ألترا صوت – فريق التحرير
يبدو أنّ الرّياضة والثّقافة باتتا أقدر من السّياسة على التّقريب بين دول الفضاء المغاربي، في ظلّ تشنّجات سياسية مزمنة حالت دون تجسيد مشروع الاتحاد منذ الإعلان عنه في الجزائر عام 1988. فبعد مونديال روسيا، حيث كانت مساندة الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا لملفّ ترشّح المغرب لاحتضان فعاليات مونديال 2026، بما ترك أثرًا طيّبًا في الشّارع المغربي، خاصّة بعد تصويت الإمارات والسّعودية لصالح الملفّ الأمريكي المنافس، ها هو المسرح يدشّن خطوة في اتجاه كسر الحدود المغاربية.
سيتمّ تأسيس مدرسة الممثّل في كلّ من المسرح الوطني الجزائري والمسرح المغربي، اقتداء بالتّجربة التّونسية
إذ أقدم كلّ من مدير المسرح الوطني الجزائري محمّد يحياوي ومدير المسارح في وزارة الثّقافة المغربية محمّد أفندي ومدير المسرح الوطني التّونسي فاضل الجعايبي، في الجزائر العاصمة، على إمضاء اتفاقية تعاون مسرحي بين المشاهد المسرحية الثّلاثة.
اقرأ/ي أيضًا: إدريس بن شرنين.. عفريت المسرح الجزائري
تضمّنت الاتفاقية العمل على خلق فرص جادّة في التّكوين المسرحي، يستفيد منها ممارسو المسرح في الدّول الثّلاث، في ظلّ ندرة الفضاءات والمعاهد والمنابر المتخصّصة في هذا الباب. إلى جانب خلق المناخات المناسبة لبعث إنتاجات مسرحية مشتركة، إذ يندر أيضًا أن نجد عروضًا مسرحية كانت ثمرة لالتقاء الكفاءات المغاربية فيها. والعمل على أن تستقبل الفضاءات المسرحية في كلّ بلد عروضًا من البلدين الآخرين.
في السّياق، سيتمّ تأسيس مدرسة الممثّل في كلّ من المسرح الوطني الجزائري والمسرح المغربي، اقتداء بالتّجربة التّونسية. بالموازاة مع إقامة ورشات تكوينية قصيرة المدى للممثّلين والتّقنيين، واستضافة ممثلين شباب موفدين من طرف المسرح الوطني الجزائري والمسرح الوطني المغربي، في مدرسة الممثل التونسية التي ستأخذ صبغة مغاربية.
وتتجسّد روح التّعاون المسرحي المغاربي أكثر في مشروع تأسيس مهرجان مغاربي بين شهري شباط/فبراير وآذار/مارس من كلّ سنة. وستحتضن الجزائر أولى طبعاته في 2019، ليتنقل في السّنوات المقبلة إلى البلدان المشاركة دوريًا، كما سيتمّ التّحضير لوضع القانون الأساسي للمهرجان للمصادقة عليه في الجلسات القادمة التي ستعقد في تونس والمغرب.
يقول المخرج جمال قرمي رئيس الدّائرة الفنّية والمكلّف بتسيير دائرة الاتصال والبرمجة والتوزيع بالمسرح الوطني الجزائري لـ"الترا صوت" إنّ الدّول الثلاث راكمت تجارب مسرحية في العقود السّبعة الأخيرة، "وقد حان الوقت لأن تلتقي في مضمار التّكامل والتّنسيق لتكريس الهوّية المغربية في الفنّ الرّابع، علّها تكون مقدّمة لخلق مبادرات شبيهة في قطاعات أخرى". يختم: "فشلنا في إحداث التّقارب باسم السّياسة، فلنمح للفعل الثّقافي فرصة أن يفعل ذلك".
اقرأ/ي أيضًا: