27-يونيو-2024
معتقل سديه تيمان الإسرائيلي

(CNN) ينفذ الاحتلال عمليات تعذيب وحشية بهدف الانتقام من أسرى غزة

واصلت آلة القتل الإسرائيلية حصد الضحايا في قطاع غزة، إذ استشهد في اليوم الـ265 من العدوان على غزة أكثر من  45 فلسطينيًا، في عمليات قصف متفرقة لعدة مناطق بالقطاع، كما واصلت قوات الاحتلال تدميرها للبنية التحتية في غزة بنسف عدة مربعات سكنية وسط وغربي مدينة رفح، وإحراق منازل ومنشآت تجارية في رفح.

وفي تفاصيل التطورات الميدانية أُعلن عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة آخرين في قصف استهدف مواطنين بمنطقة العلمي في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كما سجلت المصالح الطبية استشهاد شخص واحد على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين قرب دوار المالية جنوبي مدينة غزة. ووصل شهداء القصف الذي استهدف شقةً سكنية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى 8 شهداء. فيما ما يزال عدد من القتلى تحت الأنقاض وفي الطرقات لم تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدني من انتشالهم.

وأفادت المصادر المحلية بتوغل عددٍ كبير من آليات الجيش الإسرائيلي وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

قال أسير محرر إن المعتقلين في سجن سديه تيمان يصرخون بشكل هستيري من شدة التعذيب، ويُعلَّقون من أرجلهم لساعات طويلة أثناء التحقيق، مؤكدًا أن 3 أسرى استشهدوا في معتقل سديه تيمان وهم معلقون في الأسقف

وكانت كتائب عز الدين القسام ذكرت أنها  استهدفت دبابة ميركافا بعد رصد حركة مرور آليات العدو لأيام عدة في شارع البحر جنوب حي تل السلطان، كما أفادت القسام وسرايا القدس بدكّ قوات الاحتلال المتوغلة جنوب حي تل السلطان غرب مدينة رفح بقذائف الهاون.

وبث القسام مشاهد لحفر نفق لتنفيذ عملية ضد قوات إسرائيلية برفح، وأضاف الإعلام العسكري للقسام وسرايا القدس أن  مقاتليهم "هاجموا جنودً وآليات إسرائيلية في المنطقة"، يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن إصابة 14جنديًا بغزة خلال الـ24 ساعة الماضية.

فيما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن "الجيش بحاجة إلى 8 آلاف جندي فورًا لتغطية خسائره"، وفي هذا الصدد قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن جيش الاحتلال "قرر نقل عدد من المجندين الذين استوعِبوا في وحدة التجسس الإلكتروني 8200  وشعبة الحوسبة إلى الألوية والوحدات التي تشكل سلاح المشاة"، وبحسب الصحيفة الإسرائيلية يعد هذا القرار بمثابة "انقلاب على التصور الذي مَنح في السابق أفضلية للتجنيد في وحدات السايبر والتكنولوجيا العسكرية"، وأضافت الصحيفة أن القرار أثار انتقادًا قويًا  من "قادة الوحدات الاستخبارية الذين اشتكوا من أن نقل مجندي هذه الوحدات إلى سلاح المشاة، سيضر بجودة ضباطها وجنودها، مما سيؤثر على فاعليتها الاستخبارية".

وعلى صعيد تطور الأوضاع الإنسانية اعتبرت المتحدثة باسم الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر، أن عدم دخول شاحنات المساعدات الانسانية لغزة فاقم من الوضع الانساني الكارثي، حيث انتشرت عدة أمراض لدى سكان غزة، ووقع المزيد من الأطفال ضحايا لانعدام الغذاء وسوء التغذية الشديد. وبالمجمل اعتبرت المتحدثة باسم الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر أن "غزة أصبحت اليوم مكانًا غير قابل للعيش".

فيما كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن استشهاد 508 من النازحين وإصابة 1559 آخرين ممن يقيمون في ملاجئ الوكالة منذ بدء الحرب على غزة.

وحول موضوع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أنّ "أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى نتيجة للتعذيب منذ السابع من أكتوبر هي الأعلى في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث بلغ العدد 18 شهيدًا على الأقل"، ورجحت بيان الهيئة أنّ "العشرات من معتقلي غزة ارتقوا في سجون ومعسكرات الاحتلال، ولم يفصح عن هوياتهم".

وأضاف البيان أنّ "عمليات الاعتقال طالت أكثر من 9400 مواطن من الضفة، إلى جانب الآلاف من غزة والمئات من فلسطينيي الداخل"، وذلك في وقت "تصاعدت فيه عمليات التعذيب بشكل غير مسبوق في مستواها وكثافتها". 

وفي شهادة لأحد الأسرى المحررين وهو وليد أنور الخليلي قال الأسير المحرر في حديث للتلفزيون العربي أن "أكثر من 20 جنديًا تناوبوا على تعذيبه"، كما أكد أن جيش الاحتلال "قتل مصابين كانوا برفقته، واستهدفوا بناية احتمى فيها رغم ارتدائه لباس الطواقم الطبية"، وأضاف أن الجنود قالوا لهم "إن مصيرنا الموت في معتقل سديه تيمان" مؤكدًا أن المعتقلين في "سديه تيمان يصرخون بشكل هستيري من شدة التعذيب، ويعلقون من أرجلهم لساعات طويلة أثناء التحقيق"، مؤكدًا أن "3 أسرى استشهدوا في معتقل سديه تيمان وهم معلقون في الأسقف".

إسرائيليا

تزداد وتيرة الخلافات داخل إسرائيل، وظهر التباين في المواقف هذه المرة بين رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، وذلك على خلفية توتر العلاقات مع الإدارة الأميركية، ففي حين أكد غالانت في واشنطن على "أهمية حل الخلافات مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في الغرف المغلقة وليس في العلن" في إشارة للمقطع المسجل الذي ظهر فيه نتنياهو ينتقد إدارة بايدن، رد نتنياهو على غالانت بالقول "إنه عندما لا تحل الخلافات بالغرف المغلقة أضطر للتحدث علنًا لجلب ما يحتاجه مقاتلونا".

استدعت هولندا السفير الإسرائيلي لديها، وذلك على خلفية مزاعم تجسس إسرائيلي على المحكمة الجنائية الدولية

وعلى صعيدٍ آخر قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن "إسرائيل تقف بثبات خلف صفقة الرهائن التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن وقبلتها إسرائيل"، مردفًا القول إنه "على حماس أن تقبلها أو تتحمل العواقب" حسب تعبيره.

وكانت عائلات المحتجزين الإسرائيليين جددوا "المطالبة بصفقة"، ودعوا "الحكومة إلى الالتزام بالمقترح الذي قدمته"، مشيرين إلى أن مسؤولين قالوا لهم "إنه لم يعد هناك أمل بعودة أبنائنا عبر العمل العسكري".

وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أنّ حزب الليكود أبدى تخوفه من  "تعرض نتنياهو للقتل"، وعلى خلفية ذلك طلب المستشار القضائي لحزب الليكود، من رئيس الشاباك "اتخاذ إجراءات لمنع قتل نتنياهو وعائلته"، مبررا المخاوف بوجود "تحريض على القتل في تصريحات بعض قادة الاحتجاج".

وعلى علاقة بنتنياهو أيضًا أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "فريق الدفاع عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب تأجيل إدلائه بشهادته في ملفات الفساد التي يحاكم فيها إلى آذار/مارس المقبل لانشغاله بالحرب".

دوليًا

استدعت هولندا السفير الإسرائيلي لديها، وذلك على خلفية مزاعم تجسس إسرائيلي على المحكمة الجنائية الدولية. يشار إلى أن صحيفة الغارديان البريطانية ذكرت الشهر الماضي أن إسرائيل "تجسست على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان"، وقالت الصحيفة البريطانية حينها "إن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية يوسي كوهين متورط شخصيا في مؤامرة سرية للضغط على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية السابقة فاتو بنسودا".

أميركيًا  جدد البيت الأبيض وقوفه إلى جانب إسرائيل، وأعلن عمله "على تزويدها بما تحتاجه من أجل الدفاع عن نفسها"، مؤكدًا أن "المساعدات العسكرية الأميركية مستمرة في الوصول إلى إسرائيل"، وبشأن تصريحات نتنياهو التي هاجم فيها إدارة بايدن قالب البيت الأبيض إنه "لن يرد على كل تصريحات نتنياهو ونركز على تزويد إسرائيل بما تحتاجه".

كما قال البيان الأميركي إن واشنطن "تواصل تقديم المساعدات الإنسانية لغزة والعمل من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار"، مضيفًا "ما زلنا نعمل مع نتنياهو وفريقه من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار حتى نتمكن من إنهاء الصراع".

يشار هنا إلى ما صرح به وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي التي قال فيها "لن ننظف وراء نتنياهو ولن نرسل قواتٍ بديلةً عن الاحتلال في غزة"، مؤكدًا أن "مخاطر توسع الحرب في المنطقة حقيقية ومتزايدة".