01-مايو-2017

من صفحة بلافيش (فيسبوك)

أثار حفل الموسيقار المصري عمر خيرت الأخير في السعودية الكثير من الجدل، ليس فقط بسبب طلب إدارة الحفل من العازفات وضع الحجاب على المسرح، وهو ما رفضته العازفات ولم يسافرن مع الفرقة بسببه، بل لسبب آخر وهو غلاء أسعار تذاكر الحفل، الذي أقيم داخل جمان بارك، في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في شهر آذار/مارس الماضي.

وصل ثمن تذكرة حفل عمر خيرت في السعودية، إلى ما يقارب 600 دولار أمريكي للشخص الواحد

فقد وصل ثمن تذكرة الدخول للشخص الواحد ما يقارب 600 دولار أمريكي. وهو ما أثار استياء الجمهور الذي كان على موعد مع الحفل الأول من نوعه في المملكة، وعلى أثره دشن مستخدمو موقع "تويتر" هاشتاغ #قاطعوا_الترفيه_الطبقي. ورد الموسيقار عمر خيرت على جدال تذاكر حفلته بأنه غير معني بأسعار التذاكر فهذا شأن منسقي ومنظمي الحفلات، ولو عاد الأمر إليه، لفتح باب الدخول إلى الحفل مجانًا.

اقرأ/ي أيضًا: "كوما كافيه".. وكر الفن السوري في هامبورغ

تلك الحادثة ليست الأولى من نوعها في البلاد العربية. ففي الأردن، وتحديدًا في حفلات "مهرجان القلعة" في عمان، العام الماضي، وصل سعر بطاقة الدخول إلى حفل الفنان اللبناني مارسيل خليفة إلى 120 دينارًا أردنيًا، أي ما يعادل 170 دولارًا أمريكيًا. أما في مصر، فقد وصل سعر بطاقة حفل المطربة ماجدة الرومي إلى ما يقارب 2000 جنيه مصري في حفلتها التي أقيمت في القاهرة العام الماضي. ويتجدد مع تلك الحالات الحديث حول أسعار تذاكر حفلات الفنانين الذين يقدمون موسيقى مختلفة لا تعتمد على شركات إنتاج الموسيقى التجارية، والتي بات يعرّفها الجمهور العربي كموسيقى مختلفة شكلًا ومضمونًا عن السائد التجاري، كما شكلت تلك الموسيقى ملاذًا سمعيًا إن صح التعبير، لجمهورٍ يبحث عن شكل موسيقي يشبهه ويشبه واقعه ولا يبتعد به نحو الخيال. 

كتب بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن غضبهم من أسعار تلك الحفلات، التي لايجدون من حضورها جدوى على حد قول أحدهم، فيما علق آخر: "هل سأدفع مئة دولار لأسمع أغنية وين الملايين لجوليا بطرس"، بينما رأى آخرون بأن تلك الحفلات تتوجه لفئة معينة من الأغنياء وتبتعد شيئًا فشيئًا عن ذوي الدخل المحدود.

طالت حمى الغلاء هذه فرق الموسيقى المستقلة ومغنيها، أو "الأندرغراوند" الأصغر سنًا، والمحبوبين لدى نطاق واسع من الشباب العربي. وإن كانت تذاكر دخول الحفلات الموسيقية لهؤلاء لا تنافس أسعار تذاكر حفلات مارسيل خليفة وماجدة الرومي وجوليا بطرس وغيرهم، إلاّ أنها قد تكون مشكلة كبيرة أيضًا بالنسبة لمحبي تلك الفرق الشبابية ومتابعيها. حيث أثارت أسعار التذاكر الخاصة بحفل فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية أكثر من مرة جدلًا واعتراضًا كبيرين، فقد وصل سعر التذكرة الواحدة إلى 350 جنيه مصري، وهو ما تسبب أحيانًا بمقاطعة عدد كبير من معجبي ومحبي الفرقة للحفل، وغيرها من الحفلات التي تجاوزت في أسعارها ما لا يقوى عليه الجمهور.

في الأردن، وصل سعر بطاقة الدخول إلى حفل الفنان اللبناني مارسيل خليفة إلى 170 دولارًا أمريكيًا

وقد بلغ سعر تذكرة حفلة الفنانة الجزائرية سعاد ماسي الأخيرة، التي أقامتها هذا الشهر في القاهرة 400 جنيه مصري، الأمر الذي أحبط محبيها وأثار سخطهم، فسارعوا يكتبون التعليقات الساخرة والغاضبة على صفحاتهم في فيسبوك، والتي تبين بأن عددًا كبيرًا منهم لم يستطع حضور الحفل. تتوفر غالبية الألبومات الموسيقية لفرق موسيقى الأندرغراوند العربية على يوتيوب وساوند كلاوند، لكن المشكلة تبدأ عند التفكير بحضور حفل الفنان المفضل مباشرةً، بعد أن صارت التذكرة تكلف ما لا يقدر الطلاب والموظفون أصحاب الدخل المحدود على دفعه، كما أخذ البعض على فناني الأندرغراوند تنافسهم على أسعار التذاكر مع نجوم البوب التجاري في غلاء سعرها، وبالتالي صعوبة الحصول عليها.

اقرأ/ي أيضًا: توم وايتس.. سريالي فوق العادة‬

هناك الكثيرون ممن لا يجدون مشكلة في غلاء أسعار تذاكر حفلات تلك الفرق، معللين ذلك بأن غالبية فرق الأندرغراوند العربية تلجأ إلى الإنتاج الذاتي، أو الاعتماد على وسائل تمويل بديلة في إنتاج مشاريعها الموسيقية، إضافةً إلى أنهم يمتهنون الموسيقى فهي مصدر رزق بالنسبة لهم. ووجود عائد مادي من تذاكر الحفلات هو السبيل الوحيد لضمان استمرارية المشهد الموسيقي العربي، وبالتالي لا تجوز تلك المقارنات بين الفنانين المستقلين وفرق موسيقى الأندرغراوند. الوضع المعيشي والمستوى الموسيقي لا يجب أن يؤخذا بنفس المعيار، فتلك الفرق الصاعدة التي تبحث عن موطئ قدم لها لا تقارن ولا توضع في خانة واحدة مع نجوم الأغنية الملتزمة إن صح التعبير. 

سيبقى هذا الموضوع محط جدال واسع بين الأوساط الموسيقية، حيث يرى البعض بأن هذا الأمر في النهاية لا يتوقف عند الفنانين، فهو ليس مجرد قرار من تلك الفرق الموسيقية، فموضوع مثل تحديد أسعار بطاقات الدخول يتم بالاتفاق بين الفنانين ومتعهدي الحفلات أو المنظمين لها. فيما يبدو السؤال الجدير بالطرح "هل ستؤثر أسعار التذاكر على جمهور الفرق ومعجبيهم؟"

 

اقرأ/ي أيضًا:

آخر خطاب كتبه عبد الحليم حافظ

"مشروع ليلى" في ألبومها الجديد.. انحراف حاد