26-أبريل-2024
فتاة فلسطينية في مخيم البريج وسط قطاع غزة

(epa) تواصل إسرائيل عدوانها وسط حديث عن مقترح جديد للتهدئة

في اليوم الـ203 من العدوان على قطاع غزة، واصلت "إسرائيل" قصف القطاع وسط الحديث عن مقترح جديد لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس الخميس، باجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي لمناقشة صفقة جديدة مقترحة لتبادل الأسرى مع "حماس" ووقف الحرب على غزة لعدة أسابيع.

وكشفت القناة الـ13 الإسرائيلية عن تقديم: "فريق التفاوض الإسرائيلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء في مجلس الحرب مخططًا جديدًا سيتم طرحه (على حماس) من قبل الوسطاء (مصر وقطر)، ويتضمن قدرًا من المرونة من جانب إسرائيل".

تُشير جثامين الشهداء التي جرى انتشالها من المقابر الجماعية في خانيونس إلى أن جيش الاحتلال أعدم بعضهم ميدانيًا، ودفن بعضهم الآخر وهو على قيد الحياة

وتتضمن المبادرة الجديدة، بحسب القناة: "مطالبة إسرائيل حماس بالإفراج عن أكثر من 20 مختطفًا لديها، تشمل كبار السن والنساء والمجندات والمرضى"، وتابعت: "هناك تفاهم على أنه ليس من المؤكد أن تشمل الصفقة 40 مختطفًا كما أرادت إسرائيل في الأسابيع الماضية".

وتشمل الصفقة، بالإضافة إلى ما سبق، وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة خلال هذه الفترة، بما في ذلك من ممر نتساريم الذي أقامته قوات الاحتلال قرب غزة لفصل شمال القطاع عن جنوبه، وهو ما ترفضه "إسرائيل".

وأوضحت القناة أن "إسرائيل" لن تكون مضطرة، وفق المقترح الجديد، إلى: "الالتزام بعدم استئناف القتال في مرحلة لاحقة، ولن تكون هناك حاجة إلى ضمانات دولية في هذا الشأن"، مشيرةً إلى أن مصر: "تستعد للدفع نحو الصفقة؛ حيث سيصل وفق مصري إلى إسرائيل الجمعة لبحث التفاصيل".

ويأتي الحدث عن مقترح جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، وسط دعوة 18 دولة إلى إنهاء الحرب في غزة. حيث دعت الولايات المتحدة والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند والمملكة المتحدة، في بيان مشترك أمس الخميس، إلى: "الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة منذ أكثر من 200 يوم، بينهم مواطنونا".

وجاء في البيان المشترك أن: "الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في غزة".

43 شهيدًا في 24 ساعة

في الأثناء، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وارتفاع عدد ضحايا العدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقصفت طائرات الاحتلال بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات، وسط القطاع، تزامنًا مع قصف مدفعي استهدف بلدات الزوايدة والزهراء في المحور نفسه. في حين تعرّضت أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، بمدينة غزة، لقصف مدفعي استمر عدة ساعات.

وارتفع عدد ضحايا العدوان، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الخميس، إلى 34.305 شهداء و77.293 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية، 5 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 43 شهيدًا و64 مصابًا.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

392 جثمانًا في المقابر الجماعية

ومساء أمس الخميس، عقدت المديرية العامة للدفاع المدني بغزة مؤتمرًا صحفيًا سلطت من خلاله الضوء على قضية المقابر الجماعية الثلاث التي تم اكتشافها في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب القطاع، عقب انسحاب جيش الاحتلال منه في 7 نيسان/أبريل الجاري.

وانتشلت فرق الدفاع المدني، كما جاء في المؤتمر، 392 جثمانًا من المقابر الجماعية في مدينة خانيونس، منها 165 جثة تم التعرف عليها بنسبة 42 بالمئة، و227 جثة مجهولة لم يتم التعرف عليها بواقع 58 بالمئة.

ويعود سبب ارتفاع نسبة الجثث المجهولة إلى أن جيش الاحتلال قام بتغيير مظاهر العلامات الخاصة بالتعرف على الجثث وقام بتشويهها، واستخدام أكياسًا يشتبه في أنها تزيد من سرعة تحلل الجثث.

وقال محمد المغير، رئيس لجنة المتابعة والتوثيق بالمديرية، إن طواقم الدفاع المدني رصدت عمليات البحث وانتشال الجثامين، لمدة سبعة أيام على التوالي، عمليات دفن تزيد عن 3 متر، وتكدس الجثث فوق بعضها البعض، واستخدام أكفان جديدة هي عبارة: "عن أكياس نايلون بلاستيكية تخالف الألوان المستخدمة في قطاع غزة، مما يثير الشكوك في زيادة الحرارة، وشبهات في تسريع عملية التَّحلُّل مما يؤثر على تسريع اختفاء الأدلة".

ورصدت الطواقم أيضًا تكبيل: "أيدي بعض الشهداء بمرابط بلاستيكية، وارتدائها أبرهول أبيض، استخدمه الاحتلال كملابس للمعتقلين في مجمع ناصر الطبي، وتوجد علامات إصابة بطلق ناري بالرأس مما يثير الشكوك على إعدامهم وتصفيتهم ميدانيًا".

وأضاف المغير: "وجدنا بعض الجثث مربوطة الأيدي، والبطن مفتوح ومخيط بطريق تخالف الطرق الاعتيادية لخياطة الجروح في قطاع غزة، مما يثير شبهات حول اختفاء بعض الأعضاء البشرية".

وأشار إلى وجود جثة لمواطن: "يرتدي ملابس عمليات مما يثير الشكوك حول دفنهم أحياء"، بالإضافة إلى جثمان: "لطفلة مبتورة اليد والأرجل وكانت تردي ملابس غرفة العمليات مما يثير شكوك حول دفنها وهي على قيد الحياة".

وأكد المغير أن كل الأدلة السابقة تشير إلى أن الاحتلال: "ارتكب جرائم ضد الإنسانية وقام بالإعدامات الميدانية في حرم مجمع ناصر الطبي"، مطالبًا بفتح تحقيق دولي في هذا الأمر بسرعة.