25-أكتوبر-2024
اليوم الـ385

فلسطينيون يتفقدون مركزًا لإيواء النازحين استهدفه جيش الاحتلال في النصيرات (رويترز)

في اليوم الـ385 من العدوان، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته للمواثيق والقوانين الدولية عبر اقتحامه مستشفى كمال عدوان في شمالي قطاع غزة، وذلك بعد أن فرض حصارًا عليها رفقة استهدافها بالقصف المدفعي. أما في جنوبي لبنان، وفي مشهد تكرر على مدى العام السابق، استهدف جيش الاحتلال بصاروخين فندقًا يتخذه الصحفيون مقرًا لهم في بلدة حاصبيا الجنوبية.

وفي التفاصيل، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، وقام بإخراج الطواقم الطبية والمصابين منه، وأضافت أن دبابات الاحتلال قصفت محطة الأوكسجين في المستشفى، مما أسفر عن استشهاد عدد من الأطفال الجرحى والمرضى.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر طبية أن عددًا من أفراد الطاقم الطبي أصيبوا بجروح مختلفة جراء قصف مدفعية الاحتلال وإطلاق النار المتواصل على المستشفى، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يحاصر المستشفى، ويطلق النار باتجاه مبانيه بشكل كثيف.

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته للمواثيق والقوانين الدولية عبر اقتحامه مستشفى كمال عدوان في شمالي قطاع غزة، في الوقت الذي استهدف فندقًا يتخذه الصحفيون لهم في جنوبي لبنان

وقال مراسل "التلفزيون العربي"، إسلام بدر، إن جيش الاحتلال اقتحم ساحة مستشفى كمال عدوان، وقام بجمع كل المتواجدين في ساحة المستشفى، بما فيهم الجرحى والمرافقين، ثم عمد إلى فصل النساء عن الرجال.

ونقل "التلفزيون العربي" عن مدير التمريض في مستشفى كمال عدوان قوله إن: "الاحتلال استهدف المستشفى بعد مغادرة وفد منظمة الصحة العالمية مباشرة"، وعمد بعدها إلى اعتقال جميع الشبان المتواجدين في المستشفى للتحقيق معهم.

إلى ذلك، قال الدفاع المدني في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة، أمس الخميس، جراء تفجيره 11 منزلًا في "بلوك 7" في شارع الهوجا في مخيم جباليا، ما أسفر عن سقوط أكثر من 150 شهيدًا وجريحًا، فيما تعجز طواقم الإسعاف عن الوصول إلى المكان بفعل حصار الاحتلال الخانق للمنطقة.

كما استهدف جيش الاحتلال بالقصف المدفعي بيت لاهيا، بالإضافة إلى إطلاق طيران الاحتلال النيران من الأسلحة الرشاشة باتجاه منازل السكان المدنيين في غربي مخيم جباليا، شمالي القطاع.

وأفاد موقع "العربي الجديد" نقلًا عن وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد تسعة أشخاص، فضلًا عن إصابات ومفقودين جراء قصف الاحتلال منازل تقع شرق خانيونس، جنوبي قطاع غزة، كما أدى القصف إلى استشهاد عائلة بكاملها بعد قصف الاحتلال منزلًا في حي المنارة، جنوبي مدينة خانيونس.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 42,847 فلسطينيين وفلسطينيات، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100,544 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، لذا لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

"حرب تشن دون احترام للقانون الدولي"

وفي السياق، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أمس الخميس، إن: "الدمار الهائل الذي سببه الحصار (جيش الاحتلال) في شمال غزة يظهر أن الحرب تُشن دون احترام القانون الدولي"، مضيفًا أن "العائلات هناك محاصرة في أماكنها ولا تستطيع التحرك".

وأشار حق إلى تواجد ما بين 50 إلى 70 ألف نسمة في جباليا حاليًا، وأن 63 ألف شخص نزحوا من الشمال إلى وسط القطاع بعد هجمات جيش الاحتلال. وردًا على سؤال بشأن رسالة الأمم المتحدة إلى سكان شمال غزة، قال حق: "نواصل العمل من أجلهم. ونواصل السعي لكي يسمعهم العالم ويرى احتياجاتهم"، مؤكدًا أن موظفي الأمم المتحدة يحاولون أداء واجباتهم في غزة وسط ظروف صعبة للغاية.

وفي سياق الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة، أقرَّ جندي في جيش الاحتلال في حديث لشبكة "CNN" الأميركية بأنه تم استخدام الفلسطينيين دروعًا بشرية من أجل دخول الأماكن والأنفاق التي يُحتمل أن تكون مفخخة في غزة، مشيرًا إلى أن استخدام المدنيين كدروع بشرية يأتي فيما  يُعرف باسم "بروتوكول البعوض" في جيش الاحتلال، وفقًا لما نقلت وكالة "الأناضول".

جيش الاحتلال يستهدف الصحفيين في جنوب لبنان

إلى ذلك وسّع جيش الاحتلال من نطاق عدوانه في الأراضي اللبنانية، حيث استهدف فندقًا يتخذه الصحفيون مقرًا لهم في بلدة حاصبيا جنوبي لبنان، مما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين بجروح طفيفة.

ونعت قناة "المنار" التابعة لحزب الله المصور في القناة، وسام قاسم، الذي قضى بالعدوان الإسرائيلي على الصحفيين في حاصبيا، فيما نعت قناة "الميادين" مصورها، غسان نجار، ومهندس البث، محمد رضا، اللذين قضيا في العدوان ذاته.

وأدانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الصحفيين، مشيرةً إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تقدم فيها إسرائيل على استهداف الصحفيين والإعلاميين في لبنان، وقد سبق أن استشهد ستة منهم في غاراتها الوحشية، عدا عن الجرحى".

واعتبرت أن "ما أقدمت عليه (قوات الاحتلال) هو جريمة حرب بكل المواصفات والمعايير، لا يمكن للمجتمع الدولي، وخصوصًا المنظمات المعنية بحماية الصحافيين والإعلاميين خلال قيامهم بمهماتهم في مناطق الحروب والنزاعات، السكوت أمام هذا الخرق الفاضح والمتكرر للمعاهدات والمواثيق الدولية التي تحدد كيفية التعامل مع الصحافيين والاعلاميين وفرق البث، وطواقم الاغاثة العاملة في الميدان".

وفي السياق، قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن الاعتداءات الاسرائيلية استمرت على قرى قضاءي صور وبنت جبيل منذ منتصف الليل، مستهدفًا بلدات مختلفة في الجنوب اللبناني، فيما شنت مقاتلات الاحتلال غارات جوية، أمس الخميس، استهدف فيها ضاحية بيروت الجنوبية.

وأعلن جيش الاحتلال مقتل ضابطين وثلاثة جنود، فضلًا عن إصابة 60 آخرين بجروح في جنوب لبنان، ما يرفع عدد قتلى جنود الاحتلال إلى 10 جنود خلال الساعات الـ24 الماضية.

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2593 شهيدًا وشهيدة، وإصابة نحو 12119 جريحًا، فيما سجل نزوح أكثر من  1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.