18-يونيو-2024
طفلة في غزة

(Getty) طفلة بين أنقاض المنازل في القطاع

واصلت آلة القتل الإسرائيلية حصد الضحايا في غزة لليوم الـ 256 للعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منهما للمستشفيات 10 شهداء، بالإضافة لعشرات الجرحى والإصابات، وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37347 شهيدًا و85372 إصابةً منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وغطّى قصف جيش الاحتلال مناطق عدة شملت وسط القطاع وجنوبه بشكلٍ خاصٍ. حيث أدى قصفٌ إسرائيليٌ استهدف شرقي مدينة رفح إلى استشهاد 7 أشخاص وإصابة آخرين، وفي قصفٍ آخر نفذته مسيّرةٌ إسرائيليةٌ على حي تل السلطان غربي رفح استشهد فلسطينيٌ آخر.

كما كثف الاحتلال غاراته في محيط الحي السعودي غربي مدينة رفح.

ونقلت وسائل إعلامٍ محليةٍ ودوليةٍ قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير عددٍ من المنازل وسط مدينة رفح تزامنًا مع اشتباكاتٍ في المنطقة، كما أقدم  جيش الاحتلال على إحراق مبنى المغادرة في معبر رفح، في خطوةٍ اعتبرتها حركة المقاومة الإسلامية حماس "عملًا إجراميًا يأتي في إطار حرب الإبادة المتواصلة"، وحمّلت الحركة في بيانها الاحتلال الإسرائيلي "تبعات هذه الجريمة التي تتسبب في قطع تواصل الفلسطينيين مع العالم الخارجي وحرمان المرضى والجرحى من السفر"، ودعا بيان حماس إلى "اتخاذ إجراءاتٍ لمحاسبة قادة الاحتلال على تدمير منشأةٍ مدنيةٍ دون مبررٍ".

نحو ألف شاحنةٍ تتكدس عند معبر كرم أبو سالم رغم إعلان إسرائيل بشأن زيادة المساعدات، وعدد الشاحنات التي تدخل جنوب غزة انخفض بنحو 70% منذ دخول جيش الاحتلال إلى رفح

وعلى الصعيد الميداني قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بأنّها "دكّت مقر قيادة العدو المتوغلة جنوب حي تل السلطان في مدينة رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل"، وأضافت كتائب القسام "استهدفنا دبابتي ميركافا صهيونيتين بقذيفتي الياسين 105 في حي تل السلطان".

وفي ذات السياق، قالت القسام إن مجاهديها  قصفوا بعبوات "أبابيل" تمركزًا لجنود وآليات العدو في محيط موقع كرم أبو سالم شرق مدينة رفح، وتمركزًا آخر للقوات الإسرائيلية في محيط تل زعرب جنوب غرب مدينة رفح.

وفي سياقٍ متصلٍ، أعلن الجيش الإسرائيلي "إصابة 16 عسكريًا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة"، وبذلك يرتفع عدد المصابين منذ اندلاع الحرب إلى 3848 بينهم 1942 أصيبوا خلال العملية البرية. أما عدد القتلى منذ بداية العدوان فوصل إلى 662 ضابطًا وجنديًا.

وبخصوص الأزمة الانسانية والمجاعة والمساعدات العالقة، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمميين قولهم إن نحو"ألف شاحنةٍ تتكدس عند معبر كرم أبو سالم رغم إعلان إسرائيل بشأن زيادة المساعدات"، وأوضح المسؤولون الأمميون أن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل جنوب غزة انخفض بنحو 70% منذ دخول جيش الاحتلال إلى رفح.

يشار ههنا إلى أنّ إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إنّ "الجيش يؤكد أن إعلان الهدنة الإنسانية بمنطقة معبر كرم أبو سالم صدر بعد تعليمات المستوى السياسي التي كانت تقضي بالسماح لإدخال المساعدات الإنسانية" قبل أن يتم التراجع عن ذلك إنكار العلم المسبق من طرف الحكومة بأي هدنةٍ إنسانيةٍ.

كما يشار في هذا السياق أيضًا إلى أنّ هيئة البث الإسرائيلية قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه يدرس نقل مسؤولية توزيع المساعدات بغزة إلى الجيش.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أكّد أن الاحتلال والإدارة الأميركية يستخدمان المساعدات والغذاء أداةً للضغط السياسي.

وأردف بيان المكتب الإعلامي الحكومي "ندين جريمة التجويع التي يستخدمها الاحتلال والإدارة الأميركية لتحقيق أهداف سياسية.

وعلى المستوى الصحي نقلت شبكة "سي إن إن" عن ممثل منظمة الصحة العالمية بالضفة الغربية وقطاع غزة قوله "إن هناك 10 آلاف حالةٍ تحتاج إلى إجلاءٍ مستعجلٍ من غزة لتلقي العلاج خارج القطاع".

أتى إحراق صالة المغادرين وعدد من مرافق الجانب الفلسطيني من معبر رفح رغم تشديد العديد من المنظمات الأممية على ضرورة فتح المعبر من أجل إدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، إذ أكدت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا على وجوب إعادة فتح معبر رفح في أسرع وقت ممكن، أو إيجاد آلية بديلة لإدخال الإغاثة إلى ملايين الفلسطينيين الذين بات قسم منهم على حافة الجوع.

بدوره قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفث، إن القصف الإسرائيلي على غزة حول القطاع البائس والفقير والمحاصر إلى "جحيم على الأرض".

إسرائيليًا

على مستوى الداخل الإسرائيلي أبلغ نتنياهو وزراء الحكومة بإلغاء مجلس الحرب، وجاء ذلك على إثر استقالة غانتس وآيزنكوت منه وبعد طلب الوزير إيتمار بن غفير الانضمام إليه. ويمثل مجلس الحرب "أضيق هيئةٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ في إسرائيل، وهو معنيٌ باتخاذ القرارات السياسية زمن الحرب". ومن المنتظر حسب القناة 12 الإسرائيلية أن يشكل نتنياهو "مجلسًا مقلصًا للمشاورات الحساسة" يحل محل ّمجلس الحرب الملغى.

ورجحت صحيفة يديعوت أحرونوت أن يضم المجلس الجديد وزيري الدفاع والشؤون الإستراتيجية ورئيس مجلس الأمن القومي.

في سياقٍ متصل أفادت صحيفة هآرتس بمصادقة رئيس الأركان ووزير الدفاع الإسرائيليين على 11 تعيينًا لضباطٍ كبارٍ في الجيش الإسرائيلي، تتضمن مناصب في الاستخبارات والتخطيط.

وغير بعيدٍ من ذلك، صرّح وزير الدفاع غالانت قائلًا "نعمل على تشكيل فرق تدخل مدربةٍ، وشراء طائراتٍ مسيرةٍ وأسلحةً متطورةً لتعزيز أمن المستوطنات وسنواصل بذل كل جهدٍ هجوميٍ ودفاعيٍ لإحباط الإرهاب على حدودنا وهذه الإجراءات تستهدف مواجهة المحاولات الإيرانية لتزويد جنين ومحيطها بالأسلحة في الضفة الغربية"، على حد تعبيره.

رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أوصى المجلس الوزاري المصغر بدراسة خفض العلاقات الدبلوماسية مع دول اعترفت بالدولة الفلسطينية

وفيما يخص تطورات التفاوض حول الأسرى نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مفاوضٍ إسرائيليٍ قوله "واثقون أن عشرات الرهائن في غزة لا يزالون على قيد الحياة".

ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر قولها إنه "بعد انتهاء عملية رفح سيتم الانتقال إلى المرحلة الثالثة من خلال عمليات استهدافٍ مركزةٍ في كل القطاع" لتحقيق أهداف الحرب.

وعلى صلةٍ بموضوع اليوم التالي للحرب بدأ أعضاء في الكنيست عملية تشكيل كتلة للدفع باتجاه "إعادة التوطين" في قطاع غزة.

ويقود هذا التحرك عضوا الكنيست ليمور سون هار ميلخ وتسفي سوكوت. ومن المتوقع أن يعلن اليوم الثلاثاء في الكنيست بحضور وزراء وأعضاء كنيست وأفراد أمن عن هذه الكتلة أو اللوبي الهادف لإعادة الاستيطان لغزة.

في الأثناء، نزل آلاف من الإسرائيليين للتظاهر أمام مبنى الكنيست في القدس مطالبين بإسقاط الحكومة وانتخاباتٍ مبكرةٍ، وقطع بعضهم طرقًا رئيسيةً صباح أمس الاثنين في مدينتي القدس وهرتسليا، مطالبين بإجراء انتخابات، وتعاملت الشرطة مع المتظاهرين بعنفٍ حيث استخدمت في القدس خراطيم المياه لقمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو.

الحراك الدبلوماسي

أعلنت الإدارة الأميركية أن اتصالاتها مع قطر ومصر مستمرةٌ ولا جديد بشأن الصفقة بين إسرائيل وحماس، وأضاف بيان الإدارة الأميركية "لا نزال نعتقد أن المحادثات الجارية على صعيد الصفقة بشأن غزة بناءةٌ وجيدةٌ".

وفي سياق متصل ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن "تعهد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإزالة القيود على تزويد إسرائيل بالأسلحة قريبًا".

وكشفت صحيفة يديعوت أحرنوت أن رئيس مجلس الأمن القومي الإٍسرائيلي، تساحي هنغبي، قدم إلى المجلس الوزاري المصغر توصيةً "تقضي بدراسة خفض العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية من بينها إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا".