22-يوليو-2024
فلسطينيون فوق ركام المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي

صعد الاحتلال من عدوانه على خانيونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

في اليوم الـ290 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عاد الحديث مجددًا عن احتمالية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين دولة الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تزامنًا مع قرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إرسال وفد التفاوض الإسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، يوم الخميس المقبل، لاستكمال مفاوضات الصفقة المنتظرة.

وأفاد بيان لمكتب نتنياهو بأن الأخير: "أجرى الأحد مناقشة متعمقة حول قضية المختطفين (المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة) مع فريق التفاوض وكبار المسؤولين الأمنيين"، مضيفًا: "قرر رئيس الوزراء بختام المناقشة ابتعاث الوفد المفاوض الخميس".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن جلسة المباحثات بشأن الصفقة وإرسال الوفد المفاوض استمرت لأكثر من 5 ساعات. بينما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن وجهة الوفد هي الدوحة، وأن رئيس جهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، ديفيد برنياع، هو من سيقوده.

تنذر العملية العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في خانيونس بموجة تهجير جديدة وتصعيد يفاقم الأزمة الإنسانية، ويحصد أرواح المزيد من الغزيين

وفي وقت سابق، أمس الأحد، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، إنه يتوقع التوصل إلى صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال أسبوعين.

وأضاف كوهين: "خلال أسبوعين، سنكون قادرين على التوصل إلى الخطوط العريضة لصفقة الرهائن، مع الحفاظ على المبادئ الأمنية المهمة لإسرائيل".

وادعى كوهين أن: "الضغط العسكري الذي يقوم به الجيش في غزة مهم للغاية لدفع حماس إلى القبول بالصفقة"، مضيفًا: "ولا تزال هناك تفاصيل متبقية لإتمامها".

وفي سياق متصل، شهدت مدينة تل أبيب المحتلة، ليلة أمس الأحد، مواجهات بين معارضي وأنصار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال مظاهرات طالب فيها معارضو نتنياهو بإنجاز صفقة التبادل مع حركة "حماس" وإسقاط حكومة نتنياهو.

عملية عسكرية جديدة في خانيونس

إلى ذلك، تواصل آلة القتل الإسرائيلية حربها على قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الضحايا والدمار في مختلف مناطق القطاع المنكوب.

وصباح اليوم الأحد، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان غزة بإخلاء المناطق الشرقية من مدينة خانيونس، جنوب القطاع، لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في المنطقة، وفق بيانه.

وقال جيش الاحتلال إن العملية العسكرية في المناطق الشرقية لخانيونس تأتي بعد إطلاق صواريخ على "إسرائيل"، ما ينذر بموجة تهجير جديدة وتصعيد يفاقم الأزمة الإنسانية، ويحصد أرواح المزيد من الغزيين.

وجاء بيان جيش الاحتلال عقب حملة قصف عنيفة شنتها طائرات الاحتلال ومدفعيته على مناطق جنوب قطاع غزة، حيث قصفت بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، ومنطقة المطاحن شمال المدينة، وبلدتي خزاعة وعبسان الكبيرة شرقًا، والفراحين، والقرارة.

واستهدف القصف منزلًا لعائلة "الرقب" في بني سهيلا، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات. فيما استشهدت سيدة وأُصيب آخرون في قصف طال منزلًا لعائلة "جاد الله" في بلوك "ج" غرب خانيونس. كما أسفر قصف قوات الاحتلال لأحد المنازل في حي الشيخ ناصر، وسط مدينة خانيونس، عن استشهاد شخص وإصابة آخرين.  

وطال القصف أيضًا محيط شارع الطيران ومحيط الحي السعودي وموقع الأمن الداخلي ودوار الجوازات وحي السلام في مدينة رفح. وأفادت وسائل إعلام محلية بسقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء الغارات المكثفة على المدينة، وسط عجز سيارات الإسعاف عن الوصول إليهم.

وشنت طائرات الاحتلال عدة غارات على أحياء مدينة غزة، بينها حي التفاح حيث استشهد 3 أشخاص وأُصيب العشرات جراء غارة طالت منزلًا لعائلة "البطش" في شارع النخيل بالحي الواقع شرق المدينة.

واستهدف القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث أطلقت أيضًا مسيرة "كواد كابتر" نيرانها تجاه محيط عيادة الوكالة في مخيم المغازي، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات.

وقالت المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أمس الأحد، إن جيش الاحتلال ركّز قصفه خلال الأيام الـ7 الماضية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث وصل عدد مرات قصف المخيم إلى 63 مرة، ما أسفر عن استشهاد 91 شخصًا، وإصابة 251 آخرين.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 38.983 شهيدًا و89.727 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أمس الأحد، إن قوات الاحلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 4 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 64 شهيدًا و105 مصابين، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

أطفال غزة يواجهون الفواجع يوميًا

إنسانيًا، يواجه أهالي قطاع غزة أزمات وكوارث تتفاقم يومًا بعد يوم. فبالإضافة إلى القصف والموت والمجاعة والحر، تهدد الأمراض وتدهور الرعاية الصحية حياة الغزيين، خاصةً الأطفال حديثي الولادة والنساء الحوامل.

وفي السياق، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان، أمس الأحد، من خطورة سوء التغذية على النساء الحوامل وحديثي الولادة في القطاع.  

وقال في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، إنه: "أصبح من الشائع ولادة أطفال منخفضي الوزن بشكل متزايد في غزة".

وأضاف أن: "سوء التغذية بغزة يشكل خطرًا كبيرًا على الحوامل وحديثي الولادة وسط تزايد ولادة أجنة ميتة وأطفال منخفضي الوزن، وآخرون يعانون الهزال وتأخر النمو".

وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس الأحد، أن أطفال قطاع غزة يواجهون الفواجع والصدمات بصورة يومية.

جاء ذلك في منشور للوكالة على حسابها عبر منصة "إكس"، قالت فيه إن فرقها بغزة: "رغم التحديات المستمرة، تواصل تقديم دعم الصحة العقلية لأطفال غزة الذين يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم".

وأضافت الوكالة: "زملاؤنا بمدينة خان يونس جنوبي القطاع ينظمون اليوم أنشطة للأطفال غير المصحوبين بذويهم للسماح لهم باللعب مجددًا".