاستحواذ واللعب الشامل، وعلى الرغم من ذلك لم يفلح الهولنديون بالظفر بكأس العالم، فخسروا النهائي ثلاث مرّات، كانت أولها أمام ألمانيا الغربية عام 1974، وأمام الأرجنتين عام 1978، ونهائي 2010 أمام إسبانيا بهدف إنييستا القاتل.
سيحاول مدرب المنتخب فان خال إظهار هوية المنتخب الحقيقية بالاعتماد على عدد من الأسماء الشابة التي يسطع نجمها، كالمدافع فان ديك وفرانكي دي يونغ وممفيس ديباي وفينالدوم، ويعرف منتخب الطواحين أن عشاقهم لن ترضى بأقل من النقاط التسع الكاملة في دور المجموعات.
أما عن تاريخ لقاءات المنتخب البرتقالي مع باقي فرق مجموعته، لعب المنتخب الهولندي ضد الإكوداور في مناسبتين وديتين فاز بواحدة وتعادل في الثانية، فيما لم يسبق له اللعب ضد قطر أو السنغال، ويملك منتخب الطواحين سجلاً حافلًا أمام خصومه في آسيا وأفريقيا، حيث انتصر في 6 لقاءات من أصل سبعة أمام منتخبات آسيا، وحدها اليابان التي حققت التعادل، فيما لعب الهولنديون 9 لقاءات مع منتخبات القارة السمراء، خسروا في ودية أمام جيل المغرب الذهبي عام 1999، وتعادلوا مع تونس وغانا، وفازوا في بقية المواجهات.
منتخب السنغال
بعد تتويجه بلقب كأس إفريقيا على حساب المنتخب المصري، سيحاول منتخب السنغال إعادة شيء من هيبة القارة السمراء، أو حتى تذكير المتابعين بمنتخب أسود التيرانجا الذي هزم المنتخب الفرنسي، في مونديال 2002 ووصل لدور الثمانية، لكن مشاركته الأخيرة في مونديال 2018 اقتصرت على دور المجموعات فقط.
وتعرض مدرب المنتخب أليو سيسيه لكثير من الانتقادات، بسبب عدم توظيف نجوم فريقه بالشكل الصحيح، حيث يملك منتخب السنغال لاعبين مميزين ينشطون في الدوريات الكبرى، كالحارس مينيدي وكوليبالي وبوناسار وساليو سيس.
بالرغم من ذلك قبل أليو سيسيه التحدي وتمكن من التأهل لنهائي أمم أفريقيا 2019، لكنه خسر أمام الجزائر بهدف نظيف، ليعود مرة أخرى ويلعب نهائي النسخة التالية أمام مصر، ويتوًج باللقب للمرة الأولى في تاريخه.
وستكون المحطة التالية للمدرب السنغالي ذات شيفرة صعبة، فعليه تحقيق نتيجة إيجابية في مباراته الافتتاحية ضد هولندا، ثم فوز على الأقل من مباراة قطر أو الإكوادور، كلّ ذلك يحصل مع احتمال كبير لعدم مشاركة النجم الأوّل ساديو ماني بالمونديال بسبب الإصابة.
منتخب الإكوادور
تأهل المنتخب الإكوادوري بعد أن خطف البطاقة الرابعة في تصفيات قارة أميركا الجنوبية، برصيد 26 نقطة وبفارق نقطتين عن البيرو صاحبة المركز الخامس.
لا يملك منتخب الإكوادور أرقاماً في البطولات التي شارك بها سواء القارية منها أو العالمية، حيث تعود أول مشاركة له في كأس العالم لعام 2002 في مونديال كوريا واليابان، عندها انتهت مغامرته قبل أن تبدأ في دوري المجموعات، لكنه في مونديال ألمانيا 2006 تمكن من الوصول لدور ال16، عندما حلً خلف ألمانيا ، قبل خروجه على يد الإنجليز في الدور ثمن النهائي.
يسعى مدرب الفريق السيد غوستافو الفارو لتحقيق نتيجة إيجابية تسجل حضوراً أفضل من سابقتها، ويعتمد غوستافو على مجموعة من اللاعبين الشباب الذين ينشطون في أندية من الصف الثالث أوروبياً، مثل فالينسيا مهاجم فنربخشة التركي ولاعب خط الوسط كايسيدو الذي يلعب لبرايتون الإنجليزي، والمدافع ألبوريدا لاعب ساوباولو.
بالمجمل تعتبر فرق المجموعة الأولى ذات مستوى متقارب مع فرصة أقل لمنتخب الإكوادور، الذي يمكن أن يبعثر أوراق المجموعة، في حال تحقيقه لنتيجة إيجابية واحدة، وخصوصاً أنه سيلعب أول مباراة في البطولة ضد المنتخب القطري المستضيف.
أما منتخب هولندا فعليه تجاوز افتتاحية مبارياته أمام السنغال بدون أخطاء، وستكون النقاط الثلاث مهمة للابتعاد عن سيناريو المفاجآت. تميل الترشيحات في هذه المجموعة لمنتخبي هولندا وقطر، اللذان سيلعبان ضد بعضهما في الجولة الثالثة.