في اليوم الـ285 من العدوان، تعرضت مناطق وسط قطاع غزة لقصف عنيف ومكثف أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، وخلّف مزيدًا من الدمار والخراب وسط أزمة إنسانية تفاقمها "إسرائيل" بمنعها إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية إلى القطاع.
واستشهد فلسطينيان، وأصيب أكثر من 15، في قصف إسرائيلي استهدف مسجد عبد الله عزام في أرض المفتي شمال مخيم النصيرات وسط القطاع. وارتقى 8 شهداء، وأصيب العشرات، إثر استهداف قوات الاحتلال منزلًا لعائلة "دياب" بمنطقة الزوايدة كان يؤوي 70 شخصًا.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلًا في مخيم 1 بالنصيرات، وبناية سكنية لعائلة "العيسوي" تأوي نازحين في محيط مخيم 1 بالنصيرات، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة العشرات. كما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة المغراقة، وشنت طائراته غارة استهدفت الطابق الأخير من عمارة جولس في المخيم الجديد بالنصيرات.
ارتكب جيش الاحتلال أمس الثلاثاء مجزرتين بحق النازحين في قطاع غزة راح ضحيتهما أكثر من 40 شهيدًا وزهاء 100 مصاب
وفي مدينة غزة، شنت طائرات الاحتلال غارة على منطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان، وأخرى على منطقة شارع النفق في محيط بركة الشيخ رضوان.
وقصفت مدفعية الاحتلال حي الصبرة جنوب مدينة غزة، فيما أفادت الخدمات الطبية والإسعاف والطوارئ بنقل إصابتين إثر استهداف قوات الاحتلال منزلًا لعائلة "الفراتي" في الشيخ رضوان، واستشهاد وإصابة عدد من الأشخاص جراء قصف الاحتلال منزلًا لعائلة "التتر" في مدينة غزة.
مجزرتين بحق النازحين وعشرات الشهداء
وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى أمس الثلاثاء، 16 تموز/يوليو الجاري، إلى 38.713 شهيدًا و89.166 مصابًا، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وارتكبت قوات الاحتلال، وفق التقرير الإحصائي اليومي للوزارة، مجزرتين بحق المدنيين في القطاع خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 49 شهيدًا و69 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وكان جيش الاحتلال ارتكب، أمس الثلاثاء، مجزرتين مروعتين بحق النازحين، الأولى في مدرسة الرازي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في النصيرات، راح ضحيتها 23 شهيدًا و73 مصابًا. والثانية في منطقة العطار بمواصي خانيونس، جنوب القطاع، راح ضحيتها 17 شهيدًا وأكثر من 26 مصابًا.
وفي سياق متصل، قال مدير المحافظات في الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، سمير الخطيب، لـ"التلفزيون العربي"، إن الجهاز يواصل جهود الإغاثة منذ 10 أشهر، لكن معداته محدودة نظرًا لتعطل 70 بالمئة منها جراء العدوان.
وذكر الخطيب أن الدفاع المدني يعاني نقصًا شديدًا في الوقود، ما يعيق جهود الإغاثة، مؤكدًا أنهم يواجهون: "صعوبات في الوصول إلى مئات الجرحى ما يتسبب في استشهاد أعداد كبيرة منهم".
الاحتلال يشن قصفا مدفعيا على جنوب مدينة #غزة ويستهدف شقة سكنية شمالي المدينة.. التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي عبد الله مقداد@abdallahmiqdad pic.twitter.com/nh95XDB3RM
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 17, 2024
نقص الوقود يعرقل توزيع المساعدات
إنسانيًا، لا تزال "إسرائيل" تمنع دخول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والوقود إلى قطاع غزة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية المتواصلة منذ بداية العدوان قبل 285 يومًا.
وأكدت الأمم المتحدة أن سلطات الاحتلال ما زالت لا تسمح بتوفير الوقود اللازم لعمال الإغاثة الإنسانية، ما يعرقل توزيع الغذاء.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي عُقد أمس الثلاثاء، إن العاملين التابعين للمنظمة تمكنوا خلال الأسبوعين الماضيين من شراء حوالي 80 ألف لتر من الوقود يوميًا، لكن الحاجة اليومية: "تبلغ حوالي 400 ألف لتر من الوقود".
وأشار إلى أن العشرات قتلوا وجرحوا في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وأن إحدى الهجمات وقعت على بعد 100 متر من المركز الذي تجري فيه عمليات المساعدات الإنسانية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
"إسرائيل" تستخدم الجوع وسيلة حرب
وفي سياق متصل، قال منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن سلطات الاحتلال: "تستخدم الجوع كوسيلة من وسائل الحرب"، مؤكدةً أن: "إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء والوقود والكهرباء والمساعدات الإنسانية تخضع لقيود شديدة وتعسفية. يتعرض الناس في غزة للتجويع المتعمد والعقاب الجماعي".
جاء ذلك في بيان وجهته المنظمة الحقوقية لدول الاتحاد الأوروبي، قائلةً: "للأسف، لم تعترفوا بعد بشكل جماعي بجرائم الحرب التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية وغيرها من انتهاكات القانون الإنساني الدولي، ولم تدينوها، ولم تتبنوا الإجراءات المناسبة".
وأضاف بيان المنظمة: "اعترفوا وادينوا بكل وضوح جرائم الحرب التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان الدولية في غزة والضفة الغربية قبل وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وطالبوا بالمساءلة".
وطالب البيان دول الاتحاد الأوروبي بضمان توقف "إسرائيل" عن عرقلتها المتعمدة لتوزيع المساعدات الإنسانية، ووقف جميع اعتداءاتها غير القانونية بحق المدنيين والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، وكذلك المستشفيات والمدارس، إضافةً إلى انتهاكاتها بحق المعتقلين الفلسطينيين.
إسرائيل تغطي هزائمها باستهداف المدنيين
إلى ذلك، تتواصل المواجهات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال شمال وجنوب القطاع المحاصر والمدمر والمنكوب.
ومساء أمس الثلاثاء، قال الناطق العسكري باسم "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة، إن الاحتلال يستهدف المدنيين للتغطية على هزائمه الميدانية في غزة، مؤكدًا أن حضور المقاومة ميدانيًا فعال في مختلف المناطق.
الخلافات تتعمق بين نتنياهو وغالانت حول الحرب والمفاوضات وصفقة التبادل.. التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة@AhDarawsha pic.twitter.com/zAoaFSzKp9
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 16, 2024
وفي السياق، قال جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، إنه: "قتل واعتقل نحو 14 ألف من حماس" منذ بدء الحرب بغزة، مضيفًا أنه: "من بين الذين تم القضاء عليهم 6 على مستوى قادة ألوية، وأكثر من 20 برتبة قائد كتيبة، وحوالي 150 برتبة قائد سرية"، وفق زعمه.
وجاءت هذه المزاعم في بيان ادعى فيه جيش الاحتلال أنه تمت: "تصفية قيادة الجناح العسكري لحماس حتى هذه المرحلة من الحرب عبر سلسلة من الهجمات والاستهدافات، والتي كانت مدفوعة بجهد استخباراتي وعملياتي دقيق"، مشيرًا إلى أنه يواصل: "ملاحقة كبار قادة منظمة حماس كجزء من هدف تفكيك قدرات الحركة"، وفق ادعاءاته.
وبينما أشار إلى أنه هاجم: "حوالي 37 ألف هدف في غزة عبر الجو، وأكثر من 25 ألف بنية تحتية ومواقع لإطلاق الصواريخ"، قال في البيان نفسه إن تقديراته تشير إلى أن "حماس" لا تزال: "تملك صواريخ بعيدة المدى لقصف تل أبيب والقدس، وما زال أكثر من نصف أفرادها على قيد الحياة، ولم يعمل الجيش حتى الآن ضد ثلاثة من كتائبها".
تفاقم الخلافات الداخلية الإسرائيلية حول صفقة التبادل
وفي ما يتعلق بتطورات مفاوضات صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" و"حماس"، أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بتفاقم الخلافات بين رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وقادة الأجهزة الأمنية، حول الصفقة وسط تبادل للاتهامات بينهما.
وذكرت القناة أن نتنياهو اتهم قادة المؤسسة الأمنية بفرض مقترح الرئيس الأميركي، جو بايدن، عليه. فيما قال مسؤول أمني رفيع إن وضع الصفقة قاتم في ظل الشروط التي وضعها نتنياهو، والتي لا يمكن لـ"حماس" قبولها.