في اليوم ال 253 من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ارتكب جيش الاحتلال 4 مجازر، وصل منها للمستشفيات 34 شهيدًا و71 مصابًا. وبهذا العدد الجديد من الضحايا ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 37 ألفًا و266 شهيدًا و85 ألفا و102 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
كما شهد اليوم ال 253 من العدوان استشهاد طفلٍ نتيجةَ سوء التغذية والجفاف شمالي القطاع، وذلك في ظلّ المجاعة التي تنهش الغزيّين بسبب القيود المفروضة من طرف الاحتلال على وصول المساعدات الإنسانية.
وكان المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البُرش قد صرّح بأنّ البضائع والمكملات الغذائية الخاصة بالأطفال لم تدخل القطاع منذ شهرين. وأضاف في تصريحاته الإعلامية أنّ أكثر من 60 من السيدات الحوامل لم يتمكن من الحصول على الأدوية
بدورها دقّت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ناقوس الخطر بقولها إن أطفال غزة "يدفعون ثمنًا باهظًا، بسبب فرض السلطات الإسرائيلية قيودًا إضافيةً على وصول المساعدات الإنسانية".
دقّت الوكالات الأممية ناقوس الخطر بشأن شبح المجاعة الذي يخيّم على شمالي قطاع غزة بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات الانسانية
وبالفعل أفاد مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية بتسجيل المستشفى "أعراض سوء التغذية لدى أكثر من 200 طفلٍ في قطاع غزة"، معلنًا أنّ "كارثةً إنسانيةً تواجه شمال قطاع غزة وشبح المجاعة يلوح في الأفق، ففي هذه المنطقة لا تتوفر مواد غذائية غير الطحين". ووجه مدير مستشفى كمال عدون "نداء استغاثةٍ لكل المؤسسات الدولية بأن تأخذ خطر المجاعة على محمل الجد".
وكان نائب لمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ناشد هو الآخر "الأطراف ضمانَ وصول المساعدات لغزة"، قائلا إنّ ما رآه "خلال زيارته لغزة هو دمارٌ كاملٌ لمناطق كثيرةٍ". معتبرًا أنّ "الوضع مأساوي في ما يتعلق بالحصول على الرعاية الصحية"، وأنّ الحاجة ماسّةٌ "للوصول بطريقةٍ آمنةٍ ودون عوائق إلى غزة"، مشيرًا إلى أنّهم في الوكالات الأممي يواجهون تحدي "التراخيص اللازمة لتحركهم"، ومهما يكن يرى المسؤول الأممي أنّ "عليهم العمل على زيادة إدخال المساعدات الغذائية إلى غزة وتوفير المواد الغذائية والرعاية الصحية للأطفال"، مضيفًا القول "نواصل مناشدة كافة الأطراف ضمان وصول المساعدات لغزة دون أي عرقلةٍ".
وبالعودة إلى تفاصيل التطورات الميدانية الحربية، تركّز القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من القطاع، أبرزها رفح، حيث استشهد 3 أشخاصٍ في قصفٍ إسرائيلي استهدف الحي السعودي غرب مدينة رفح، واثنان آخران سقطا شرق رفح في القصف الذي استهدف بلدة الشوكة، وأدّى القصف الإسرائيلي على مخيم الشابورة وسط مدينة رفح إلى سقوط شهيدٍ. كما استهدفت مروحياتٌ إسرائيليةٌ بالأسلحة الرشاشة المناطق الغربية لمدينة رفح. ومنذ ساعات الصباح الأولى أفادت مصادر طبية باستشهاد 20 فلسطينيًا.
وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة استهدفت مدفعية الاحتلال الإٍسرائيلي محيط سوق البسطات، بالإضافة لتنفيذ غارةٍ على منزلٍ في حي التفاح.
في الجانب الآخر أعلنت كتائب القسام أنّها "استهدفت 3 دبابات ميركافا صهيونية بقذائف الياسين 105 في رفح جنوب قطاع غزة"، وأضافت الكتائب في بيانٍ آخر أنّها "خاضت معارك ضاريةً مع قوات العدو المتوغلة غرب حي تل السلطان في مدينة رفح".
وقالت كتائب القسام إنها نجحت في "تفجير منزلٍ فخخ مسبقا بقوة إسرائيلية وقع أفرادها بين قتيلٍ وجريحٍ" وذلك شرق حي الزيتون بمدينة غزة.
كما أعلنت كتائب القسام "مقتل أسيرين إسرائيليين لديها جراء قصف الاحتلال على مدينة رفح قبل أيامٍ، مخاطبةً عائلات الأسرى الإسرائيليين بالقول: "جيشكم يخدعكم، وحكومتكم لا تريد أن تعيد الأسرى إلا في توابيت".
يأتي ذلك في وقتٍ أكدت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه بلدات غلاف غزة".
إسرائيليا:
رجّحت تقديراتٌ إسرائيليةٌ أن تنتهي العملية العسكرية في رفح بعد أسبوعين، فبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإنّ الجيش الإسرائيلي يدرس إنهاء عملية رفح بعد أسبوعين، كما أكد ذات المصدر أن القيادة في إسرائيل "ستقرر الخطوة التالية إذا لم تبرم صفقةً لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين"، وفي هذا السياق، ذكرت مصادر هيئة البث الإسرائيلي "أن استمرار وجود محتجزين في قطاع غزة وغياب بديلٍ لحماس يحول نجاح المرحلة ب من عمليتنا إلى فشل"، وأضافت ذات المصادر أنه "لا توجد جهةٌ تقبل دخول غزة إذا لم تدمر حماس"، وذلك في إشارة لاستراتيجية دخول قوةٍ لحفظ السلام تذكر المصادر أنّها تتكوّن من دول عربيةٍ بعينها.
كما أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن خطة ما بعد المرحلة "ب" تتضمن "سيطرة الجيش على نتساريم ومعبر رفح وفيلادلفيا حتى عقب انتهاء العمليات الحربية".
وأضافت المصادر في تل أبيب لهيئة البث الإسرائيلية أنّ "القيادة تحاول التوصل لاتفاقٍ فيما يتعلق بالشمال ونجاح المساعي متعلقٌ بحزب الله"، وعلى صلةٍ بهذا السيناريو نقلت هيئة البث الإسرائيلية أيضًا عن مصادر أمنية قولها "إن التقديرات الحالية تشير إلى أن إسرائيل بحاجةٍ لصفقةٍ مع حماس حتى يوقف حزب الله هجماته في الجبهة الشمالية".
وكانت الجبهة لإسرائيل، شهدت إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل، مما أدى إلى اندلاع حريق ضخمٍ في المطلة، في حين أعلن حزب الله استهدافه مواقع عسكريةً وتجمعاتٍ لجنودٍ إسرائيليين.
وفي هذا الصدد نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر قولها "إن قيادة الجبهة الشمالية تستعد لهجومٍ واسعٍ على لبنان، وتنتظر فقط قرار القيادة السياسية بذلك".
وفي سياقٍ متّصلٍ هاجم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت موقف الحكومة الفرنسية بشأن التطورات مع لبنان، معلنًا لهيئة البث الإسرائيلية أنّ حكومتهم "لن تمنح فرنسا دورًا في المباحثات بشأن الاحتياجات الأمنية بلبنان"، وذلك قبل أن يتدارك وزير خارجية دولة الاحتلال الموقف بالقول إن تصريحات غالانت التي هاجم فيها فرنسا "غير صحيحة وفي غير محلها".
تتضمّن خطّة ما بعد الحرب حسب المصادر الإسرائيلية إيجاد بديلٍ لحماس يحكم غزة وسيطرة الجيش على نتساريم ومعبر رفح وفيلادلفيا
في الأثناء نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن منظمة نفغاشيم الإسرائيلية تأكيدها أنّ "آلاف الجنود يعودون من غزة وهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة"، حيث طل "أكثر من 10 آلاف جنديٍ في الاحتياط تلقي خدمات الصحة العقلية".
دوليًا:
على الصعيد الدولي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنّها "أدرجت المجموعة الإسرائيلية المتطرفة تساف 9 بقائمة العقوبات" بسبب عرقلتها قوافل المساعدات لغزة، وفي هذا السياق قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيانٍ بالمناسبة أنّ "إسرائيل مسؤولةٌ عن أمن القوافل الإنسانية التي تمر عبر أراضيها والضفة في طريقها لغزة"، وأضاف البيان أنّ الإدارة الأميركية "لن تتسامح مع أعمال التخريب والعنف التي تستهدف المساعدات الإنسانية، وسنواصل استخدام جميع الأدوات لتعزيز محاسبة الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال الشنيعة".
وحول الحراك الديبلوماسي الهادف لوقف إطلاق النار أفادت وزارة الخارجية العمانية بإجراء اتصالٍ هاتفيٍ بين وزير الخارجية العماني ونظيره الأميركي "بحثا خلاله تطورات الحرب الإسرائيلية في غزة، والمساعي المبذولة للتوصل إلى اتفاقٍ لوقفٍ دائمٍ لإطلاق النار"، كما أفاد بيان الخارجية العمانية بأنّ "الاتصال تطرق أيضًا لضرورة دعم السلطة الفلسطينية سياسيًا وماديًا بما يمكنها من القيام بمسؤولياتها"، وأضاف البيان أنّ "الوزيران العماني والأميركي شددا على دعم جهود السلام في إطار مساعي التهدئة وتفادي تصعيد الأوضاع في المنطقة".