لليوم الـ149، تستمر "إسرائيل" في تنفيذ حكم الإعدام بحق أهالي قطاع غزة الذين يواجهون، على مرأى العالم، واحدة من أكثر الحروب تدميرًا، وإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية، في القرن الحادي والعشرين.
واستُشهد 14 فلسطينيًا، بينهم 6 أطفال، إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلًا من 4 طوابق لعائلة "أبو عنزة" في حي السلام شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، ولا يزال هناك العديد من المفقودين تحت الأنقاض.
وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة إن طواقهما تمكنت من انتشال عدد من الشهداء ونقل عدد من المصابين، وإنقاذ بعض العالقين على قيد الحياة، من تحت أنقاض المنزل.
أطباء بلا حدود: إذا لم يُقتل سكان قطاع غزة بالقنابل فإنهم يعانون من الحرمان من الغذاء والمياه ويموتون بسبب نقص الرعاية الطبية
وأفادت مصادر طبية بالقطاع باستشهاد 4 مواطنين على الأقل، وإصابة عدد آخر، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "الكحلوت" في شارع الصفطاوي شمال مدينة غزة.
وفي شمال قطاع غزة، استُشهد 10 مواطنين، وأُصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "أبو وداي" في مخيم جباليا.
وطال القصف الإسرائيلي، ليلة السبت – الأحد وحتى صباح اليوم، مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة، وحي الزيتون في مدينة غزة، ومدينة دير البلح في المنطقة الوسطى، حيث شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات ونفّذت أحزمة نارية.
وفتحت مروحيات الاحتلال نيرانها تجاه مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، التي شهدت اشتباكات ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي لا تزال تحاصر مدينة حمد السكنية في خانيونس التي تعرضت لقصف مدفعي وجوي عنيف.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، صباح اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 30.410 شهداء و71.700 إصابة.
أزمة إنسانية حادة ومجاعة مرعبة
إلى ذلك، تستمر معاناة أهالي قطاع غزة مع الجوع والمرض في ظل شح الإمدادات الغذائية والطبية، ومنع "إسرائيل" دخولها إلى القطاع رغم المناشدات الدولية المستمرة.
وفي السياق، أدان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس السبت، القيود التي تفرضها دولة الاحتلال على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
استشهاد ما لا يقل عن 14 فلسطينيا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا مكتظا بالسكان في حي السلام بـ #رفح جنوب قطاع #غزة.. كاميرا العربي ترصد المشهد @salehalnatoor pic.twitter.com/MpRAvbzd4n
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 3, 2024
جاء ذلك في بيان دعا فيه بوريل "إسرائيل" إلى فتح كافة المعابر وإجراء تحقيق دولي حول استهداف المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات في شارع الرشيد بمدينة غزة.
واعتبر بوريل أن هذا الحادث "الخطير للغاية" يوضح أن: "القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية تساهم في المجاعة والجوع والمرض، بينما تكشف أيضًا عن مستوى اليأس الذي يجلب معه العنف".
وأضاف البيان الصادر عن مكتبه: "وقد أدى تواصل القتال وتجاهل القانون الإنساني الدولي إلى انهيار كامل وهذا جعل توزيع المساعدات الإنسانية مستحيلًا، وسيؤدي إلى الفوضى".
وأعرب مجلس الأمن الدولي، في بيان السبت، عن "قلقه العميق" إزاء مجزرة الرشيد التي راح ضحيتها أكثر من 110 فلسطينيين. وحذّر كذلك من أنه ما لم تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة، بسرعة ودون عوائق، فإن سكانها: "سيواجهون مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي الحاد".
وحمّلت الخارجية الفرنسية "إسرائيل" مسؤولية الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة الذي "لا يمكن تبريره"، حيث قال وزير الخارجية، ستيفان سيجورنيه، في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية: "الوضع الإنساني الكارثي بغزة يخلق أوضاعًا لا يمكن تبريرها، ويتحمل الإسرائيليون المسؤولية عنها".
واستنكر سيجورنيه ما قال إنها "مجاعة مرعبة" في قطاع غزة، مؤكدًا أن: "مسؤولية منع المساعدات في غزة؛ إسرائيلية". كما حذّر من أن: "أي عملية عسكرية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة ستؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، ونبذل قصارى جهدنا لتجنبها".
وفي سياق متصل، قالت منسقة منظمة "أطباء بلا حدود" بقطاع غزة، ليزا ماكينير، أمس السبت، إنه: "إذا لم يُقتل سكان قطاع غزة بالقنابل فإنهم يعانون من الحرمان من الغذاء والمياه ويموتون بسبب نقص الرعاية الطبية".
وأكدت، في سلسلة منشورات على منصة "إكس"، أن: "الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة يعيق دخول الإمدادات الحيوية إلى القطاع"، لافتةً إلى أن: "توفير المساعدات داخل القطاع شبه مستحيل بسبب تجاهل إسرائيل التام لحماية البعثات الطبية والإنسانية وطواقمها وسلامتهم، ومنع وصول الفلسطينيين إلى المساعدات المنقذة للحياة".
المقاومة تواصل التصدي لقوات الاحتلال
وفي الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال قصفه على منازل المدنيين في القطاع، تستمر فصائل المقاومة الفلسطينية في التصدي لقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال شمال وجنوب قطاع غزة.
وصباح اليوم الأحد، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها آليتين إسرائيليتين وتفجيرها مبنى في قوة إسرائيلية أوقعت أفرادها بين قتيل وجريح، في منطقة عبسان الكبرى بمدينة خانيونس.
الفلسطينيون يتجمعون في شارع الرشيد غرب مدينة #غزة شمال القطاع في انتظار المساعدات الإنسانية @SoniaElwafi pic.twitter.com/vuNoNH8G29
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 3, 2024
وكانت السرايا قد أعلنت، أمس السبت، أنها استهدفت تجمعًا لجنود الاحتلال في "قلبة 22" شرق المقبرة الشرقية في جباليا، شمال قطاع غزة، بصاروخ موجه (107).
وقالت أيضًا إنها استهدفت تجمعًا لجنود وآليات الاحتلال في محور التقدم "نتساريم" جنوب مدينة غزة. كما قصفت حتسيريم وعدة مستوطنات في غلاف غزة برشقة صاروخية.
بدورها، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت، تفجير دبابتين إسرائيليتين من نوع "ميركافاه" بعبوات "شواظ" جنوب شرق حي الزيتون بمدينة غزة.
وقالت الكتائب إن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد "رعدية" في قوة صهيونية راجلة جنوب شرق الحي نفسه، حيث استهدف أيضًا دبابتين من نوع "ميركافاه" بقذائف "الياسين 105"، ونشرت مشاهد لتصدي مقاتليها لقوات الاحتلال المتوغلة في الحي الذي يشهد مواجهات عنيفة منذ عدة أيام.
كما تمكن مقاتلو "كتائب القسام" من تفجير منزل تم تفخيخه مسبقًا بعبوتين مضادتين للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 7 جنود وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة السطر شمال مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وليلة أمس السبت، قالت "كتائب المجاهدين" إن مقاتليها نفّذوا خلال آخر 24 ساعة عدة عمليات عسكرية شملت إسقاط طائرة مسيّرة من نوع "هيرمس 900" بصاروخ "سام 7" المضاد للطائرات في سماء بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بالاشتراك مع "سرايا القدس".
واستهدفت الكتائب كذلك آلية إسرائيلية بقذيفة "سعير" شرق جباليا شمال قطاع غزة، كما قامت بقصف تجمع لآليات وجنود الاحتلال في حي الزيتون شرق في مدينة غزة، بوابل من قذائف الهاون.
