31-أكتوبر-2024
اليوم الـ391

فلسطينيون أجبرهم الاحتلال على النزوح من شمال غزة (رويترز)

في اليوم الـ391 من العدوان، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية التي تستهدف شمال قطاع غزة، وسط حصار خانق مفروض على المنطقة يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية لإجبار المواطنين على النزوح جنوبًا، مع التركيز على حصار القطاع الصحي في المنطقة الذي يتعرض لإبادة ممنهجة.

وفي التفاصيل، توغلت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، باتجاه مدرستي "تل الزعتر" و"تل الربيع" في مشروع بيت لاهيا شمال غزة، وأنذرت النازحين فيهما عبر طائرات مسيرة "كوادكوبتر" بإخلاء المدرستين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

كما فجرت قوات الاحتلال مباني سكنية في مخيم جباليا، واندلعت النيران في منازل بمحيط دوار الشيخ زايد ومشروع بيت لاهيا جراء القصف المدفعي المكثف، فيما أطلقت آليات الاحتلال نيران أسلحتها مباشرة على المستشفى الإندونيسي والمنطقة المحيطة به شمال مخيم جباليا.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية التي تستهدف شمالي قطاع غزة، وسط حصار خانق يمنع لإجبار المواطنين على النزوح جنوبًا

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات الاحتلال قصفت الطابق الثالث في مستشفى "كمال عدوان"، مما أدى إلى احتراق مخزن الأدوية والمستلزمات الطبية التي تم استلامها قبل خمسة أيام من منظمة الصحة العالمية.

من جانبه، قال الدفاع المدني في غزة إنه معطل قسرًا في جميع مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وأصبح آلاف المواطنين هناك بلا رعاية إنسانية وطبية، مطالبًا المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل العاجل لتمكين طواقمه من أداء واجبها الإنساني.

وطالب الدفاع المدني عبر قناته الرسمية على "تليغرام" بالتدخل للسماح بعودة عمل ما تبقى من مركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، التي ما زال يحتجزها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مقبرة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، ويطلق النيران من طائراته على كل من يحاول الاقتراب منها.

وقال مدير التمريض في مستشفى "كمال عدوان"، عيد صباح، لوكالة "رويترز" إن الجثث والجرحى ما زالوا تحت الأنقاض جراء مجازر الاحتلال في البلدة الواقعة شمال قطاع غزة، مضيفًا "المصابون ملقون على الأرض، والشهداء للأسف الشديد لا نستطيع نقلهم إلا بواسطة العربات التي تجرها الخيول أو الحمير".

ويواصل جيش الاحتلال حصار المستشفيات الثلاثة العاملة في شمال غزة، وهي "كمال عدوان"، و"الإندونيسي"، و"العودة"، متعمدًا إخراجها عن الخدمة بشكل كامل، فضلًا عن استهداف مركبات الإسعاف والدفاع المدني التي أصبحت عاجزة تمامًا عن تقديم الخدمة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 43,163 شهيدًا وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 101,510 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

ثلاثة شهداء في الضفة المحتلة

وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، وفرضت حصارًا على مخيم طولكرم وسط اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين. وقال شهود عيان إن جرافات الاحتلال اقتحمت المخيم من الجهة الشمالية وبدأت بتجريف البنية التحتية.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الخميس، أن طواقمه في طولكرم تعاملت مع إصابة شاب بشظايا في الرأس ونقلته إلى المستشفى من نور شمس، فيما أفادت تقارير صحفية بأن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا في طولكرم، اثنان منهم في غارة إسرائيلية، والثالث بنيران قوات خاصة للاحتلال.

وبحسب الوكالة الفلسطينية، "جرفت جرافات الاحتلال محيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة عند مدخل مخيم نور شمس، ودمرت البنية التحتية في المكان، كما جرفت مداخل المحلات التجارية على طول الشارع الرئيسي المحاذي للمخيم".

وأضافت الوكالة بأن "قوات الاحتلال فرضت حصارًا مشددًا على مخيم نور شمس، وسط اندلاع اشتباكات عنيفة وأصوات انفجارات وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع، وانقطاع التيار الكهربائي عن المخيم وضاحية أكتابا وأجزاء من المدينة".

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن شهود عيان قولهم إن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة دورا جنوبي مدينة الخليل"، وأضافوا أن قوات الاحتلال "داهمت عددًا من البيوت وفتشتها وتسببت في تخريب محتوياتها، واعتقلت 13 مواطنًا على الأقل ونقلتهم مقيدين ومعصوبي الأعين إلى أحد المنازل وأخضعتهم للتحقيق".

من جانبها، أفادت وكالة "وفا" بأن جيش الاحتلال اقتحم بلدة الزاوية غرب سلفيت وقرى روجيب وسالم وبيت فوريك شرق نابلس وعوريف جنوبًا، وتخلل عملية الاقتحام مداهمة المنازل وتفتيشها، بالإضافة إلى اعتقال ثلاثة مواطنين من قرى نابلس.

اشتباكات متواصلة في بلدة الخيام

وفي لبنان، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم الخميس، بأن الاشتباكات لم تتوقف في بلدة الخيام بين حزب الله وجيش الاحتلال، مشيرة إلى أن الأخير يحاول التقدم من شرق البلدة إلى الداخل مستعينًا بكل أنواع الأسلحة من رشاشات إلى قذائف مدفعية وغارات من الطيران الحربي، فضلًا عن قيام جيش الاحتلال بتفخيخ وتفجير في منطقة وادي العصافير في البلدة.

وأضافت أن جيش الاحتلال استهدف بالمدفعية أطراف بلدتي القليعة وبرج الملوك من الجهة المقابلة لبلدة الخيام بعدة قذائف مدفعية طالت شظاياها المنازل القريبة المأهولة، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والطائرات المسيرة في أجواء منطقة مرجعيون.

وقالت الوكالة اللبنانية إن مقاتلات الاحتلال شنت غارات جوية على قرى قضاء كل من صور وبنت جبيل، حيث أغار العدو على مدخل بلدة معركة قرب مستشفى جبل عامل، مضيفة أن بوارج الاحتلال أطلقت قذائف مدفعية قبالة مدينة صور، مما أدى إلى اشتعال النار في المكان المستهدف.

كما واصل جيش الاحتلال شن غارات جوية استهدفت مدن وبلدات محافظتي البقاع وبعلبك–الهرمل شرقي لبنان، بما في ذلك بلدات لم يصدر جيش الاحتلال أي إنذارات لسكانها بالإخلاء الفوري، وهي من البلدات التي نزح إليها سكان بعلبك بعدما طالبهم جيش الاحتلال بإخلاء المدينة.

وأضافت أن فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية "كشافة الرسالة الإسلامية" و"الهيئة الصحية الإسلامية"، بالإضافة إلى الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني اللبناني تعمل على إزالة الأنقاض والردم من الطرق التي تعرضت للغارات المعادية في مدينة صور، وفي حيي الزراعة ومستشفى جبل عامل.

من جانبه، قال حزب الله إنه "في إطار التحذير الذي وجهناه لعدد من مستوطنات الشمال، قصفنا خلال الساعات الماضية مستوطنات كريات شمونة وحتسور هجليليت وكدمان تسفي ويسود همعلاه"، فيما دوت صفارات الإنذار في مدينة عكا ومنطقة رأس الناقورة في الجليل الغربي خشية تسلل طائرات مسيرة من لبنان.

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2,822 شهيدًا وشهيدة، وإصابة نحو 12,973 جريحًا، فيما سُجل نزوح أكثر من 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.