04-مايو-2024
الجيش الإسرائيلي يعمل على اجتياح رفح

(Getty) الجيش الإسرائيلي وضع خطة من أجل اقتحام رفح، لكنها لم تقنع الإدارة الأميركية

حذر مسؤول أممي من أن عملية إسرائيلية في مدينة رفح "قد تؤدي إلى مذبحة"، بالتزامن مع الكشف عن قيام جيش الاحتلال بإعداد خطة لاقتحام المدينة التي أصبحت نقطة النزوح الأساسية في قطاع غزة، بناءً على بلاغات سابقة من جيش الاحتلال.

وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن التوغل الإسرائيلي في رفح سيعرض حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين للخطر ويشكل ضربة قوية للعمليات الإنسانية في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ينس ليركه، في مؤتمر صحفي بجنيف: "قد يكون ذلك مذبحة للمدنيين وضربة قوية للعملية الإنسانية في القطاع بأكمله، لأنها تدار في المقام الأول من رفح".

قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين يوم الجمعة إن إسرائيل لم تعرض على البيت الأبيض خطة "شاملة" لعملية محتملة في رفح

وأضاف أن عمليات المساعدات التي تنطلق من رفح تشمل عيادات طبية ونقاط توزيع المواد الغذائية، بما في ذلك مراكز للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية في نفس المؤتمر الصحفي إنه تم إعداد خطة طوارئ للتوغل، والتي تضمنت مستشفى ميدانيًا جديدًا، لكنه قال إن ذلك لن يكون كافيًا لمنع حدوث ارتفاع كبير في عدد الضحايا.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن: "أريد أن أقول حقًا إن خطة الطوارئ هذه هي مجرد ضمادة. لن يمنع ذلك على الإطلاق الوفيات والمراضة الإضافية الكبيرة المتوقعة التي قد تسببها العملية العسكرية".

وأضاف أنه "يشعر بقلق بالغ" من أن أي توغل سيؤدي إلى إغلاق معبر رفح بين غزة ومصر والذي يستخدم لاستيراد الإمدادات الطبية.

وخلال حديثه مع السيناتور ميت رومني يوم السبت في مؤتمر في معهد جون ماكين في أريزونا، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل من أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على دعم عملية عسكرية في رفح، مشيرًا إلى أن الضرر الذي ستسببه "يتجاوز ما هو مقبول".

وقال مسؤولون أميركيون، لوكالة أسوشيتد برس، إن الخطة الإسرائيلية لاجتياح مدينة لم تغير وجهة نظر الإدارة الأميركية بأن المضي في عملية برية في المدينة التي يعيش فيها 1.2 مليون مدني سيخاطر بحياة الكثير من الأشخاص. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه سيمضي قدمًا في العملية في رفح على الرغم من تحذيرات الرئيس جو بايدن وآخرين بشأن العواقب الإنسانية.

وقالت إدارة بايدن إنه قد تكون هناك عواقب على إسرائيل إذا مضت في العملية دون خطة موثوقة لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين يوم الجمعة إن إسرائيل لم تعرض على البيت الأبيض خطة "شاملة" لعملية محتملة في رفح.

خطة بدون ضمان

وجاءت التصريحات الأميركية، بعد كشف صحيفة "بوليتيكو"، عن تبليغ الجيش الإسرائيلي منظمات الإغاثة وإدارة بايدن بخطة للبدء في إخراج سكان غزة من رفح قبل اقتحام المدينة.

وأبلغ الجيش الإسرائيلي الحكومة الأمريكية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأرض مؤخرًا أنهم وضعوا خطة لنقل الناس من رفح، إلى المواصي. وأرسل الجيش الإسرائيلي خريطة للمنطقة لعمال الإغاثة هذا الأسبوع.

وقال مصدران إن الجيش الإسرائيلي أبلغ منظمات الإغاثة أن غزو رفح سيمضي "قدمًا قريبًا"، لكنه لم يحدد موعدًا محددًا.

وأشار مسؤول أميركي إلى أن هذه ليست الخطة النهائية من الجيش الإسرائيلي، بل هي "بعض من أحدث أفكارهم". وقال مسؤول أمريكي ثان إن إدارة بايدن ليست على علم بأي غزو وشيك وأنها لا تزال تنتظر المزيد من التفاصيل من إسرائيل حول كيفية إخراج الناس من رفح بالضبط.

وفي هذا الأسبوع، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن الولايات المتحدة لم تر بعد ما يشير إلى أن إسرائيل لديها خطة لضمان سلامة سكان رفح.

وبعد نشر هذا التقرير، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لم تتلق خطة "شاملة" حول كيفية إجلاء سكان غزة من رفح. وبعد الضغط عليه للحصول على تفاصيل، رفضت جان بيير الإجابة على أسئلة حول ما فهمته إدارة بايدن بالضبط بشأن التخطيط الإسرائيلي، لكنها أقرت بأن البيت الأبيض أجرى عدة محادثات مع إسرائيل في الأيام الأخيرة، تطرق بعضها إلى موضوع رفح.

وقال شخص ثالث مطلع إن الجيش الإسرائيلي بدأ في طلب خيام للمواصي، لكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية خططه لنقل سكان غزة بأمان إلى المنطقة أو كيف سينظمهم بمجرد وصولهم.

وأوضحت الصحيفة الأميركية: "العملية الإنسانية في رفح قوية، حيث تم بناؤها خلال الأشهر السبعة الماضية وتمتلك جميع منظمات الإغاثة العاملة في غزة تقريبًا منازل آمنة في رفح، وتتمتع بإمكانية الوصول بسهولة ومباشرة إلى مواقع التوزيع الخاصة بها. وقبل غزو رفح، بدأت مجموعات الإغاثة تحاول إنشاء مواقع ومكاتب بديلة في أجزاء أخرى من جنوب غزة".

كشفن صحيفة "بوليتيكو"، عن تبليغ الجيش الإسرائيلي منظمات الإغاثة وإدارة بايدن بخطة للبدء في إخراج سكان غزة من رفح قبل اقتحام المدينة

وأبلغت إسرائيل حماس أن أمامها أسبوعًا للموافقة على صفقة التبادل، وإلا فإنها ستبدأ عمليتها العسكرية في رفح، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال صباح الجمعة.

من جانبه، قال اللواء السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل زيف: إن اقتحام رفح من جيش الاحتلال ليس له أي أهمية استراتيجية، موضحًا: "كل هذا قد يكون مرتبطًا بكلمات سياسية لدى بعض الناس، ولكن في الواقع، ليس له أي أهمية أمنية، لا شيء".

ويعتبر زيف، مقربًا من هيئة أركان جيش الاحتلال، ويُنظر إلى تصريحاته باعتبارها تعبيرًا عن موقف رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي. وأشار اللواء السابق إلى أنه "تم الموافقة على خطط رفح"، موضحًا أن التحديات تتعلق بالأعداد الكبيرة من النازحين، بالإضافة إلى رفض واشنطن للعملية وربطها بـ"التطبيع مع السعودية"، معتبرًا أن هذه العملية "لها تكلفة استراتيجية كبيرة جدًا ودراماتيكية للغاية".