20-يوليو-2024
اليوم 288 للعدوان

يستمر الاحتلال باستهداف المنازل السكنية لليوم 288 على التوالي (رويترز)

أدى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في يومه الـ288 إلى ارتقاء أكثر من 25 شهيد فجر اليوم السبت، فيما يستمر استهداف جيش الاحتلال للمربعات السكنية، والمنازل المكتظة بالسكان والنارحين في مختلف أنحاء القطاع، وذلك استمرارًا لعملياته العسكرية، وحملتة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال منذ بداية عدوانه في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

فقد أفاد مراسل "التلفزيون العربي" في دير البلح بأنّ جثامين 25 شهيدًا وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة، بينها 15 شهيدًا في وسط قطاع غزة، و10 شهداء في مدينة غزة وشمال القطاع.

وفي التفاصيل، استشهد ثمانية فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات، بينما شن جيش الاحتلال قصفًا مدفعيًا استهدف محيط شركة الكهرباء ومنطقة المغراقة شمالي مخيم النصيرات وسط القطاع.

يستمر استهداف جيش الاحتلال للمربعات السكنية والمنازل المكتظة بالسكان والنارحين في مختلف أنحاء القطاع لليوم الـ288 على التوالي

كما أدى قصف الاحتلال المتواصل إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين في مخيم البريج، فيما أسفرت غارة عن سقوط شهيد وإصابة آخرين، بعدما استهدفت تجمعًا للمدنيين في مدينة دير البلح.

إلى ذلك، استشهد أربعة فلسطينيين، بينهم طفلان، في قصف إسرائيلي على جباليا شمالي القطاع، فيما استشهد فلسطيني جراء غارة جوية استهدفت مدينة خانيوس في وسط القطاع.

وفي مدينة غزة، قصفت قوات الاحتلال منزلًا في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط ستة شهداء، وإصابة 10 أشخاص آخرين.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن حصيلة الضحايا في القطاع وصلت إلى نحو 39 ألف شهيد، وأكثر من 89 ألف مصاب وجريح منذ بدء العدوان على غزة.

الوضع الصحي يهدد بقتل مئات الفلسطينيين

وقال مسؤول الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، رائد النمس، إنّ "المستشفيات القليلة المتبقية تعاني من تكدس المرضى والمصابين الذين يحاولون تلقي الخدمات الطبية في تلك المشافي".

وأضاف النمس في اتصال مع "التلفزيون العربي" بأنّ "الكوادر هناك عاجزة بشكل كبير على تلبية الاحتياجات بشكل فعّال للمئات من المرضى والمصابين الذين يتوافدون على هذه النقاط الطبية والمنشآت الصحية القليلة التي تعاني من النقص الحاد في المواد الطبية".

وتابع موضحًا أنّه "مع استمرار إغلاق معبر رفح البري وسياسة الاحتلال الإسرائيلي في التقطير فيما يتعلق بالوقود والأوكسجين وأدوات التخدير والتعقيم والجراحة العامة، فإن هذا يزيد من صعوبة الوضع ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني".

وأكد النمس أنّ الوضع الصحي والإنساني المتردي داخل القطاع "يهدد بقتل مئات الآلاف من المرضى والمصابين الذين هم بحاجة ماسة للخدمات الطبية على أكمل وجه"، لافتًا إلى أن الساعات الأخيرة سجّلت "المزيد من الارتفاع في أعداد المصابين، والمزيد من الأعباء الطبية على الكوادر".

بريطانيا ترفع تعليق تمويل الأونروا

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أنّ بريطانيا قررت رفع تعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، متعّهدًا بتوفير 21 مليون جنيه إسترليني إضافية (27 مليون دولار) لها.

وقال لامي أمام البرلمان، أمس الجمعة: "إننا نلغي قرار تعليق تمويل أونروا"، مضيفًا أنّ "المساعدات الإنسانية ضرورة أخلاقية في مواجهة مثل هذه الكارثة، ووكالات الإغاثة هي التي تضمن وصول الدعم البريطاني إلى المدنيين على الأرض".

ولفت لامي إلى أنّ "أونروا تعمل على ضمان تلبية أعلى معايير الحياد وتعزيز إجراءاتها، بما في ذلك التدقيق في خلفية الموظفين".

ورحّبت المتحدثة باسم أونروا، جولييت توما، بالقرار البريطاني واصفة إياه بأنّه "ممتاز ومحل ترحيب كبير"، وأضافت أنّ رفع بريطانيا لتعليق تمويل الأونروا "يأتي في الوقت المناسب وفي وقت حرج في حين ما زالت أونروا الوكالة الرائدة على الخطوط الأمامية الإنسانية في غزة".

من جهتها، قالت مديرة منظمة "هيومن رايتس ووتش" في المملكة المتحدة، ياسمين أحمد، إنّ استئناف التمويل البريطاني "سينقذ الأرواح ويستحق أن نشيد به"، مشيرةً إلى أنّ "حجب التمويل لم يؤدِ سوى إلى تفاقم العواقب المروّعة لما كان بمثابة حملة منسقة من قبل الحكومة الإسرائيلية للإساءة لأونروا وتشويه سمعتها وتقويض عملها الأساسي الذي ينقذ حياة الناس".

بلينكن: نتجه نحو تحقيق الهدف النهائي من الصفقة

وفي أحدث التطورات المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، إنّ حماس وحكومة الاحتلال وافقتا على إطار العمل لوقف إطلاق النار الذي حدده الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أيار/مايو الماضي، بعد الكثير من الضغوط والجهود الدبلوماسية، لكنه أضاف أنّ هناك بعض المسائل التي يتعين حلها.

قال وزير الخارجية الأميركي إنهم في خضم التفاوض على بعض المشكلات التي تحتاج إلى حل لإتمام الصفقة

وأوضح بلينكن: "أعتقد أننا داخل منطقة الياردات العشر ونتجه نحو الهدف النهائي المتمثل في اتفاق من شأنه أن يثمر عن وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن إلى ديارهم"، وتابع حديثه موضحًا "وضعنا على مسار أفضل لمحاولة تحقيق سلام واستقرار دائمين"، لكنه أشار إلى وجود "بعض المشكلات التي تحتاج إلى حل وإلى تفاوض. ونحن في خضم القيام بذلك تحديدًا".

وكان موقع "والاه" العبري قد كشف، أمس الجمعة، أنّ رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، طالب خلال مناقشة أمنية عقدها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أول أمس الخميس، بالمضي قدمًا في صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

ونقل الموقع العبري أنّ هليفي أوضح في كلامه أنّه لا يوجد سبب سيمنع "إسرائيل من العودة إلى القتال في غزة، لكن المهم هو التوصل إلى اتفاق الآن"، وأشار الموقع نقلًا عن المصادر إلى أنّ نتنياهو "أوقف النقاش بعد نصف ساعة من تصريحات هليفي، وقال إنّ الوقت تأخر وإنه متعب". دون أن يصدر أي تعليق من مكتبه.