13-سبتمبر-2024
اليوم الـ343

فلسطيني يعمل على حرق النفايات البلاستيكية لإنتاج وقود بديل في ظل الحصار الإسرائيلي على غزة (رويترز)

جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه بالقصف المدفعي منطقة مواصي مدينة رفح في اليوم الـ343 من العدوان، وسط استمرار القصف العنيف الذي يطال مختلف أنحاء قطاع غزة يوميًا، في الوقت الذي قال تقرير صادر عن هيئة التجارة التابعة للأمم المتحدة، إن "الاقتصاد الفلسطيني في حالة سقوط حر"، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي التفاصيل، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن خمسة فلسطينيين استشهدوا، وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلًا في منطقة مواصي مدينة رفح الساحلية جنوبي قطاع غزة.

وقام جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما أصيب فلسطينيون في قصف الاحتلال بوابة مخبز السلطان في شارع الثلاثيني وسط مدينة غزة، كذلك، شن جيش الاحتلال غارة جوية استهدفت محيط شركة الكهرباء شمال شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وفي السياق، قالت منظمة الصحة العالمية إن 25 بالمئة من الجرحى في غزة على أقل تقدير، يعانون من "إصابات غيّرت مجرى حياتهم"، وذلك مع تطلب عدد كبير من إصابات هؤلاء الجرحى بتر أطراف، وغيرها من الاحتياجات "الهائلة" لإعادة التأهيل.

وأوضحت المنظمة، في بيان، أمس الخميس، أن 22 ألفًا و500 من جرحى غزة على الأقل "سوف يحتاجون إلى خدمات إعادة تأهيل حاليًا ولسنوات مقبلة".

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، إن "الزيادة الهائلة في احتياجات إعادة التأهيل تسجل في حين يتواصل تدمير المنظومة الصحية".

وقدرت الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة "الإصابات الخطرة في الأطراف" بما بين 13 ألفًا و455 إصابة و17 ألفًا و550، موضحة أن هذه الإصابات تمثل الدافع الأساسي للحاجة إلى إعادة التأهيل.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 41118 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 95125 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الاحتلال يواصل اقتحام بلدات الضفة المحتلة

وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، مواطنًا من ضاحية عزبة الجراد شرق مدينة طولكرم، وأفادت مصادر محلية بأن "قوات الاحتلال اعتقلت ليث عصفور بعد مداهمة منزله، وسرقت أجهزة هواتف نقالة ومبلغًا من المال بعد تفتيش المنزل، واعتدت على ذويه بالضرب".

كما اقتحمت عدة آليات عسكرية لقوات الاحتلال، اليوم الجمعة، بلدتي عنبتا وبلعا شرق طولكرم في الضفة الغربية، حيثُ تجولت في عدة أحياء، وتمركزت في الجبل الجنوبي.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال بعدة آليات عسكرية بلدتي عزون وحبلة بالقرب من مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، إذ جابت شوارع وأحياء البلدتين، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

من جانبه، قال المختص بشؤون الاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، لوكالة "الأناضول" التركية، إن مستوطنين من مستوطنة "إفرات" المقامة على أراضي جنوب شرق بيت لحم، هاجموا بالحجارة منازل فلسطينية في منطقة خلايل اللوز.

وبيّن بريجية، بحسب "الأناضول"، أن حجارة المستوطنين أدت إلى تحطم نوافذ منزلين، وأثارت الخوف والهلع بين السكان، ولفت إلى أن هجمات المستوطنين تتكرر بين الحين والآخر ضد الفلسطينيين بتلك المنطقة في مسعى لإجبارهم على الرحيل.

إدانة أممية لانتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين في الضفة

إلى ذلك، أدان بيان مشترك صادر عن المقررة الأممية المقررة الخاصة المعنية بالحق في حرية الرأي والتعبير، أيرين خان، والمقررة الخاصة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، حوادث العنف التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين في الضفة الغربية.

وأدانت المقررتان في بيانهما المشترك "حوادث العنف والمضايقات والترهيب والعرقلة ضد الصحفيين في الضفة الغربية المحتلة، التي تصاعدت مؤخرًا في ظل العملية العسكرية الهجومية الإسرائيلية المفاجئة التي بدأت في 27 آب/أغسطس (الماضي)".

وأضافتا في البيان: "نستنكر بشدة الهجمات والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون، في الضفة الغربية الخاضعة للاحتلال بشكل غير قانوني"، ووصفت المقررتان تلك الهجمات بأنها ليست سوى "محاولات فجة" من الجيش الإسرائيلي لمنع التغطية الصحفية المستقلة "لجرائم الحرب المحتملة".

وذكر البيان أن هناك ثلاثة حوادث على الأقل وقعت في أيلول/سبتمبر الجاري، في جنين وطولكرم، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الذخيرة الحية على صحفيين أو مركباتهم، أثناء تغطيتهم العمليات العسكرية والإصابات المدنية.

ووفق البيان أصيب ما لا يقل عن أربعة صحفيين نتيجة لذلك، على الرغم من أن العديد منهم كانوا يرتدون سترات صحفية مميزة بوضوح، وأشارتا في البيان إلى أنه "من المزعج للغاية أن نرى جنودًا إسرائيليين في الضفة الغربية يكررون نفس الازدراء لسلامة الصحفيين كما هو الحال في غزة في انتهاك صارخ للقانون الدولي".

وأكملتا في البيان: "لا تزال وسائل الإعلام الأجنبية محرومة من الوصول إلى غزة، والآن تتعرض سلامتها في الضفة الغربية أيضًا لتهديد خطير، ما يعرقل عملهم الصحفي بشكل جسيم"، وأفاد البيان بتوثيق حالات تعرض الصحفيين، ومنهم صحفيات، لسوء المعاملة أثناء الاحتجاز الإسرائيلي، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

كما شددتا في البيان على أن "الإبادة الجماعية في غزة طغت على محنة الصحفيين في الضفة الغربية، لكن هذا التصعيد الأخير يحتم على المجتمع الدولي الانتباه بشكل أكبر إلى ما يحدث في الضفة الغربية وأن يندد بشدة بأفعال إسرائيل".

الاقتصاد الفلسطيني في حالة سقوط حر

اقتصاديًا، قال تقرير للأمم المتحدة، أمس الخميس، إن اقتصاد غزة تقلص إلى أقل من سدس حجمه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أن معدل البطالة في الضفة الغربية ارتفع لثلاثة أمثال تقريبًا، مما يسلط الضوء على تحديات إعادة الإعمار.

ووصف التقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" اقتصاد غزة، بأنه أصبح "في حالة دمار" بعد أكثر من 11 شهرًا من العدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من القطاع.

وقالت هيئة التجارة التابعة للأمم المتحدة إن السلطة الفلسطينية التي تمارس حكمًا ذاتيًا محدودًا تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية تتعرض "لضغوط هائلة" تعصف بقدرتها على العمل.

وقال نائب الأمين العام لـ"أونكتاد"، بيدرو مانويل مورينو، للصحفيين في جنيف، إن "الاقتصاد الفلسطيني في حالة سقوط حر"، وأضاف "يدعو التقرير المجتمع الدولي إلى وقف هذا الانهيار الاقتصادي، وإرساء أسس للسلام والتنمية الدائمين"، مطالبًا بوضع خطة شاملة لتعافي الاقتصاد الفلسطيني.

وأشار التقرير إلى أن الضغوط تتزايد على الفلسطينيين بسبب انخفاض المساعدات الدولية، وحجب إسرائيل للإيرادات واقتطاعها منها بما تقدر "أونكتاد" قيمته بأكثر من 1.4 مليار دولار منذ عام 2019، وبحسب الوثيقة، فإن هناك "تدهورًا اقتصاديًا سريعًا ومثيرًا للقلق" في الضفة الغربية التي تعاني من تصاعد العنف منذ حرب غزة.

إسبانيا والنرويج تدعيان لاجتماع يناقش حل الدولتين

دبلوماسيًا، قالت الحكومتان الإسبانية والنرويجية إن وزراء خارجية العديد من الدول الإسلامية والأوروبية سيجتمعون في مدريد، اليوم الجمعة، لمناقشة كيفية تنفيذ حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وسيستضيف وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الاجتماع الذي سيحضره نظراؤه الأوروبيون، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وأعضاء مجموعة الاتصال العربية الإسلامية بشأن قطاع غزة.

واعترفت إسبانيا والنرويج وأيرلندا رسميا في أيار/مايو الماضي بدولة فلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية، وتحكمها السلطة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإلى جانب الدول الثلاث، تعترف الآن 146 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.