10-يناير-2024
شهداء في رفح رغم الإدعاءات الإسرائيلية بأن المنطقة آمنة (GETTY)

شهداء في رفح رغم المزاعم الإسرائيلية بأن المنطقة آمنة (GETTY)

على الرغم من إعلان إسرائيل دخولها "مرحلة جديدة "من عدوانها على قطاع غزة، تشمل تخفيضًا لوتيرة القصف، والتركيز على العمليات "الجراحية"، مع السماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل أوسع، إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى حالة مغايرة، للتصريح الإسرائيلي.

ويشير تقرير لوكالة "رويترز"، إلى أن الفلسطينيين لا يرون سوى القليل من "الراحة" في هذه التصريحات، جراء القصف الإسرائيلي المستمر، الذي دمر غزة. ورغم التأكيدات الأمريكية بضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين خلال المرحلة الجديدة من العملية العسكرية الحالية.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الخميس الماضي، إن "الجيش سينتقل إلى نهج قتالي جديد، مع حملة جوية أقل كثافة"، بعد أن قال في وقت سابق إنه سيبدأ في سحب بعض القوات من قطاع غزة.

الفلسطينيين لا يرون سوى القليل من الراحة جراء القصف الإسرائيلي المستمر، الذي دمر غزة. رغم التأكيدات الأمريكية بضرورة حماية المدنيين خلال المرحلة الجديدة من العملية العسكرية الحالية

ومع ذلك، لا تزال العائلات الفلسطينية تسارع إلى مستشفيات قطاع غزة كل صباح، وتحمل أبناءها المصابين أثناء القصف الليلي، وتتحدث "رويترز"، عن أن العنابر، وممرات المستشفيات مكتظة بالجرحى، كما يصل عمال الإنقاذ مع الجثث التي تم إخراجها من المباني المدمرة.

ويقول شحادة طابش عند وصوله إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس، بعد أن فقد ابنة أخته، وابن عمه في غارة جوية: "أي شيء مؤثر مستهدف في فلسطين، وفي غزة على وجه الخصوص".

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الثلاثاء، أن 126 شخصًا استشهدوا خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 23210 شهيد. كما أن هناك الآلاف من الشهداء لا تزال جثثهم ملقاة في المناطق الخطرة وتحت الأنقاض، ولم تظهر في كشوف الشهداء.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قبل زيارته الحالية للمنطقة، ولقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى أن هناك "ضرورة مطلقة من "إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لتجنب المزيد من الأذى للمدنيين، وحماية البنية التحتية المدنية في غزة ". لكن بالنسبة للعديد من سكان غزة، ومعظمهم الآن دون مأوى بعد ثلاثة أشهر من القصف الذي دمر المباني السكنية، والمدارس، والمستشفيات، وحتى المقابر، تبدو هذه الكلمات جوفاء.

وقال أخصائي تكنولوجيا المعلومات من مدينة غزة، شعبان عابد، الذي نزح أولًا إلى خان يونس، ثم إلى رفح مع أطفاله الخمسة: "نحن نتعرض للقصف من قبل طائرات أمريكية الصنع، والأسلحة الأمريكية، لذا ندعو بلينكن ليوقف هذا الهراء".

ومنذ وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة، لم يتوقف القصف على غزة، وعلى رفح، التي من المفترض أن تكون منطقة أمنة، "ألا يراها؟" تساءل عابد.

من جهته، يقول الجيش الإسرائيلي، إن على المدنيين الفلسطينيين ألا يحاولوا العودة إلى منازلهم في شمال غزة، حيث بدأ هجومه في تشرين الأول/أكتوبر، كما قام بتوسيع عملياته العسكرية في خان يونس في الجنوب.

وبعد أن أمرت إسرائيل جميع المدنيين بمغادرة شمال غزة، لجأ الكثيرون إلى الجنوب، على الرغم من أنها استمرت في قصف تلك المنطقة أيضًا. ومنذ ذلك الحين، غزت قواتها البرية الجنوب، مما دفع الفلسطينيين النازحين إلى مخيمات أكثر ازدحامًا في المنطقة الحدودية المتاخمة لمصر.

قصف إسرائيلي لرفح

وفي خان يونس، يقول عبد الجابر محمد الفرا البالغ من العمر 8 سنوات، إنه ووالده وشقيقه الأصغر، فروا من منزلهم دون أن يأخذوا أي شيء، وأطلقت عليهم القوات الإسرائيلية النار أثناء بحثهم عن مأوى في المستشفى الأوروبي.

وأضاف: "سمعنا صوت الدبابات في الشارع. ركضنا. رأينا قوات سيرًا على الأقدام. اختبأنا خلف جدار. بدأ الجندي في إطلاق النار على الحائط"، وتابع: "لقد غادرنا بدون أي شيء".

وتنضم عائلة الفرا إلى مجموعة ضخمة من النازحين غير القادرين على العودة إلى ديارهم، وتعتمد كليًا على إمدادات المساعدات التي لا تكفي، ولا ترى نهاية للحرب.

وفي مخيم مؤقت بالقرب من المستشفى، حيث تبحث عائلة الفرا الآن عن مأوى، قال يوسف سالم حجازي إن منزل عائلته في الشمال قد دمر. ومع ذلك، فإنهم يريدون العودة إلى هناك لوضع خيمة فوق الأنقاض والبدء في تجميع حياتهم معًا.

قال أخصائي تكنولوجيا المعلومات من مدينة غزة، شعبان آباد، الذي نزح أولًا إلى خان يونس، ثم إلى رفح مع أطفاله الخمسة: "نحن نتعرض للقصف من قبل طائرات أمريكية الصنع، والأسلحة الأمريكية، لذا ندعو بلينكن ليوقف هذا الهراء"

وعلق حجازي على كلام بلينكن الذي حث إسرائيل على تخفيف هجومها والسماح للمدنيين بالعودة إلى ديارهم، قائلًا: "كانت موضع ترحيب. لكننا نسمع كلماته عبثًا. لا نرى شيئًا. نحن نتابع الأخبار، ولا نرى شيئًا نبني عليه أي أمل في الواقع. لا نرى أي بصيص".