19-يونيو-2024
مدينة غزة

(الأمم المتحدة) مدينة غزة

لم يتوقف شلال الدماء عن التدفق في اليوم الـ257 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد ارتقى 25 شهيدًا في 3 مجازر ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة لاستقبال المستشفيات 80 مصابًا، وبذلك عدد الشهداء منذ بداية العدوان 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 37372 شهيدًا والجرحى إلى 85452 مصابًا.

وعلى الطرف الآخر كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن ارتفاع عدد ذوي الإعاقة من الجنود إلى أكثر من 8600 جنديٍ.

وكان 25 فلسطينيًا قد استشهدوا بقصفٍ إسرائيليٍ استهدف وسط وجنوب قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء. وقال الدفاع المدني في غزة إنه لم "يتمكن من انتشال جثامين شهداء في الحي السعودي برفح بسبب القصف الإسرائيلي".

في الأثناء، دعا المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة "لتحقيقٍ دوليٍ في جرائم الاعتقال وإعدام الاحتلال الكوادر الطبية الفلسطينية".

واعتبر بيان المكتب الإعلامي الحكومي "إعدام الاحتلال الطبيب إياد الرنتيسي داخل السجون جريمة مروعةً"، كما طالب المكتب الإعلامي الحكومي "بإفراج الاحتلال عن 310 من الكوادر الطبية يتعرضون للتعذيب"، وأضاف البيان "نحمل الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية عن حياة وسلامة الطواقم الطبية".

ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة جميع المؤسسات الأممية والحقوقية "ضرورة الكشف عن مصير عشرات الكوادر الصحية الذين تم اختطافهم من المستشفيات وهم يقومون بواجبهم الإنساني"

كما ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة جميع المؤسسات الأممية والحقوقية "ضرورة الكشف عن مصير عشرات الكوادر الصحية الذين تم اختطافهم من المستشفيات وهم يقومون بواجبهم الإنساني، وذلك بعد الإعلان عن استشهاد الطبيب إياد الرنتيسي، وقبله الدكتور عدنان البرش في سجون الاحتلال".

بدورها أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بيانًا قالت فيه إنّ "الاحتلال يمارس أبشع صور العقاب الجماعي ضد المدنيين العزّل عبر فرض حصارٍ مطبقٍ على القطاع وإغلاق المعابر".

وأردف البيان أنّ "فصول حرب التجويع الإجرامية التي يشنها الاحتلال تتواصل على شعبنا وتتصاعد مظاهر المجاعة في القطاع".

وأضاف البيان أنّه "على المجتمع الدولي اتخاذ قراراتٍ فوريةٍ لإغاثة شعبنا في القطاع ووقف جريمة التجويع والإبادة التي يتعرض لها".

وفي سياقٍ متَصلٍ نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولٍ عسكريٍ إسرائيليٍ قوله إنّ "القتال ضد حماس برفح كان أكثر حدةً مقارنةً بمناطق أخرى بما في ذلك مدينة غزة"، واعتبر المسؤول العسكري الإسرائيلي أنّ "مقاتلي حماس برفح استفادوا من دروس وتكتيكات الجيش المستخدمة بمناطق أخرى".

إسرائيليًا

قال رئيس وزراء دولة الاحتلال في خرجةٍ إعلاميةٍ أنّ حكومته تسعى "إلى تحقيق نصرٍ حاسمٍ في غزة"، معتبرًا أنّ "الوحدة الداخلية شرطٌ أساسيٌ للنصر، ونحن نقاتل على جبهاتٍ عدةٍ، ويجب ألا تحصل حربٌ أهليةٌ عندنا".

وأكّد نتنياهو أنّ "ثمن الحرب باهظٌ، ولا خيار لنا، فإما نحن أو ممثلو محور الشر الذين يريدون تدميرنا" على حدّ وصفه.

وختم نتنياهو كلمته بالقول "لا نريد أصوات اليأس والإحباط، بل أصوات القوة حتى ننتصر"، في إشارةٍ إلى تشكيك أوساطٍ متزايدةٍ في إسرائيل في إمكانية تحقيق النصر المطلق في غزة.

كما كشف نتنياهو في كلمته أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "أكد له أن الإدارة الأميركية تعمل من أجل إلغاء القيود على تقديم السلاح لإسرائيل".

وفي تعليقٍ على كلمة نتنياهو، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد "لا حدود لفساد وإهمال نتنياهو، وعليه الخروج من حياتنا".

في الأثناء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر لم تسمّها "تبادل اتهاماتٍ بين الاستخبارات وفرقة غزة بشأن التعامل مع وثيقة 7 أكتوبر الاستخباراتية"، وأكدت الهيئة أن "الاستخبارات وزعت الوثيقة في 19 أيلول/سبتمبر الماضي لكنها لم ترفع إلى الجهات العليا المعنية".

وفي هذا السياق اعترف وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، بصعوبة الحرب التي قال إنها "جاءت مفاجئةً ودفعنا ثمنًا باهظًا لم نر له مثيلًا"، كما اعترف بما وصفه بـ"الفشل الموجع"، مؤكدًا أنه "سيجري بحثه والتعلم منه، وهذه الدروس ستؤثر في مستقبلنا على هذه الأرض" وفق تعبيره.

وعاد غالانت ليؤكد في كلمته أن "قوات الجيش والموساد وأجهزة الأمن تقاتل في 7 جبهاتٍ منذ 8 أشهر، وهي حربٌ لم نعهد لها مثيلًا"، مشيرًا إلى أنه "على الأمن والقيادة السياسية التحقيق لفهم كيف استطاع العدو بناء قدراتٍ دفاعيةٍ وهجوميةٍ أدت إلى 7 أكتوبر".

وحول ما يروج من إمكانية تقييد واشنطن لأسلحةٍ إضافيةٍ لمنع أي هجوم إسرائيلي في لبنان، زادت تصريحات البيت الأبيض من مخاوف تل أبيب حيث قال البيت الأبيض إنه "لا جديد بشأن شحنة الذخائر المعلقة لإسرائيل، ونقاشنا متواصلٌ معهم لبحث إمكانية الإفراج عنها".

نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "رفع القيود عن شحنات قنابل تزن ألفي رطل لإسرائيل سيكون سهلًا بمجرد انتهاء عملية رفح جنوب قطاع غزة".

يشار إلى أن موقع أكسيوس الإخباري نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "رفع القيود عن شحنات قنابل لإسرائيل تزن ألفي رطل سيكون سهلًا بعد نهاية عملية رفح جنوب قطاع غزة".

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع عودة المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكشتاين، إلى تل أبيب عائدًا من بيروت لتعميق مباحثات "الحل الدبلوماسي على طول الخط الأزرق".

الحراك الديبلوماسي

التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كبار مسؤولي حماس في الدوحة، ويأتي اللقاء في إطار جهود الدوحة لمحاولة التوصل إلى انفراجةٍ في محادثات وقف إطلاق النار.

وفي هذا السياق، قال باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى إنه "لا غنى عن قطر في جهودنا لإطلاق سراح الرهائن"، مردفةً القول "شركاؤنا الإقليميون يلعبون دورًا حيويًا في استقرار منطقة الشرق الأوسط، والدبلوماسية هي أفضل وسيلةٍ لمعالجة القضايا المطروحة في المنطقة"، وأضافت ليف "الصراع بين حماس وإسرائيل والتصعيد من إيران ووكلائها يؤديان إلى تعقيد عملنا إلى حدٍّ كبيرٍ في المنطقة. ولذلك نسعى إلى إنهاء الصراع وتحقيق الأمن الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين، ونضغط على الشركاء الرئيسيين لفعل ما بوسعهم لحمل حماس على قبول مقترح وقف إطلاق النار".

وبشأن اليوم التالي للحرب، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية "نبحث عددًا من التصورات المتعلقة بالوضع في قطاع غزة بعد الحرب، وناقشنا مع شركائنا العرب على مدى الأشهر الماضية كيف سيكون الوضع في قطاع غزة بعد الحرب"، وكشفت باربرا ليف أنّ "التخطيط غير كافٍ على أقل تقديرٍ من جانب الحكومة الإسرائيلية بشأن الوضع في غزة بعد الحرب".

وفي السياق الدولي أيضًا "أمرت المحكمة التجارية في باريس الجهة المنظمة لمعرض يوروساتوري لشركات الأسلحة بـتعليق منع مشاركة الشركات الإسرائيلية في المعرض"، واعتبرت المحطمة "قرار استبعاد الشركات الإسرائيلية وعددها 74 ينطوي على تمييزٍ ويولّد اضطراباتٍ مجانبةٍ للقانون بشكلٍ واضحٍ" وفق وجهة نظرها.