16-أكتوبر-2024
اليوم الـ376

غارة إسرائيلية تستهدف خيم النازحين في مواصي خانيونس (رويترز)

دخل اليوم الـ376 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مرحلة جديدة بعدما كشفت تقارير صحفية عن مقايضة أميركية إسرائيلية، حيث تفضي هذه المقايضة إلى مواصلة الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بالأسلحة، وفي المقابل يتخذ جيش الاحتلال تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في القطاع الفلسطيني. أما في لبنان، فقد واصلت مقاتلات جيش الاحتلال شن غارات عنيفة استهدفت مختلف المدن اللبنانية، بما في ذلك ضاحية بيروت الجنوبية.

وفي التفاصيل، قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" إن طيران الاحتلال قصف منزلًا قرب "البرج الإيطالي" في حي النصر غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين. كما أفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأن جيش الاحتلال قصف بالمدفعية شمال النصيرات وسط قطاع غزة، فضلًا عن إطلاق الزوارق الحربية لجيش الاحتلال النار تجاه سواحل مدينة غزة.

وفي السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، إن جيش الاحتلال يواصل "استهداف المنظومة الصحية بمحافظة شمال قطاع غزة، حيث هدد قبل أيام بإسقاط المستشفيات الأربعة التي تعمل في المحافظة، وأطلق النار على غرفة الإدارة بمستشفى كمال عدوان".

طالبت الولايات المتحدة حلفيتها إسرائيل باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في غزة في مقابل استمرار تزويدها بشحنات الأسلحة التي تستخدمها في حرب الإبادة الجماعية 

وأضاف المكتب الإعلامي أن جيش الاحتلال "طالب جميع الطواقم الطبية بمغادرة المستشفيات الأربعة وهي مستشفى كمال عدوان، المستشفى الإندونيسي، مستشفى العودة، مستشفى اليمن السعيد".

وجدد المكتب الإعلامي دعوته "المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية إلى فتح ممر آمن بشكل حقيقي لإنقاذ المنظومة الصحية في محافظة شمال غزة، لضمان استمرار تقديم الخدمة الصحية، وإمداد المستشفيات الأربعة بكل ما يلزم".

وتابع مضيفًا: "نطلق نداء استغاثة عاجلًا بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمحافظة شمال غزة والتي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية، فهي تعيش ومستشفياتها وضعًا كارثيًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى".

وأوضح المكتب الإعلامي أن "الوضع في مستشفى كمال عدوان -على سبيل المثال- وخاصة في قسم الحضانة يمر بمرحلة خطيرة لم يسبق لها مثيل، وهذه الحضانة هي الحضانة الوحيدة بمحافظة الشمال"، لافتًا إلى أن "الحضانة ممتلئة بالحالات، كما توجد حالات خطيرة في قسم العمليات، وحتى عمليات الولادة القيصرية تتم في ظروف خطيرة وغير صحية وغير مسبوقة".

وأشار المكتب الإعلامي إلى أنه "يتم نقل حالات تحتاج إلى عناية طبية فائقة إلى قسم حديثي الولادة بدلًا من نقلها إلى وحدة العناية المركزة، وذلك بسبب عدم وجود مكان في قسم العناية، الذي هو ممتلئ بحالات البالغين بشكل كامل".

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 42,409 فلسطينيين وفلسطينيات، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 99,153 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقايضة أميركية إسرائيلية

وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون، أمس الثلاثاء، إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، كتبا إلى مسؤولين إسرائيليين، الأحد الماضي، يطالبان باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في القطاع الفلسطيني وسط الهجوم الذي يشنه جيش الاحتلال في شمال غزة.

ونشر مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي نسخة من الرسالة على منصة "إكس" جاء فيها: "نحن قلقون بصورة خاصة من أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا تساهم في تدهور متسارع للأوضاع في غزة".

وأشارت الرسالة إلى القيود التي يفرضها جيش الاحتلال في القطاع، بما في ذلك القيود على الواردات التجارية، ومنع معظم التحركات ذات الأغراض الإنسانية بين شمال وجنوب غزة، والقيود "المرهقة والمفرطة" على البضائع التي يُسمح بإدخالها إلى القطاع.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الرسالة "لم تكن تهدف إلى التهديد"، لكنه أكد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، مضيفًا "يبدو لنا أنهم (الإسرائيليون) يأخذون الأمر على محمل الجد"، دون أن يخوض في تفاصيل.

من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي في واشنطن إن إسرائيل تلقت الرسالة وتراجعها، وتابع مضيفًا: "إسرائيل تأخذ هذه المسألة على محمل الجد وتعتزم معالجة المخاوف التي أثيرت في هذه الرسالة مع نظرائنا الأميركيين".

وحددت الرسالة خطوات معينة يتعين على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يومًا، منها السماح بدخول 350 شاحنة إلى قطاع غزة يوميًا بحد أدنى، وفرض فترات توقف في القتال للسماح بتسليم المساعدات، وإلغاء أوامر الإخلاء للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك حاجة لها.

وذكرت أن "عدم إظهار التزام مستدام بتنفيذ هذه التدابير، والإبقاء عليها قد يكون له آثار على السياسات الأميركية، والقوانين الأميركية ذات الصلة"، واستشهدت رسالة الوزيرين بالمادة 620 من قانون المساعدات الخارجية، والتي تحظر إرسال مساعدات عسكرية للدول التي تعوق إيصال المساعدات الإنسانية الأميركية.

وكانت الرسالة قد أشارت إلى مذكرة الأمن القومي التي أصدرها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في شباط/فبراير الماضي، والتي تلزم وزارة الخارجية بتقديم تقرير إلى الكونغرس حول ما إذا كانت تجد مصداقية في تأكيدات إسرائيل بأن استخدامها للأسلحة الأميركية لا ينتهك القانون الأميركي أو الدولي.

عودة القصف إلى ضاحية بيروت الجنوبية

وفي شمال الأراضي المحتلة، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات منفصلة قصف "مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية كبيرة"، فضلًا عن استهداف مرابض مدفعية جيش الاحتلال في "دلتون" و"ديشون"، بالإضافة إلى "مستعمرة يفتاح" بصليات صاروخية، وبحسب جيش الاحتلال، فإن حزب الله استهدف صفد بنحو 50 صاروخًا.

وبعد خمسة أيام من الهدوء الحذر الذي خيم على العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمرًا لسكان حارة حريك في الضاحية بإخلاء مبنى فورًا، حدده على خريطة باللون الأحمر، مشيرًا إلى أنه سيستهدف المبنى في وقت قريب، زاعمًا أن السكان القاطنين في المبنى "موجودون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله".

ولاحقًا قال جيش الاحتلال في بيان: "أغارت طائرات سلاح الجو الحربية قبل قليل بتوجيه استخباري دقيق من هيئة الاستخبارات العسكرية على وسائل قتالية استراتيجية لحزب الله تم تخزينها داخل مستودع تحت الأرض في الضاحية الجنوبية".

من جانبها، قالت مراسلة "التلفزيون العربي"، جويس الحاج خوري، إن جيش الاحتلال استهدف بسلسلة غارات عنيفة مناطق "زبدين، النبطية التحتا، النبطية الفوقا، كفرتبنيت، وكفرجوز"، إلى جانب استهداف بلدتي "محيط الناقورة، وسهل مرجعيون" بالقصف المدفعي جنوبي لبنان.

وشهدت بلدة عيتا الشعب سلسلة غارات عنيفة شنتها مقاتلات جيش الاحتلال، بالتزامن مع تصدي حزب الله لمحاولات تسلل حاول تنفيذها جنود الاحتلال، بحسب ما أفاد "التلفزيون العربي".

وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي سحب الدخان الأسود تتصاعد من مدينة النبطية جنوبي لبنان، جراء شن جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت المدينة، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن مقاتلات جيش الاحتلال شنت "عدوانًا جويًا عنيفًا على مدينة النبطية، حيث شن أكثر من 10 غارات على معظم الأحياء فيها"، فيما ذكرت تقارير صحفية أن الاحتلال استهدف في إحدى الغارات مبنى بلدية النبطية.

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2350 شهيدًا وشهيدة، ونحو 10924 جريحًا، فيما سجل نزوح أكثر 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.