مع دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ، عند السابعة من صباح اليوم الجمعة، توجّه آلاف النازحين من المناطق الشرقية في خان يونس إلى أماكن سكنهم، حيث راحوا يتفقدون بيوتهم وممتلكاتهم التي لحق ببعضها دمار هائل لا يُصدّق، فيما تحوّل بعضها الآخر إلى ركام.
وقد استُشهد فلسطينيان وأصيب 7 آخرون، اليوم الجمعة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز نتساريم، خلال محاولتهم العبور إلى شمال غزة للعودة إلى بيوتهم إثر بدء الهدنة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استبق دخول الهدنة بشن غارات عنيفة ومكثّفة على مناطق واسعة، استخدم في جزء منها قنابل فسفورية وأخرى دخانية، كما استهدف منازل مأهولة، متسببًا بارتقاء عشرات الشهداء، بينهم الصحفية أمل زهد وعدد من أفراد أسرتها.
وباستشهاد زهد، يرتفع عدد الشهداء من الصحفيين في قطاع غزّة إلى 64 شهيدًا منذ بدء العدوان قبل 49 يومًا.
وفي سياق متصل، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي في محافظة شمال قطاع غزة. وقال مدير عام وزارة الصحة بغزة، منير البرش، إن جيش الاحتلال قتل في اقتحامه امرأة جريحة، واعتقل ثلاثة آخرين، كما أصيب ثلاثة آخرون بجروح خطيرة.
وأكد البرش أن ما ينفذه الاحتلال في المستشفى الإندونيسي: "جريمة حرب أفظع وأشد مما ارتكبه بمجمع الشفاء".
شدد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الممر الآمن" في شارع صلاح الدين سيبقى مفتوحًا في أيام الهدنة في طريق واحد، بحيث يُسمح للسكان في شمال قطاع غزة بالمغادرة إلى الجنوب، وليس العكس
وقال جيش الاحتلال، بعد دخول الهدنة، إنه استكمل تمركز قواته عند الخطوط والمناطق التي وصل إليها على مدار 48 يومًا من الحرب. وكان الجيش قد أعلن أن تحركاته العسكرية ستتواصل في هذه المناطق خلال أيام الهدنة، وهذه التحركات ستتركز في شارع صلاح الدين وشارع الشاطئ بدون أعمال قتالية.
وشدد جيش الاحتلال على أن "الممر الآمن" في شارع صلاح الدين سيبقى مفتوحًا في أيام الهدنة في طريق واحد، بحيث يُسمح للسكان في شمال قطاع غزة بالمغادرة إلى الجنوب، وليس العكس، أي العودة من الجنوب إلى الشمال.
وقد قصف جيش الاحتلال قوافل النازحين المدنيين مباشرة أثناء عبورهم من "الممر الآمن"، كما قتل مدنيين بإطلاق الرصاص عليهم في هذا الممر.
وعلى هذا، لن يتمكن 1.7 مليون نازح إلى جنوب قطاع غزة من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التي طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار في وسط وشمال القطاع، أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، بعد تهديد قوات الاحتلال التي اجتاحت بدباباتها وآلياتها العسكرية تلك المناطق، باستهدافهم.
ويُفترض أن تبدأ مساء اليوم عملية الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، على أن يقابل ذلك بدء عملية الإفراج عن أسيرات فلسطينيات وأسرى أطفال لدى الاحتلال، تنفيذًا لصفقة التبادل التي تشكل جزءًا من اتفاق الهدنة المؤقتة التي يفترض أن تستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد.