قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ ساعات فجر، أمس الاثنين، حرب ترهيب وتهجير قسري بحق سكان مدينة غزة وشمالها، في ظل محاولته الدفع بموجة نزوح قسرية أخرى ضخمة على وقع الهجمات العسكرية والغارات الشديدة التي يشنها في قطاع غزة منذ تسعة أشهر.
وأشار في تقرير صدر، اليوم الثلاثاء، إلى توثيقه نزوح عشرات الآلاف من أهالي غزة من مناطق متعددة في المدينة، وأضاف أن السكان النازحين قد أصبحوا في العراء بفرض الأمر الواقع من دون توفير أي ممرات للنزوح الآمن، أو مكانًا آمن يلجؤوا إليه.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن عمليات النزوح تمت في ظل تضارب توجيهات الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال في مناطق واسعة في غزة، وذلك بالتزامن مع تواصل حرب التجويع والقتل العمدي والعشوائي المنهجية وواسعة النطاق ضد المدنيين الفلسطينيين داخل القطاع.
وأضاف أن جيش الاحتلال أطلق عملية عسكرية بالتوغل البري في مناطق جنوب غربي مدينة غزة المكتظة بعشرات الآلاف من النازحين، وذلك بعد ساعات قليلة من طلبه من سكان أحياء (التفاح، الدرج، والشجاعية) شرقي المدينة، بالتوجه لتلك المناطق المستهدفة.
وأعرب المرصد الأورومتوسطي عن بالغ قلقه إزاء تواتر التقارير عن عشرات القتلى والجرحى بفعل مباغتة الجيش الإسرائيلي النازحين قسرًا من سكان مدينة غزة دون سابق إنذار، وتضارب توجيهات الإخلاء، خلال توغله بشكل مفاجئ في شرق مدينة غزة ومن ثم في الأحياء الجنوبية الغربية بالمدينة، تحت غطاء ناري كثيف استهدف طرقات ومنازل ومباني سكنية.
قال المرصد الأورومتوسطي إنه رصد سلسلة غارات إسرائيلية بعشرات الأحزمة النارية وإطلاق القذائف المدفعية، بالتزامن مع التوغل البري المستمر في مناطق واسعة من مدينة غزة
وقال المرصد الأورومتوسطي إنه رصد سلسلة غارات إسرائيلية بعشرات الأحزمة النارية وإطلاق القذائف المدفعية، بالتزامن مع التوغل البري المستمر في مناطق واسعة من مدينة غزة، والتي تخللها حملات دهم وتفتيش واعتقال للمدنيين فضلًا عن جرائم قتل، مما ما يثير المزيد من المخاوف من خطط الجيش توسيع عملياته البرية وتصعيد حرب التهجير القسري إلى مناطق وسط وجنوب القطاع المكتظة بالسكان.
وشدد التقرير على أن دولة الاحتلال "كانت ولا تزال تتبنى سياسة منهجية باستهداف المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، أينما كانوا، وحرمانهم من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء"، مشددًا على أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد "بالقتل والتجويع فرض التهجير القسري على سكان قطاع غزة وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية بما في ذلك استهداف مقرات الأمم المتحدة ومراكز الإيواء التابعة لها، واقتراف جرائم قتل جماعية فيها".
وأكد المرصد الأورومتوسطي على أن تتبع منهجية القصف الإسرائيلي يشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، من خلال استمرار القصف على امتداد القطاع والتركيز على استهداف مراكز الإيواء في مدارس ومقرات الأونروا.
وطالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وفرض العقوبات الفعالة على إسرائيل، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، كما حث المحكمة الجنائية الدولية على الإسراع في إصدار مذكرات إلقاء القبض ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وتُقدر الأمم المتحدة ارتفاع عدد النازحين داخل قطاع غزة من 1.7 إلى 1.9 مليون نسمة، مما يشير إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص تحولوا إلى نازحين داخل قطاع غزة لعدّة مرات، وكانت جميع عمليات النزوح مدفوعةً بأوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في أوقات مختلفة.